بيروت - لبنان

اخر الأخبار

15 تشرين الثاني 2023 06:01م الجهود منصبة لتأمين توافق بشأن التمديد لقائد الجيش و"حزب الله" لن يعرقل

ارتفاع غير مسبوق في لغة التهديدات يزيد منسوب المخاوف من تمدد الصراع

حجم الخط
يشير التصعيد العسكري المتزايد على الحدود الجنوبية، تزامناً مع ارتفاع منسوب التهديدات المتبادلة بين إسرائيل و"حزب الله"، بأن الوضع الميداني يتدحرج بسرعة نحو الاسوأ  . وبالتالي فإن الأمور مرشحة لأن تأخذ أبعاداً أكثر عنفاً في المرحلة المقبلة، سيما وأن كل المؤشرات تدل على أن إسرائيل و"الحزب" مقبلان على مواجهة أوسع وأشمل، بعدما تجاوزا بكثير قواعد الاشتباك المعمول بها، مع مصادقة الجيش الإسرائيلي على خطط حربية موسعة ضد "حزب الله" الذي يتحضر بدوره للمواجهة الشاملة إذا فرضت . وهذا بالتأكيد يثير القلق والمخاوف من انزلاق الوضع الميداني إلى مواجهات أكثر عنفاً، على طريق الحرب الواسعة التي يحاول أن يتجنبها جميع الأطراف، في حين يزداد قلق قوات الطوارىء الدولية من اتساع رقعة المواجهات، وتالياً خروج الأمور عن السيطرة في أي وقت .


وفي حين أكد "حزب الله" وعلى لسان عدد من قيادييه، بأن كل الخيارات مفتوحة لمواجهة إسرائيل، وهذا يعني أنه أكمل استعداداته لكل ما قد يستجد، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أنه أوعز للجيش من أجل الاستعداد لجميع السيناريوهات، في وقت قال وزير الدفاع الإسرائيلي، "إننا مستعدون على الجبهة الشمالية وجاهزون لأي تهديد". وإن دلت هذه المواقف التصعيدية، فإنما تدل على ارتفاع غير مسبوق في لغة التهديدات بين الجانبين، الأمر الذي يضع كل الاحتمالات في الحسبان، في ظل ضغوطات يقوم بها قادة الجيش الإسرائيلي على القيادة السياسية، لتوجيه ضربة استباقية ضد "الحزب" الذي استعد لكل ما قد يطرأ، باعتبار أنه لا يستبعد أن تقوم إسرائيل بعمل عدواني واسع يستهدف لبنان، ما سيفتح الأبواب أمام حرب واسعة على مختلف الجبهات، لا يمكن في ظل الظروف الراهنة التكهن بالنتائج التي قد تتمخض عنها . 

وفي إطار الجهود الدولية من أجل تجنيب لبنان تداعيات الحرب الإسرائيلية على غزة، فإن حركة السفراء لا تهدأ على المسؤولين، حيث الجميع يريد أن لا يتم الزج بلبنان في أتون هذه الحرب، وألا يتطور الوضع الميداني في الجنوب إلى أسوأ من ذلك، في ظل قلق أممي واضح عبر عنه موقف الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيرش من مخاطر كبيرة تحدق بلبنان، إذا تمدد الصراع القائم بين "حماس" وإسرائيل . وهو ما أشار إليه كذلك قائد قوات الطوارىء الدولية في الجنوب الذي أبدى خشية حقيقية من خروج الأمور عن السيطرة، إذا اتسعت دائرة العنف في جنوب لبنان بين "حزب الله" وإسرائيل . باعتبار أن المواجهات اليومية تأخذ أبعاداً بالغة الخطورة، من مغبة تحول المنطقة إلى ساحة صراع واسعة النطاق، على نحو يصعب تطويق التداعيات المحتملة لما قد يجري .



وقد كانت تطورات الأوضاع في الجنوب، وما تشكله من خطر على لبنان، محور اللقاء بين رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي والمنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان يوانا فرونتسكا، قبيل اجتماع مجلس الامن في 22 تشرين الثاني للبحث في القرار الدولي الرقم 1701. وعلم "موقع اللواء"، أن فرونتسكا عبرت عن مخاوف جدية على الاستقرار، في حال تطور الوضع الميداني في الجنوب إلى ما لا تحمد عقباه، مشددة على من مصلحة لبنان أن لا ينخرط في هذا الصراع، من أجل تجنيبه مخاطر توسع الصراع الذي لن يكون في مصلحة أحد.

وقد زود الرئيس ميقاتي وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الاعمال عبدالله بوحبيب، بالتوجيهات اللازمة ، من أجل الدفاع عن الموقف اللبناني في مواجهة العدوانية الإسرائيلية، في لقاءاته المرتقبة خلال زيارته الى كل من الإتحاد الأوروبي وبلجيكا واللقاءات التي سيعقدها مع نظرائه هناك، اضافة الى مشاركته في الأسبوع المقبل في الاجتماعات التي سيعقدها الاتحاد من أجل المتوسط. وفي سياق المشاورات الدبلوماسية التي يجريها، التقى الوزير بوحبيب، السفير الايراني مجتبى أماني ، وتمت مناقشة القضايا الاقليمية والوضع في غزة. وقد أكد بوحبيب، أن "إسرائيل لا تدافع عن نفسها اليوم، بل هاجسها الانتقام الأعمى".

ورغم الانشغالات بتأمين الحماية للبنان من أي عدوان إسرائيلي، إلا أن التركيز الداخلي منصب على إيجاد أجواء توافقية من أجل تجنب الشغور في قيادة الجيش، بالتمديد لقائد الجيش العماد جوزف عون الذي يلاقي معارضة من جانب وزير الدفاع في حكومة تصريف الاعمال موريس سليم ورئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل . لكن الثابت وفق مصادر الرئيس ميقاتي، أنه لن يكون هناك شغور على رأس المؤسسة العسكرية، وأن الأيام المقبلة ستشهد إيجاد التخريجة الملائمة لذلك . من خلال الاتصالات التي يشارك فيها رئيس مجلس النواب نبيه بري، في حين أشارت معلومات إلى أن "حزب الله" لن يقف موقفاً معرقلاً للتمديد، بحكم أنه لا يريد أي شغور على رأس القيادة . وقد أبلغ موقفه هذا إلى الذين راجعوه بهذا الأمر . في وقت تنشط الاتصالات من أجل تأمين أجواء ملائمة لعقد جلسة تشريعية لضمان التمديد لقائد الجيش، لكن لا معطيات حسية حتى الآن، تشير إلى إمكانية التوافق على هذه الخطوة، في ظل الاعتراضات التي تواجه التمديد لقائد الجيش، وخاصة من جانب الفريق "العوني" .