بيروت - لبنان

اخر الأخبار

23 تشرين الأول 2023 06:37م التطورات الميدانية المتسارعة تحمل مؤشرات تصعيدية..الحراك الدبلوماسي واحد : حذار تحريك الجبهة الجنوبية

حجم الخط
لا يوحي الستاتيكو القائم في المناطق الحدودية على أساس قواعد الاشتباك بين "حزب الله" وإسرائيل، بالرغم من عنف المواجهات اليومية الدائرة، أن الوضع سيبقى على ماهو عليه، في ظل ارتفاع منسوب التصعيد العسكري بين الطرفين . إذ بدا بوضوح أن  موعد المواجهة الشاملة يقترب ، بعد اشتداد القصف الإسرائيلي واتساع نطاقه إلى ما يقارب الخمسة كيلومترات داخل الأراضي اللبنانية، وهو تطور ميداني يحمل الكثير من الرسائل، فيما بدأ "حزب الله" باستهداف المستوطنات الإسرائيلية، بعدما كان يقتصر رده على المراكز العسكرية الإسرائيلية على الحدود .

ومع بلوغ الحماوة العسكرية على الحدود ذروتها، فإن المخاوف تتزايد، ما قد يعجل بحصول الانفجار، مع دخول سلاح الطيران في الحرب الدائرة، وتحليقه للمرة الأولى فوق بيروت وضاحيتها الجنوبية،  وكذلك  في أجواء مطار الحريري الدولي، في رسالة واضحة إلى "الحزب" . وهذا ما جعل القلق يكبر من انفجار الأوضاع الامنية بشكل واسع في وقت قريب، في ظل دعوات الدول العربية والأجنبية لرعاياها في لبنان بوجوب المغادرة فوراً . وهذا مؤشر خطر إلى ما ينتظر اللبنانيين، في حال أخذ "حزب الله" قراره بفتح جبهة الجنوب، سيما وأن مسؤوليه ما زالوا يؤكدون أن المقاومة في لبنان لن تبقى على الحياد، في حال استمر الإجرام الإسرائيلي ضد قطاع غزة . 

وقد اعتبرت أوساط عسكرية أن تحليق الطائرات الحربية الإسرائيلية فوق بيروت وضاحيتها الجنوبية، مؤشر خطير للغاية، وبمثابة رسالة واضحة للبنان و"حزب الله" من مغبة الدخول في الحرب، قد يخفي خلفه نوايا تصعيدية إسرائيلية لا يمكن تجاهلها . ما زاد المخاوف لدى الناس من خروج الأمور عن السيطرة في الجنوب، وما يمكن أن يتركه من تداعيات على الضاحية الجنوبية ولبنان بأسره، في ظل التهديدات غير المسبوقة للقادة الإسرائيليين، إذا ما قرر "الحزب" المشاركة في الحرب إلى جانب  "حماس" . وتشير مصادر معارضة، إلى أن "لبنان يستخدم كما في كل الحروب، ساحة لتصفية الحسابات بين إيران والولايات المتحدة . وبالتالي فإن جبهة الجنوب لن تفتح إلا إذا أراد الإيراني ، عبر الدفع بحليفه اللبناني إلى الحرب. وهذا ما لن يكون في مصلحة اللبنانيين على الإطلاق . لكن حتى الآن ليس هناك قرار بتفجير الوضع، بانتظار تطورات الأوضاع الميدانية في غزة . وما يمكن أن يترتب عن اجتياح إسرائيل للقطاع، وعندها قد تكون نهاية لبنان، على ما تسرب من لقاءات وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا في بيروت" .

وما يثير المخاوف كذلك، هو إلحاح البعثات الدبلوماسية العربية والدولية على رعاياها مغادرة لبنان، في إشارة واضحة إلى أن لبنان مرشح لأن يكون ساحة مواجهة بين "الحزب" وإسرائيل، ما دفع رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي إلى  تكثيف اتصالاته لتحييد لبنان والعمل على وقف الاعتداءات الاسرائيلية على لبنان ومنع تمدد الحرب الدائرة في غزة إلى لبنان . لكن ومن خلال اللقاءات 

التي عقدها الرئيس ميقاتي، فإن لسان حال جميع الزوار العرب والأجانب، واحد في ضرورة عدم تحريك الجبهة الجنوبية خارج قواعد الاشتباك، أي ألا يتخذ "حزب الله" القرار في مهاجمة إسرائيل، لأن الأمور عندها لن تكون في مصلحة لبنان، بالنظر إلى حجم الرد الإسرائيلي الذي سيستهدف لبنان الذي يعاني ظروفاً بالغة الصعوبة على مختلف الأصعدة .

وقد عبرت مصادر لبنانية معارضة عن خشيتها من أن تتخذ إسرائيل من تغلغل الفصائل الفلسطينية في منطقة جنوب الليطاني، وإقدامها على قصفها بالصواريخ، بضوء أخضر من "الحزب" ذريعة لشن عدوان على لبنان، ما سيجعل الوضع يخرج عن السيطرة نهائياً، وهذا ما تريده إسرائيل لضرب "حزب الله"، في توقيت تعتبره مناسباً، في ظل الدعم الدولي غير المسبوق الذي تحظى به . وهذا يفترض أن لا يعطي أي طرف لبناني ذريعة للإسرائيليين لتحقيق هدفهم في توجيه ضربة ساحقة للبنان، لا يمكنه بنتيجتها الوقوف على قدميه، في ظل إحجام الخارج عن تقديم الدعم له .