بيروت - لبنان

اخر الأخبار

15 تشرين الأول 2020 07:57ص ما الذي يضمن تنازل «الثنائي» للحريري وهو الذي لم يتنازل لماكرون؟

الإشكالية الحقيقية في تشكيل الحكومة القادرة على الإنقاذ

حجم الخط
إذا كانت صورة الاستشارات النيابية الملزمة التي تأجلت، أمس، بانتظار مواقف جميع الكتل النيابية، فإن الإشكالية الحقيقية برأي مصادر سياسية متابعة لعملية التأليف، هي القدرة على تشكيل حكومة بإمكانها إخراج لبنان من مأزقه، باعتبار أن المشكلة ليست في من سيسمى لتأليف الحكومة. ولذلك فإن السؤال المركزي الأساسي، يتركز في القدرة على التأليف، والأهم القدرة على معالجة الأزمة التي يتخبط بها البلد، مشددة على أن هناك استحالة في ظل الأوضاع الحالية، وفي ظل إصرار فريق الأكثرية على تسمية وزرائه وعلى تمسكه بحقائب محددة من وخراج لبنان من هذه الأزمة. وبالتالي قبل أن يتراجع فريق الثامن من آذار عن الشروط التي يضعها، فلا يمكن توقع إيجابيات تساعد على تجاوز المأزق.

وتعتبر المصادر أن «الثنائي الشيعي» لا يبدو في وارد التنازل للرئيس سعد الحريري، وهو الذي لم يتنازل للرئيس الفرنسي، ولذلك يمكن القول أنه اليوم وفي ظل غياب أي تدخل فرنسي قوي، لا يبدو أن هذا الثنائي في وارد التنازل، ما قد يضطر الرئيس الحريري أن يسلّم بتسمية الوزراء الشيعة، ولو من ضمن لائحة سيقدمها هذا الفريق، الأمر الذي سيحذو حذوه القوى السياسية الأخرى التي لن ترضى أن تكون الحالة الشيعية استثناء، ما قد يجد اللبنانيون أنفسهم أمام حكومة هجينة على غرار الحكومة المستقيلة.

وتلفت إلى أن حزب «القوات اللبنانية» لن يسمي أحداً لرئاسة الحكومة، كما كشف رئيسه سمير جعجع، لأن المرشح لهذا المنصب هو الرئيس الحريري الذي يحظى بأكثر حيثية تمثيلية في البيئة السنية، وهو الذي تربطه بـ«القوات» علاقة استراتيجية رغم الخلاف القائم اليوم حول مجموعة من الملفات القائمة. وفي الاستشارات الماضية عندما سمت «القوات» لم يكن شخص الحريري مطروحاً، فأرادت توجيه رسالة، أما اليوم، فإن شخص الحريري هو المطروح. ولذلك انطلاقاً من العلاقة التاريخية التي جمعت الطرفين، فإن «القوات» فضلت عدم التسمية.

لا وجود لصفقة وهناك فرصة للإنقاذ لا يجب تفويتها

وإذ تستبعد الأوساط وجود صفقة من وراء ما يجري، كما يحاول أن يروج البعض، فإنها تشير إلى أن فريق الرئيس الحريري يرى بأن هناك فرصة للإنقاذ لا يجب تفويتها، وهذا يفترض تعاون الجميع من أجل الاستفادة منها، في حين أن الوقائع لا تشير إلى ما يمكن تسميته بـ«فرصة» يمكن التعويل عليها، طالما ان فريقاً قابضاً على السلطة. ما يدفع إلى القول أن الأمور مقفلة على هذا المستوى، إلا في حال اقتنع الفريق الآخر، بضرورة أن يبادر إلى اتخاذ خطوات من شأنها الإفساح أمام عملية إنقاذ حقيقية للوضع الذي يتخبط فيه لبنان، مشددة على أن التنازلات للإنقاذ تكون من خلال كف يد كل القوى السياسية عن تشكيل الحكومة، ويجب أن تتعظ هذه القوى بأنها فشلت في انتشال لبنان من المستنقع، وأكبر دليل حكومة اللون الواحد، ما يفرض على هذا الفريق الذي لم يتمكن من إنقاذ البلد من هذه الأزمة الكارثية، أن يتعظ من تجربته الفاشلة، وأن يفسح فيه المجال لغيره.

وفيما بدا لافتاً إطلاق النار من جانب «الثنائي» على تشكيلة الوفد اللبناني في مفاوضات ترسيم الحدود البحرية، تعتبر المصادر السياسية، أنه إطلاق نار أشبه بدخان دون نار، فهذا الثنائي أطلق النار فقط من أجل تسجيل موقف. ولو كان هذا الموقف جدياً، لما أطلقه في الثانية فجراً، بعدما تشكيل الوفد الذي كان سيغادر إلى الناقورة صباحاً. وهذا يشير إلى أن الثنائي لو كان يريد تسجيل موقف اعتراضي عملي يترجمه على أرض الواقع، لكان أطلق بيانه قبل أربع وعشرين ساعة، ولذلك أراد من خلال بيانه إضافة إلى تسجيل موقف أمام بيئته، أن يربط نزاع مع إسرائيل، وإفساحاً في المجال أمام العهد، لأن يقول أن هناك تبايناً بين الطرفين، بما يخدم العهد وفريقه السياسي.

وإذ نفت المصادر مطلقاً أن تقود مفاوضات الترسيم البحرية إلى أي مفاوضات سياسية، فإنها أكدت أنها ستبقى في إطارها التقني، ولا أحد في لبنان في وارد الذهاب أبعد من مسألة تقنية محدودة في المكان والزمان، مشيرة إلى أن الفريق اللبناني حازم لجهة التشدد في المطالبة بحقوق لبنان كاملة في مياهه الإقليمية، وأنه لن يسمح لإسرائيل بالاعتداء على السيادة اللبنانية مهما كلف الأمر.