بيروت - لبنان

اخر الأخبار

17 أيلول 2020 12:00ص الحاج منير صيداني في قلوب الناس وفي ذمّة الله

حجم الخط
خسرت بيروت مدماكاً هو الحاج الدكتور منير داود صيداني الذي غادرنا بعد حياة حافلة في خدمة الآخرين، وحاز محبة ووفاء كل من عمل أو تعامل معهم.

الحاج منير ليس مجرد رجل، بل هو عنوان للمكرُمات والمناقب والمثل الصالح، والثقة والصُدقية والوفاء والإخلاص، والاستقامة والنزاهة والشفافية. هو ابن بيت عريق، ورجل ذو خلق رفيع، وصاحب قلب كبير. رجل جدّي رصين متواضع، متفاءل دائماً، مُحبّ للجميع وطيّب المعشر وهادئ الطباع. 

اكتسب محبة الناس بسلاسة وسهولة، وأسرهم بدماثته وحصافته، وجذبهم بحديثه اللبق وحُسن حواره بالحسنى وقوّة منطقه المُدعّم بالإثباتات. وهو رجل قريب إلى النفس، راقٍ في تعامله ولا تفارقه ابتسامته المُشرقة عند لقاء الناس.

الحاج منير صاحب مبادرات الخير، وناشط وسَبّاق إلى العطاء والتضحية. وهو لم يبتغي سوى مرضاة الله ولم يسعى إلى الظهور أو الدعاية أو المديح، والشاهد على ذلك هو خلو أرشيف وسائل الإعلام من البيانات التي تروّج لعطاءاته ومبادراته، والمقالات التي تتزلف وتُشيد بشخصه وتكيل المدائح بأفعاله.

عُرف عن الدكتور منير صيداني أنه رجل حكيم غزير العلم والمعرفة والثقافة، ذو فكر متنور ومهنية عالية. آمن بالعمل الجماعي والمؤسساتي، واقتنع بجدوى التطوير والتحديث. وهو استاذ سابق في كلية إدارة الأعمال في الجامعة اللبنانية، ورائد في عالم المحاسبة والتدريب، ومن مؤسسي نقابة المحاسبين المجازين.

كان حاضراً دوماً فيما يخصّ بيروت وأهلها، وقد ذاع صيته الطيّب فيما يخصّ الشباب الذي خدمهم ووقف بجانبهم وساعدهم في تحقيق طموحاتهم وأصبحوا بفضله شخصيات تبوّأت مواقع مرموقة في المجتمع. 

إلى جانب معرفتي الشخصيّة بالحاج منير صيداني، فقد عملت عن كثب لأشهر طويلة معه ومع نخبة من خيار الشخصيات، لتطوير مشروع تنموي لصالح دار الفتوى.

الحاج منير صيداني عنوان للمثل الصالح، وسِمَة لبيروت التي أنجبته، وفخر للبنان الذي ينتمي إليه.

عظم الله أجر عائلته الكريمة وأهالي بيروت، وإنا لله وإنا اليه راجعون.