بيروت - لبنان

3 تشرين الأول 2023 12:00ص التصويب على قائد الجيش زوراً لن يبيِّض صفحة باسيل أو يُخفي نواياه إلى السلطة

رئيس التيار يتجاهل مسؤولية الأسد وحزب الله عن موجة النازحين الجدد تفادياً لإنعكاساتها على طموحه الرئاسي

حجم الخط
يتجنب رئيس التيار العوني النائب جبران باسيل توجيه اي انتقادات للنظام السوري او حزب الله، عن مسؤوليتهما المباشرة بتسهيل مبرمج لعبور الآلاف من السوريين الى الاراضي اللبنانية، ويوجه بدلا من ذلك انتقاداته لما سماه قادة وضباط في الجيش اللبناني، ويحمّلهم مسؤولية هذا التفلّت على الحدود اللبنانية السورية والمخاطر المحدقة بلبنان جراء هذه الموجة من النازحين السوريين الجدد.
لم يعد خافيا على احد، امعان رئيس التيار العوني في التعمية على الحقائق وتزوير الوقائع، وهو الذي امتهن سياسة الكذب وتحوير الفشل نجاحا، بعدما تولى توجيه عهد الرئيس ميشال عون ، الى نهج التعطيل المبرمج لعمل الحكومات السابقة، واجهاض كل محاولات الاصلاح والتطوير، ومارس سياسات الاستفزاز واثارة النعرات الطائفية والمذهبية، والالتحاق الاعمى بتحالف النظام السوري الايراني واستعداء الدول العربية الشقيقة على حساب المصلحة اللبنانية، والتملص من كل التزامات العهد بتثبيت ركائز الدولة وتفعيل عمل المؤسسات، وتغاضى عن انتهاك حليفه حزب الله للقوانين واستباحة المؤسسات والتمادي في تفلت سلاحه وهيمنته على قرار الدولة السياسي، مقابل اطلاق يده بالاستئثار في هدر ونهب عشرات مليارات الدولارات من قطاع الكهرباء، لاكثر من عشر سنوات متتالية، لم يحقق خلاله انجازا واحدا، بل اكثر من ذلك، دمر قطاع الكهرباء بالكامل واغرق لبنان بالظلمة والظلام، وكبّدَ اللبنانيين خسائر لا تتوقف في حياتهم اليومية، والحق ضررا بالغا بالدورة الاقتصادية على مساحة لبنان كله. 
وها هو اليوم، يحاول قلب حقيقة الجهات المسؤولة عن موجة التهجير السورية المنظمة، تفاديا لاي انعكاسات او ردود فعل سلبية من النظام السوري او حليفه السابق حزب الله، تطال وضعية تياره السياسي بأي تركيبة سلطوية مستقبلا، او موقعه السياسي وتلحق الضرر بطموحه الترشح لرئاسة الجمهورية، والذي يتقدم على اي مصلحة وطنية اخرى، كما كان حال عمه العماد ميشال عون تماما طوال تمرسه بالعمل السياسي، فيوجه سهام المسؤولية عما يحصل لقائد الجيش اللبناني، من دون ان يسميه، لانه يتقدم على سائر المرشحين الرئاسيين، والذي يشكل المنافس له بالرئاسة والزعامة على حد سواء. 
فكما تملص من مسؤوليته ومسؤولية تياره السياسي، بعد موجة تهجير السوريين في العام ٢٠١٢ الى لبنان، ومحاولته تحميل حكومة الرئيس ميقاتي مسؤولية دخولهم العشوائي الى لبنان، وكان التيار الوطني مشاركا بالحكومة بعشرة وزراء يومها، وباستطاعته التاثير بسياسات الحكومة وقراراتها، سلبا او ايجابا، لاسيما وان الحكومة كانت من لون واحد، يتحكم بقراراتها، ها هو اليوم يتجنب انتقاد النظام السوري الذي ينظم النزوح السوري الجديد ويسهل دخول السوريين من الجانب السوري الى لبنان، من خلال المعابر غير الشرعية التي يسيطر على معظمها حزب الله، الذي يغض النظر، ويتفادى توجيه اي لوم للنظام السوري، وبأن ما يحصل لا يعنيه.
اسلوب رئيس التيار العوني في قلب الحقائق والكذب، لم يعد ينطلي الا على قلّة من المضللين، ولم تعد مواقفه الهادفة الى التغطية على مسؤولية النظام السوري وحزب الله في حملة النزوح المفتعلة، تنفع في تبييض صفحته السوداوية الملطخة بكل الموبقات والارتكابات القذرة، ولا في توظيفها بالانتخابات الرئاسية لصالحه، او اخفاء مخاطرها، واهدافها التي تتجاوز ممارسة المزيد من الضغوط لانتخاب رئيس موالٍ للقوى المتحالفة مع النظام السوري وايران، الى اخطر من ذلك بكثير، الى استهداف تركيبة وبنية لبنان كله، اذا لم يتم التنبه والتصدي بوعي وقوة لما يحاك ضد اللبنانيين.