بيروت - لبنان

اخر الأخبار

24 كانون الأول 2019 12:00ص الإنتفاضة والحكومة: إلى أين؟

حجم الخط
هل يجب أن تشترك الإنتفاضة في حكومة حسان دياب؟ كلا، للأسباب التالية:

1- لأن حسان دياب له ماض، وقد شارك في حكومة الميقاتي التي أتت نتيجة إنقلاب القمصان السود. وقد شارك في هذه الحكومة على خانة ما سمي حينها التيار الوسطي (الرئيسين ميقاتي وسليمان) وسرعان ما إنتقل إلى خانة حزب الله بعد أقل من ستة أشهر. 

2- لأن حسان دياب سمّته مكونات السلطة الثلاث (حزب الله، أمل والتيار الوطني الحر) بتغطية ضمنية من باقي أطراف السلطة الحاكمة، وإن أتت هذه التغطية بأشكال متباينة.

3- لأن «الإختصاصيين» الذين سوف تتشكل الحكومة منهم، وبغض النظر عن كفاءتهم ونظافة كفهم (إن حصل هذا الأمر)، سوف يعينهم أصحاب السلطة أو على الأقل، أن يوافقوا عليهم. وفي مطلق الأحوال، سوف ينالون الثقة من المجلس النيابي الذي يمثل السلطة المطعون بمشروعيتها. 

4- لأن مشاركة الإنتفاضة بهذه الحكومة تجعل منها شريكة مع هؤلاء بالذات التي ثارت ضدهم وهدفت إلى إسقاطهم لتطهير لبنان من دنس ممارساتهم الفاسدة ومن سرقاتهم للشعب والمال العام.

5- لأن السلطة تسعى جاهدة إلى إبراز تبنيها للإنتفاضة، طالبة «محاورتها» و«إشراكها شكليا» معها بهدف التستير عن عوراتها والتهرب من شبهة الفساد والإهمال والسرقة.

6- لأن السلطة تسعى من خلال مغازلتها الإنتفاضة أن تلعب على وتر حب الذات (ego) الذي يطبع بعض أفرادها بهدف تقسيم صفوفها.

هل سوف تشكل الحكومة؟ بالأرجح، نعم.

هل سوف يتضمن بيانها الوزاري الإصلاحات الضرورية والبرنامج الإقتصادي - المالي - النقدي الشافي وهو المطلوب من المجتمع الدولي؟ من الصعوبة الإجابة على هذا التساؤل، مع ترجيح أن تكون هذه الإصلاحات غير كافية والبرنامج غير شاف تماما».

هل سوف تحصل الحكومة العتيدة على المساعدات الدولية والعربية؟ هذا أمر مرغوب من اللبنانيين كي لا يتجه وضع لبنان إلى الصوملة (أي الإفلاس الكامل والشامل والفوضى وشريعة الغاب وزوال الدولة والكيان)، وهو أمر ممكن ولكنه غير مرجح.

في مطلق الأحوال، يتوجب على الإنتقاضة أن تحضر نفسها إلى المرحلة الثانية لتطورها، أي أن تراقب وتحاسب وتطرح الحلول وتتابع إيصالها إلى المرحلة التنفيذية، بإنتظار الظروف المؤاتية التي تمكنها من التحول من إنتفاضة إلى ثورة تسمح لها بالإمساك بمقاليد السلطة وتخليص لبنان من السطوة الإيرانية ومن التبعية لأية دولة أكانت صديقة أو غير صديقة، ومن ثم تخلص الشعب اللبناني من براثن «القيادات» والكيانات السياسية الفاسدة والمتحكمة برقابهم والتي نهبتهم وأوصلت لبنان إلى الدرء الذي وصل إليه. 

إن هذا الأمر يتطلب إعادة صياغة شاملة لمسلمات الإنتفاضة ووضع برنامج مرحلي عملي يحقق اهدافها وتلمس التكتيك الصحيح لتحقيق هذه الأهداف ووضع الآليات المناسبة لها.

هكذا فقط تتحقق وحدة صفوفها وفعالية مسيرتها.

وللبحث صلة.