بيروت - لبنان

اخر الأخبار

7 حزيران 2018 12:00ص الحصص

حجم الخط
مَنْ يسمع بعض المسؤولين يتكلّمون عن توزيع الحصص بين الرؤساء والنافذين الكبار يعتقد أنّ الدولة قد اندثرت، وجاء وقت توزيع إرثها عليهم أي تقاسم مغانمها. وليس غريباً أن نرى هؤلاء البعض يتظاهرون بالحزن وهم في قلوبهم سعداء على غياب دولتهم. يا له من أمر مشين وأليم. هؤلاء لا يهمهم سوى مكاسبهم ومنافعهم.
نعم، يا له من أمر مشين!! متى سقطت أخلاق من بيدهم أمر بلدهم؟. إنها لحال غير طبيعية. أنا أفهم أنّ حبّ المال يطغى، ولكن ليس لهذا الحد. على كلٍ، هذا هو مقلعنا وهؤلاء الرجال هم أحجاره. أنا سحبت نفسي منه قبل أن ينهار الجبل ولكن للحقيقة أن طبقة فيه بقيت مجذّرة، استطاعت أن تقوى عليه فسلمت. وهي تضم في أحشائها بعضاً من النّاس الذين لا يزال الخير في قلوبهم. هؤلاء هم من يستحقون تسلّم زمام أمور الدولة ويأخذون بشعبهم إلى شاطئ الأمان حيث الأمن مستمر والرزق فيه وفير ومتاح للجميع.
ولكن أين لهم أنْ يتمتّعوا بخير بلدهم وبعض الفاسدين يقفون في وجههم كحاجز عالٍ وثابت ويدفعونهم إلى مغادرة النادي الذي أحاطوه بسور تاركين فيه لهم منفذاً للهروب.
لكن نسوا أنّ حجم هؤلاء أكبر من المنفذ المعد لهم. فالفساد إذاً باقٍ والمصلحون ظلّوا له بالمرصاد وعلى رأسهم رئيس البلاد. أنا أثق بهذا الرئيس. لقد أعلن موقفه وقال إنه سيعِدّ للفساد خطة ينفّذها في بداية العام القادم. اطمئنان أرجو أن لا يضمحل ويطول حتى يحقّق مراده فترتاح النّاس وكذلك البلاد، ولن يعود مكان للفساد أو للشبيه له، وتلغى كلمة المحاصصة من القاموس السياسي اللبناني.
مسكين لبنان، كتب عليه ألا يستقر، كأنّه قدر يذكّرني بدعاء قاله لي صديق قبل مُـدّة وهو: «اللهم إنّي لا أطلب منك ردّ القدر وإنّما اللطف به».
فلتسقط الحصص ويفوز بها من هو مقتدر عليه.

القيم والقواعد المشتركة بين المسيحية والإسلام


معالي وزير التربية الوطنية والتعليم العالي الصديق الأستاذ مروان حمادة المحترم،
تحية الصداقة بل الأخوة التي تربطني بك منذ حوالى خمسين عاماً.
وبعد،
لا أجد أكثر منك اضطلاعاً على تاريخ لبنان وعلى نظامه الديموقراطي البرلماني الذي يختلف عن غيره بأنه يوزّع مجلسه إلى نصفين، نصف يضم مختلف مذاهب المسلمين والنصف الآخر يضم مختلف مذاهب المسيحيين. إنّه تقسيم طائفي سياسي يقوم على قاعدتين، إحداهما مسلمة والأخرى مسيحية. والاثنتان متشابهتان بالمضمون والجوهر. والأجدر بنا كمسؤولين أن نعلّم أولادنا التشابه بين الديانتين ليكتشفوا أنّ لا فرق بينهما، تجمعهما المحبة، والمودة واحترام الغير.
إنّ الوظيفة التي تضطلع بها أنت تسمح لك بتشكيل لجنة مؤلفة من محامين ورجال دين وفقهاء مهمتها وضع كتاب عن الديانتين وإدخاله في مناهج التعليم، وبذلك يكتسب التلميذ معرفة الوضع الاجتماعي والسياسي لبلدهم مما يسمح له في الانطلاق في الحياة بسهولة.
هذا اقتراحي، معالي الوزير، أرجو أنْ يحظى بعنايتك، وتعمل ما فيه الخير لبلدنا وأبنائه.
 
* نائب ووزير سابق.