بيروت - لبنان

اخر الأخبار

4 كانون الثاني 2024 06:32م الاختراق" الأمني للضاحية الجنوبية يقلق "حزب الله"

استنفار دبلوماسي لبناني لمواجهة نوايا إسرائيل العدوانية

حجم الخط
جاء قرار "حزب الله" بتصعيد هجماته ضد تجمعات ومواقع جيش الاحتلال الإسرائيلي، على طول المناطق الحدودية الجنوبية في الساعات الماضية، ترجمة للتحذيرات التي أطلقها أمينه العام السيد حسن نصرالله من مغبة إقدام إسرائيل على الاعتداء ضد لبنان، في موازاة تأكيده أن الرد على اغتيالها نائب رئيس حركة "حماس" صالح العاروري ورفاقه، حتمي ولن يتأخر . وهو ما بدأت تتحسب له إسرائيل التي وضعت جيشها في حالة تأهب قصوى على الحدود مع لبنان، وسط موشرات أن رد "الحزب" متوقع في غضون أيام قليلة، في إطار إرسال رسالة للإسرائيليين أنه مستعد لكل الاحتمالات . وهو أمر يأخذه جيش الاحتلال على محمل الجد أكثر من أي وقت مضى . على ما أكده رئيس أركانه هرتسي هاليفي، من أن "الجيش في الشمال مستعد جيدا في جميع القطاعات"، مضيفاً، "نحن في جاهزية قوية جدا في الشمال، وأعتقد أن الاستعداد في ذروته".



وفي حين يبدو أن إسرائيل لا تريد إعطاء مزيد من الفرص للدبلوماسية الأميركية من أجل إيجاد حل للوضع المتفجر على الحدود، وإصرارها في المقابل على الحل العسكري، بعد كلام وزير الدفاع يوانت غالانت للموفد الأميركي أموس هوكشتاين، إلا أن "حزب الله" المتحفز لأي مغامرة إسرائيلية، يؤكد وفقاً لمصادره أن لبنان لن يكون لقمة سائغة أمام الإسرائيليين، وإنما سيواجه الحرب بصلابة وشجاعة في حال فرضت عليه، وإن كان مستعداً للإبقاء على نوافذ الحل السياسي مفتوحة، في إطار احترام إسرائيل للقرار 1701 وتأكيد عدم التعرض لسيادة لبنان، ووقف اعتداءاتها المتكررة . في وقت أعلن مسؤول كبير في إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن ان الولايات المتحدة لا ترى "رغبة واضحة" لدى حزب الله أو إسرائيل في خوض حرب مع الآخر. وقال، "على حد علمنا، لا توجد رغبة واضحة لدى حزب الله في خوض حرب مع إسرائيل والعكس". وأضاف، "لكن التوتر على الحدود بين إسرائيل ولبنان موجود لأن حزب الله يطلق النار من حين لآخر عبر الحدود على الإسرائيليين ومن الواضح أن الإسرائيليين يردون على إطلاق النيران".

ولا تخفي مصادر وزارية في حكومة تصريف الأعمال كما تقول ل"موقع اللواء"، أن "الوضع في الجنوب مقلق للغاية، ويبدو بوضوح أن إقدام إسرائيل على اغتيال العاروري في قلب بيروت، بمثابة مؤشر على عزمها توسيع الحرب باتجاه لبنان. وهو ما يدفع لبنان إلى توسيع مروحة اتصالاته مع أصدقائه في الخارج، للحؤول دون قيام إسرائيل بمهاجمته"، في وقت قالت أوساط نيابية معارضة ل"موقع اللواء"، أن "ما يجري في غزة مرشح للاتساع على أكثر من صعيد، سواء في لبنان، أو في المنطقة، مع اندلاع شرارة المواجهات في البحر الأحمر، إضافة إلى تصاعد التوتر بين الأميركيين وأذرع إيران العسكرية في العراق والخليج" . وقد عبر رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، أمام  قائد قوات الأمم المتحدة العاملة في جنوب لبنان"اليونيفيل" ارولدو لاثارو الذي التقاه، أمس، عن مخاوفه على الوضع في الجنوب، والخشية من قيام إسرائيل بعدوان على لبنان. وكان تركيز على ضرورة تطبيق القرار1701، وجرى البحث في الخروقات الإسرائيلية للسيادة اللبنانية، حيث سجل  لبنان اعتراضه لليونيفيل على هذا الموضوع. وتناول اللقاء أيضا  التحضيرات للتقرير المرتقب صدوره عن مجلس الامن والذي سيتطرق للخروقات التي تطال القرار 1701. وأبلغ الرئيس ميقاتي، قائد "يونيفيل"، ادانته الاعتداءات الاسرائيلية على لبنان والانتهاكات المتمادية للسيادة اللبنانية.وطالب ب"رفع الصوت في الامم المتحدة رفضا للانتهاكات الاسرائيلية  للخط الازرق وللقرار 1701". وجدد، "التزام لبنان الدائم بالقرار الاممي ومندرجاته". وتشديده على أن " المطلوب من كل الاطراف تحييد اليونيفيل عن العمليات العسكرية من أجل تمكينها من القيام بدورها كاملا".


وفي موشر جديد يعكس قلقاً فرنسياً متزايداً على لبنان، في ظل تصاعد وتيرة المواجهات بين "حزب الله" وإسرائيل، أجرت وزيرة الخارجية كاترين كولونا، بتكليف من الرئيس إيمانويل ماكرون، اتصالاً بالرئيس ميقاتي، تم خلاله البحث في التطورات الراهنة في لبنان والوضع في غزة والمنطقة، في ظل حرص باريس على استمرار الخطوط مفتوحة مع بيروت .وخلال الاتصال، نقلت كولونا تأكيد الرئيس الفرنسي، على تمسك بلاده باحترام سيادة لبنان"، مشددة على أنه، "حان الوقت لتحمل المسؤولية، أكثر من أي وقت مضى، ولن ينتصر أحد من التصعيد". وهو ما يعكس وفقاً لأوساط سياسية متابعة، خشية فرنسية من انزلاق الأمور نحو الأسوأ، إذا ما استمرت وتيرة التصعيد بالارتفاع . وقد أبلغ الرئيس ميقاتي الوزيرة الفرنسية، بضرورة "وجوب الضغط لوقف العدوان الاسرائيلي المستمر على لبنان وسيادته ومنع اسرائيل من تأزيم الوضع".
وفي الموازاة، كان لافتاً لقاء وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال عبدالله بوحبيب، مع  مستشار الرئيس الأميركيّ جو بايدن لشؤون الشرق الأوسط بريت ماك غورك، في البيت الأبيض، حيث كان بحث في ضرورة الاستمرار في الجهود الدبلوماسية الأميركية الرامية إلى تحييد لبنان عن الحرب، في غزة. وأكّد الطرفان أهمية نجاح مهمة المبعوث الرئاسيّ آموس هوكستين لوقف التصعيد، في لبنان والمِنطقة. وهو تحرك بدأته الدبلوماسية اللبنانية مع عواصم القرار، سعياً لتحييد لبنان عن مخاطر تمدد الصراع في المنطقة . وقد الوزير بوحبيب، أن "لبنان لا يريد حرباً إقليمية لأنها تشكل خطراً على الجميع. وذكر، أن لبنان لا يريد أي تصعيد في الحرب، ولا يرغب في امتداد ما يحدث في الجنوب اللبناني مع الجيش الإسرائيلي إلى لبنان"، مشدداً على أن "لبنان لا يريد حرباً إقليمية كونها تشكل خطرا كبيرا علينا، وعلى الدول المحيطة بإسرائيل، مثل سوريا والأردن أيضاً" .





وتوقعت أوساط بارزة في "الثنائي" أن يرفع الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله مجدداً، من منسوب تهديداته لإسرائيل، في كلمته المنتظرة، غداً، في ذكرى أسبوع على وفاة معاونه السابق محمد ياغي، حيث سيكشف عن تفاصيل جديدة تتعلق بالوضع في الجنوب، وما يتصل بحرب غزة، سيما وأن "حزب الله" ينظر بقلق بالغ إلى الاختراق الإسرائيلي الخطير لمربعه الأمني في قلب الضاحية الجنوبية، من خلال اغتيال العاروري، وبهذه الطريقة التي ما كانت لتحصل، لولا وجود من سهل للمجرم فعلته . وهو أمر يخضع لتحقيق موسع داخل بيئة "الحزب"، لمعرفة كافة التفاصيل المتصل بهذا الخرق البالغ الخطورة، بعدما أكد السيد نصرالله أن "ما حصل  في الضاحية الجنوبية خطير جدا سيما ان هذا الاستهداف حصل في الضاحية الجنوبية. وهذا ما سيدفع "الحزب" إلى التشدد أكثر في إجراءاته الأمنية، وفي ملاحقة الشبكات العميلة، لعدم إعطاء إسرائيل فرصة جديدة لتنفيذ مخططاتها الإجرامية .