بيروت - لبنان

اخر الأخبار

12 تشرين الثاني 2019 12:01ص الحالة اليوم بكلمات البارحة

حجم الخط
متابعة تطوّرات الحياة السياسية في لبنان وتشعّباتها تقودنا إلى استـنتاجات عدّة، من أبرزها أنّ الكثير من المواقف والقناعات وكذلك المشاكل والصراعات، تبدو ثابتة تكاد لا تتغيّر مع مرور الزمن وتغيّر الأحوال.

من كلمة الرئيس رياض الصلح في جلسة الثقة في 8 تشرين الأول 1943: «من أسس الإصلاح التي تقتضيها مصلحة لبنان العليا معالجة الطائفية والقضاء على مساوئها، فان هذه القاعدة تقيـّد التقدم الوطني من جهة وتشوّه سمعة لبنان من جهة أخرى، فضلاً عن أنها تسمّم روح العلاقات بين الجماعات الروحية المتعددة التي يتألف منها الشعب اللبناني، وقد شهدنا كيف أن الطائفية كانت في معظم الأحيان أداة  لكفالة المنافع الخاصة كما كانت أداة لإيهان الحياة الوطنية في لبنان إيهاناً يستفيد منه لغير، ونحن واثقون أنه متى غمر الشعب الشعور الوطني الذي يترعرع في ظل الاستقلال ونظام الحكم الشعبي، ُيقبل بطمأنينة على الغاء النظام الطائفي المضعف للوطن. إن الساعة التي يمكن فيها الغاء الطائفية هي ساعة يقظة وطنية شاملة مباركة في تاريخ لبنان».

من خطاب للرئيس سامي الصلح بتاريخ 5 كانون الأول 1946: «إنّ الحالة ساءت، والأزمة تفاقمت، فهناك موجة خانقة من الغلاء، وهناك ارتباك عام في جميع أعمال الدولة، وتردد في إنجاز المشاريع التي تقرر تـنفيذها من قبل، وبالجملة هناك فقدان الثقة والطمأنينة في نفوس الشعب.

إنّنا نرى أن الإدارة فاسدة، وأن المركزية طاغية تخنق الإنتاج الإداري وتعرقل معاملات الناس، وتعقد سير الأعمال بشكل لا يستطيع الفرد الذي لا يكون محمياً من ذوي السلطان أن يتوصل إلى حقوقه، وأن الحرية والمساواة لا يشعر بهما الشعب إلاً عندما يقرأ عنهما في الدستور، وكذلك إن السرعة والثقة والطمأنينة التي تتطلبها الأعمال التجارية والاقتصادية هي مفقودة إلى حدّ ما من الدوائر الرسمية وغيرها.

من أجل ذلك كله تبين أن الناس يرون أن المنافع قد أصبحت لفئة من دون أخرى وأن أفراداً مميّزين ينتمون إلى عائلات محظوظة يتـنعّمون بالخيرات من دون عامة الشعب».

من مذكّرات الرئيس سامي الصلح 1968: «أخاف عليكم من الأعظم... إنّ أصغر إنجاز حاولتُ تحقيقه لمصلحة الشعب كان يكلّفني مواجهة ضارية مع الأنانية والطغمة المالية التي كانت تتحكّم برجال السلطة… أدعوكم إلى الثورة ورصّ الصفوف. بالفعل لا بالتنظير. فالله لا يُغيِّرما بقوم حتى يغيِّروا ما بأنفسهم».

بعد ما سبق.. تُرى هل نحتاج إلى أي إضافة أو تعديل على هذه الأقوال لبلورة ما آل إليه وطننا بعد مرور أكثر من 70 عاماً انتقلنا فيها، بمزيد من الأسف والأسى، من السيء إلى الأسوأ؟!

 * كاتب وباحث.