بيروت - لبنان

اخر الأخبار

2 تشرين الأول 2018 12:02ص الإدعاءات الإسرائيلية تهويل أم توطئة لعدوان؟

تحصين الجبهة الداخلية يتطلب حكومة وحدة واستنفار سياسي ودبلوماسي

حجم الخط
 تقدمت التهديدات الاسرائيلية للبنان على ملف تأليف الحكومة الغارق في نوم عميق وسائر الملفات الأخرى، بالنظر إلى خطورتها وأبعادها السياسية والعسكرية على لبنان، وإن اعتبرت بنظر أطراف سياسية على أنها تبقى مجرد تهديدات غايتها شن حرب نفسية على لبنان، لأن إسرائيل تدرك أنه ليس بمقدورها الاعتداء على لبنان، لما ستواجهه من رد غير متوقع من جانب المقاومة. 
لكن في المقابل، فإن هذه التهديدات من جانب القيادة الاسرائيلية، تثير برأي أوساط وزارية في حكومة تصريف الاعمال، كما أبلغت «اللواء»، مخاوف وقلقاً من أن تكون مقدمة لشن عدوان على لبنان، رداً على هزيمة تموز 2006، خاصة وأن اسرائيل لا زالت تشعر بمرارة هذه الهزيمة التي أذلت جيشها وألحقت به خسائر فادحة. لذلك فإنها تدعو للتعامل من التهديدات الاسرائيلية بجدية، مشددة على أن الأمور بحاجة إلى استنفار لبناني واسع، سياسياً ودبلوماسياً، مشيدة في هذا السياق بخطوة وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الاعمال جبران باسيل الذي التقى السفراء المعتمدين في لبنان، وكشف لهم من خلال الجولة التي قاموا بها إلى جوار مطار الحريري الدولي، زيف الادعاءات الاسرائيلية التي تهدف إلى شن حملة افتراءات ظالمة بحق لبنان، تمهد للاعتداء عليه في مرحلة لاحقة. 
وترى الأوساط أن «التحرش» الاسرائيلي بلبنان، سواء كان جدياً أو مجرد تهويل، فإن المطلوب وبأسرع وقت أن تكون هناك ردة فعل لبنانية موحدة أساسها المبادرة فوراً إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية، بحيث يصار إلى تجاوز كل العقبات الهامشية الموضوعة، لأن لا أحد في البلد قادر على مواجهة التبعات المترتبة عن أي عدوان إسرائيلي على لبنان، قد يجر المنطقة إلى حرب مدمرة، وبالتالي فإن المسؤولية برأي الأوساط تقتضي تحركاً سريعاً لمعاودة مشاورات التأليف والتفاهم على التوليفة العتيدة، بعض النظر عن وزير بالزائد أو وزير بالناقص، لأن استمرار التلهي بالصغائر، ستكون آثاره بالغة السلبية على لبنان ومصالحه، مشيرة إلى أن « حزب الله» يدرك أكثر من غيره خطورة الاستحقاقات التي تتهدد لبنان، ولذلك فإنه ما برح يطالب بالإسراع في التشكيل، لتكون هناك حكومة قادرة على مواجهة التحديات والتعامل مع الاستحقاقات التي تنتظر البلد على أكثر من صعيد. 
وتكشف الأوساط الوزارية أن خطوة الوزير باسيل، مقدمة لحملة سياسية ودبلوماسية أكبر سيقوم بها لبنان في الأيام المقبلة، لجبه التهديدات الاسرائيلية والتعامل معها بالطريقة المناسبة، بما تحمله من كذب وافتراء ما عادا ينطليان على أحد، حيث أن إسرائيل لا تتردد عن استخدام كل الأساليب للتحريض على لبنان، من خلال الاتهامات التي توجهها لـ«حزب الله»، في إطار الرسائل التي تريد ايصالها في الداخل والخارج، مشددة على أن اسرائيل ستحسب ألف حساب لأي مغامرة عسكرية في لبنان، إضافة إلى أن الأجواء الإقليمية لا تسمح لها بالاعتداء على لبنان، خاصة بعد الموقف الروسي الأخير الذي عبر عنه من الأمم المتحدة وزير الخارجية سيرغي لافروف، محذراً اسرائيل من شن أي عدوان على لبنان، باعتبار أنه سيكون من الصعوبة بمكان التكهن بالنتائج المتوقعة لأي حرب اسرائيلية في المنطقة.
وأشارت إلى أن لبنان سيطلب من سفراء عواصم القرار ومجموعة الدعم الدولية، مناشدة حكوماتهم ممارسة الضغوطات على اسرائيل لمنعها من القيام باستهداف لبنان، لأن أي عمل من هذا القبيل لن يكون في مصلحة أحد وسيعرض المنطقة لمخاطر جسيمة لن يكون أحد بمنأى عنها، في ظل الاضطرابات التي يشهدها الإقليم.