بيروت - لبنان

اخر الأخبار

29 تشرين الأول 2019 12:02ص البلاد في حالة إرباك... وتدخُّلات دولية لِلَجم الفوضى

مشهد من قطع الطرقات مشهد من قطع الطرقات
حجم الخط
لا زالت الأوضاع في الشارع وإن على المستوى السياسي تدور في حلقة مفرغة دون أي تقدم أو حلول سريعة على الرغم من أن المعلومات التي حصلت في الساعات الماضية تؤكد أن سلسلة لقاءات عقدت بغية التفتيش عن مخرج لهذه الأزمة المستفحلة والتي باتت تنذر بعواقب وخيمة نظراً لتداخل القوى السياسية بعضها ببعض ومن خلال الفرز الشعبي عبر شارع هنا وآخر هناك مع إقرار الجميع بأن إنتفاضة الشارع غيرت المعادلة السياسية التي كانت قائمة قبلها وبات هناك واقع جديد مما يستدعي على كل الرؤساء والقوى السياسية مجتمعة أن يبادروا إلى الإقرار بهذا الواقع والتعاطي معه بجدية خلافاً لما كان يحصل في الماضي.

ومن هذه الزاوية فإن المعلومات تشير إلى أن التفتيش عن حلول إنما يصب حول سلسلة سيناريوهات يجري التداول بها إما من خلال التعديل الحكومي أو حكومة جديدة بكاملها من التكنوقراط وبرئاسة الرئيس سعد الحريري شرط أن يكون هناك إجماع حولها ولكن ثمة عوائق ورفض للتعديل من الشارع الذي يطرح إسقاط الحكومة بكاملها وأن تأتي حكومة من غير السياسيين والأحزاب في وقت بات واضحاً أن الاستقالة كما ينقل عن رئيس الحكومة دونها عقبات ولهذه الغاية فإن الرئيس الحريري يحاذر من الإقدام على خطوة غير مسبوقة ويقال أنه نصح بها من قبل أصدقاء له في الخارج، ولكن إذا قمع الشارع بالقوة وحلت الفوضى في البلاد سيستقيل فوراً، ولهذه الغاية ليس هناك ما يوحي بأي متغيرات تحدث في الساعات المقبلة، فالإتصالات جارية على قدم وساق وبكل الأفرقاء مجتمعين واللقاءات المفتوحة وثمة أجواء تدل على أن حل الأزمة لن يكون كما يعتقد البعض بكبسة زر قياساً على ما جرى في الشارع من حراك شعبي غير مسبوق وهذا ما يحسب له أهل السياسة.

 وبناء عليه فإن تدخلات قد تحصل من قبل بعض العواصم العربية والغربية للمساعدة والتفتيش عن حل يرضي الجميع وخصوصاً المتواجدين في الشوارع والساحات ما يعني أن اللعبة باتت مفتوحة على كافة الإحتمالات فلا رئيس الجمهورية يرضى بإقصاء التيار الوطني الحر ولا رئيس الحكومة مستعد بأن يخاصم حلفاء وأصدقاء الشارع وأن شكلت له هذه الإنتفاضة خسائر كثيرة ضمن قواعده الشعبية في وقت أن رئيس المجلس النيابي نبيه بري لا زال صامتاً يراقب ويواكب كل ما يحصل والتنسيق بينه وبين حزب الله جار على قدم وساق، في حين أن رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط يوازن بين تأييد الشارع وعدم النزول إليه لسلسلة خصوصيات واعتبارات في إطار العلاقة مع حزب الله وخوفاً من صدام محازبيه وأنصاره مع الحزب وهذا بات موقفه المحسوم منذ اليوم الأول، ولكنه مع تشكيل حكومة خالية من الأحزاب والسياسيين إلى هجومه المستمر على العهد وبمعنى آخر هناك في البلد ارباك سياسي من كل القوى والأحزاب والتيارات السياسية وبالتالي المسألة في غاية التعقيد.