بيروت - لبنان

اخر الأخبار

21 شباط 2024 06:08م الحراك الخارجي وضع الرئاسة أولوية .. وخلاف "العوني" و"حزب الله" يتعمق

حجم الخط



عمر البردان 

في الوقت الذي تواصل إسرائيل تجاوز قواعد الاشتباك، بمزيد من الاعتداءات وعلى نحو غير مسبوق باتجاه العمق اللبناني، وصولاً إلى مشارف مدينة صيدا، بعد استهداف المدينة الصناعية في الغازية، فإن هذا يؤشر وبكثير من الوضوح، إلى أن الوضع الميداني بات على درجة عالية من السخونة، ما قد يفتح الأبواب أمام تطورات غير محسوبة، على وقع تصاعد حدة التهديدات بين جيش الاحتلال و"حزب الله" على حد سواء، توازياً مع اتساع نطاق المواجهات بين الطرفين . ما ينذر بإمكانية قيام إسرائيل بعدوان واسع على لبنان، ربما تكون بدأت التمهيد له، من خلال اتساع رقعة عدوانها على الأراضي اللبنانية، توازياً مع تضخيمها لقوة "حزب الله"، وإبراز مخاطر تهديداته لحدودها الشمالية .



ولا يخفي مسؤولو "الحزب" القول، إن إسرائيل قد تستهدف لبنان بعدوان واسع في أي وقت، لكنها لن تتجرأ، كونها تدرك تماماً ما سيواجهها من ردة فعل من جانب رجال المقاومة، بعدما استكملوا التحضيرات لأي مغامرة من جانب جيش الاحتلال الذي يدرك أنه لن يكون في نزهة، إذا ما أصر على مهاجمة لبنان . وقد كان نائب الأمين العام ل"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم واضحاً، بتأكيده أنه "إلى الآن أسقف المواجهة مع جبهة لبنان محدودة، ولكن عندما يتجاوز الكيان الاسرائيلي إلى سقف أعلى سيكون سقفنا أعلى من سقفه، وبالتالي لن نتراجع في الميدان بل سنجعل أي تطور مرتبط بالميدان وبالمواجهة على قاعدة أنَّنا في موقع الردع للعدو الإسرائيلي والرفض لمخططاته ". وهذا يعطي صورة برأي المراقبين عن مدى استعداد المقاومة، للرد على أي حماقة إسرائيلية يمكن أن يرتكبها جيش الاحتلال وقادته، فيما لا زالت حركة الموفدين نشطة تجاه بيروت، حيث  تتزايد رسائل التحذير مما تخطط له إسرائيل، إذا استمر التصعيد جنوباً .



ووسط تزايد المخاوف على مصير الوضع في لبنان، عاود سفراء المجموعة الخماسية تحركهم، حيث التقوا في مقر السفارة الفرنسية في بيروت. وخصص اللقاء، للتنسيق ووضع منهجية عمل وخريطة طريق للتحرك، متى تصبح الظروف ناضجة وتسمح بتحقيق خرق رئاسي، لناحية تأكيد الموقف من الاستحقاق الرئاسي . وقد شدد السفراء، على "عزمهم تسهيل إنتخاب رئيس للجمهورية ودعمه». و أنهم "ناقشوا التطوّرات الأخيرة والإتّصالات التي جرت في لبنان والمنطقة، كذلك ناقشوا الخطوات التالية الواجب اتخاذها، من أجل الإسراع في انتخاب الرئيس اللبناني، باعتبار أن الوقت، كما أشارت مصادرهم، "يعمل ضد مصلحة لبنان في ظل الشغور القائم الذي يهدد المؤسسات الدستورية برمتها" . ولفتت ، إلى أن "الحراك الخليجي الأميركي الفرنسي متواصل، سعياً لطي صفحة الانتخابات الرئاسية، لأن هناك مخاطر جسيمة تتهدد لبنان، إذا استمر هذا الشغور ، ولا بد من توافق اللبنانيين على الرئيس العتيد، اليوم قبل الغد". وقد أكد مصدر دبلوماسي، أنّ الورقة الفرنسيّة التي سيحملها الموفد الفرنسي جان إيف لودريان إلى لبنان لم تجهز بعد، بل هو يقوم باتصالاتٍ مع الدول المشاركة في اللجنة الخماسيّة بهدف بلورة أفكار قابلة للتحقيق.واستبعد المصدر أن يلوّح لو دريان بفرض عقوبات على جهاتٍ لبنانيّة متّهمة بعرقلة انتخاب رئيس، لافتاً إلى أنّ الكلام عن فرض عقوبات على لبنانيّين يبقى في إطار الأفكار المتداولة في بعض الاجتماعات من دون أن تحمل طابعاً جديّاً حتى الآن.


وفي هذا الإطار، كشف السفير المصري علاء موسى، انّ الاجتماع تركز على قرار «الخماسية» «بذل مساعيها لانجاز الاستحقاق الرئاسي في أقرب وقت ممكن، وفق خريطة طريق محددة». وأشار الى أن "حرب غزة جعلت إنجاز الانتخابات الرئاسية في لبنان أكثر إلحاحاً" وذكر أن السفراء «سينطلقون قريباً في اتصالات داخلية تشمل القوى السياسية».وأشارت معلومات الى أن اتصالات السفراء ستمهّد لمجيء مبعوث الرئيس الفرنسي جان ايف لودريان «لإعلان حزمة المعايير والمواصفات التي تسلمها من القوى السياسية اللبنانية، والتي تحدد هوية رئيس الجمهورية المقبل، على ان تكون باباً للنقاشات والمداولات بين الأطراف السياسية، وصولاً الى إنجاز الاستحقاق الرئاسي». وفي إطار الجهود الدبلوماسية، التقى وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال عبدالله بوحبيب، السفير الفرنسي هيرفية ماغرو، حيث شدد بوحبيب على "تقدير لبنان للدور والمتابعة الفرنسية للأوضاع الراهنة، ورغبة فرنسا بلجم التصعيد وإعادة الهدوء الى جنوب لبنان". في وقت أعلن عن تأجيل مؤتمر دعم الجيش اللبناني الذي كان مقررا في السابع والعشرين من الحالي في باريس بدعوة فرنسية الى موعد لم يحدد بعد.


توازياً، طفت على السطح الخلافات بشكل واضح بين "التيار الوطني الحر" و"حزب الله"، على خلفية المواقف من حرب غزة، إلى جانب استمرار التباعد حيال الكثير من الملفات الداخلية، وفي مقدمها الاستحقاق الرئاسي . ما فسر بأنه بداية "طلاق" بين "الوطني الحر" وحليفه " الحزب"، بعد المواقف النارية الأخيرة لرئيس تكتل "لبنان القوي" النائب جبران باسيل، وقبله رئيس الجمهورية السابق ميشال عون، حيال مشاركة "حزب الله" في "مقاومة الساحات"، في وقت أكدت أوساط في "العوني"، أن "مصلحة لبنان وشعبه تتقدم على أي مصلحة أخرى، وبالتالي فإن ربط الساحات في مقاومة إسرائيل، أمر يضر بلبنان، وهذا ما على حزب الله أن يتنبه له، كي لا تذهب الأمور إلى مكان آخر، لا يريده أحد من اللبنانيين" . وأشارت إلى أن، "اللبنانيين ليسوا هم وحدهم من يتحمل مسؤولية دعم حماس وغيرها من الفصائل الفلسطينية، ولا بد من قرار عربي جامع في هذا الشأن، كي لا ندفع الفاتورة وحدنا" .


ويتوقع استناداً للمعطيات المتوافرة، أن تتسع الهوة أكثر فأكثر بين الفريقين، في ظل توافر معلومات عن استياء "حزب الله" من كلام الرئيس عون وصهره، في وقت يواجه لبنان آلة الحرب الإسرائيلية العدوانية التي تعيث فتكاً وقتلاً وتدميراً على طول مساحة البلد، فيما يقوم الحزب" بكل ما يلزم من أجل التصدي للهمجية الإسرائيلية، وحماية البلد من أي محاولات للاعتداء عليه، متسلحاً بموقف وطني، دفاعاً عن سيادة لبنان واستقلاله . وعلم أن "حزب الله" لن يرد على ما صدر من جانب "التيار"، لأن هناك ما هو أهم، في ظل المخاطر التي تتهدد لبنان وشعبه .