بيروت - لبنان

اخر الأخبار

9 أيار 2020 12:02ص الخطة الإنقاذية الجديدة وحظوظ نجاحها

حجم الخط
لكي ننصف حكومة الرئيس حسان دياب ، يستطيع المنطق السليم القول بأنها لا تملك عصا سحرية تخرج زير البحبوحة من بئر الجوع الكافر خلال فترة سريعة . لكن في المقابل وازاء تخطي سعر الدولار الأمريكي عتبة الـ 4000 ليرة لبنانية في السوق السوداء وفي ظل بلوغ نسبة البطالة ال 55 % لم يعد يعقل استمرار منطق « شرف التجربة يكفيك « حياً يرزق من رحم العاطفة و العنفوان المجبولين بالاتراح لأن من شأن ذلك ولادة المزيد من النكسات و النكبات من الخاصرة الرخوة لمناعة وطن باتت واهنة خائرة القوى .

من هنا فإن السؤال المطروح ، هل ستفلح حكومة الرئيس حسان دياب من خلال خطتها الانقاذية في تسجيل هدف التعادل في مرمى العقوبات الأمريكية ؟ 

عملياً لست في صدد كتابة تحاليل تثبط عزيمة تلك الحكومة فأنا العالم بأن الاعلام سلاح فعال ، رغم أن امكانية نجاحها في تطبيق تلك الخطة صعبة لكنها ليست مستحيلة . وبما أن الرئيس دياب خير من يعلم بأن من يتربع على عرش الحكم في لبنان هو صراع المحاور منذ قرن ونصف أقله كان هجومه القاسي على حاكم مصرف لبنان رياض سلامة . 

لكن أيضاً وأيضاً فإن سؤال آخر يطرح نفسه، هل أن حاكم المصرف المركزي يناصر فعلاً محوراً معيناً ؟ 

يمكن قراءة الجواب على لسان مساعد وزير الخارجية الاميركية لشؤون الشرق الأوسط دايفيد شنكر إذ يقول بتاريخ 28 نيسان 2020 لقناة العربية ، أن الحاكم رياض سلامة ومنذ العام 1993 تعاون بشكل جيد مع وزارة الخزانة الاميركية على صعيد قضايا العقوبات على المصارف و المؤسسات واقفال حسابات تابعة لحزب الله ، علماً أن سلامة كان قد سبق أن قال بتاريخ 16 أيار 2016 لمحطة فرانس 24 أن تطبيق القانون الامريكي المعروف بقانون مكافحة تمويل حزب الله ، دولياً أمر ضروري لتحقيق الاستقرار للمصارف اللبنانية . 

لا غبار على أن نجاح الخطة الانقاذية الجديدة طريقها ليس مفروشاً بالورود و الرياحين فبتاريخ 5 أيار 2020 ورد على لسان مصدر فرنسي بأن خطة حكومة دياب يجب ان تحظى بموافقة ورضى صندوق النقد الدولي ، لا أن يحظى صندوق النقد الدولي بشروط ورضى حزب الله والشيء عينه عبر عنه في نفس اليوم السفير الامريكي الأسبق في لبنان جيفري فيلتمان إذ ان معهد بروكينغز نشر له دراسة بتاريخ 5 ايار 2020 قال فيها أن التحدي الذي تواجهه حكومة حسان دياب سيكون في اقناع المانحين بأن هذه الخطة لا تخضع لمطالب حزب الله في دولة متصدعة مهترئة بشكل متزايد .

وكان الخبير الاقتصادي الامريكي ستيف هانكي قد كشف بتاريخ 1 أيار 2020 بأن برنامج الاصلاح الحكومي اللبناني فيه عيوب لأنه لا يتضمن أي طريقة لاصلاح الليرة اللبنانية التي انخفضت قيمتها تقريباً بقيمة 50 % منذ الاول من كانون الماضي ، وختم هانكي الذي يعتبر رابع اقتصادي تأثيراً في العالم وفقاً لتصنيف موقع focus – economics ، بأنه ليس لدى الحكومة اللبنانية حلٌ ناجعُ لمعالجة سقوط العملة والاقتصاد وأضاف، استعدوا للهبوط الصعب . 

لقد وصل صراع المحاور في لبنان إلى درجة تهدد بتدمير الهيكل على رؤوس أبنائه ، فسفير اسرائيل السابق في مصر اتسحاق لفنون كان قد قال بتاريخ 5 حزيران 2019 لصحيفة يسرائيل هيوم بعد أسابيع معدودة ، من المنتظر أن تبدأ في الناقورة من الجانب اللبناني من الحدود محادثات برعاية أمريكي بين اسرائيل ولبنان بشأن النزاع على الحدود البحرية الغنية بالغاز بين الدولتين وهذا الحدث برأي لفنون انجاز أمريكي هام لأن واشنطن تكون قد نجحت في استعادة نفوذها في لبنان ولن تسمح بالتالي لروسيا وايران بالسيطرة التامة على لبنان . 

إذاً ليست العقوبات سوى عبارة عن تقوية أميركا لنفوذها في الداخل للبناني ، و طالما أن العجز عن اختراق جدارالعقوبات حتى الآن هو سيد الموقف فإن الأمور ستتدهور أكثر فأكثر.

وأذكر بأن الجنرال الاسرائيلي في الاحتياط غيورا آيلاند قال بتاريخ 2 تشرين الثاني 2019 لصحيفة يدوعوت احرونوت الاسرائيلية ، يتعين على اسرائيل استثمار الحراك اللبناني من أجل العمل على نزع سلاح حزب الله لأن النجاح في ذلك سيجعل الشعب اللبناني يجد نفسه مرغماً على تشكيل حكومة جديدة تكون منفتحة على الغرب وعلى منظمات عالمية كصندوق النقد الدولي من أجل الحصول على قروض تغطي العجز الذي يعاني منه لبنان ، لكن والكلام لآيلند يتعين في المقابل على تل أبيب اقناع الدول المانحة بابلاغ الحكومة اللبنانية بان المساعدات للبنان مشروطة بنزع سلاح حزب الله.