بيروت - لبنان

اخر الأخبار

5 أيلول 2023 03:26م الخماسية" تجهد ليكون الحوار مثمراً ويفضي لانتخاب رئيس في أيلول

حجم الخط
يصطدم الحوار الذي دعا إليه رئيس مجلس النواب نبيه بري، في إطار تحضير الأجواء قبل عودة المبعوث الخاص للرئيس الفرنسي جان ايف لودريان إلى بيروت هذا الشهر، بعقبات عديدة، أبرزها رفض نواب المعارضة المشاركة، انطلاقاً من أن الدستور لا يقول بأي حوار لانتخاب رئيس جديد للجمهورية، وإنما بتأمين النواب لنصاب جلسة الانتخاب، والجلسات التي تلي، حتى انتخاب رئيس الجمهورية . وبالتالي فإن الأجواء لا زالت في غاية الضبابية، وفي ظل ترقب حذر لنتائج ما قد ينجم عن  الحوار الذي دعا إليه لودريان، في حال انعقاده من أجل تقريب وجهات نظر القيادات اللبنانية بشأن تجاوز الاستحقاق الرئاسي، وانتخاب رئيس جديد للجمهورية . وقد بدت لا فتة حركة سفراء المجموعة الخماسية باتجاه عدد من المسؤولين، تحضيراً لعودة لودريان، من خلال العمل على تهيئة المناخات الكفيلة بنجاح مهمته، رغم ما يحيط بها من تساؤلات على من صعيد، ولناحية مدى قدرة المبعوث الفرنسي على اقناع المكونات السياسية بالتوافق على شخصية الرئيس العتيد . واستناداً إلى المعلومات فإنه يتوقع أن يكثف السفراء تحركاتهم باتجاه المكونات السياسية والنيابية، انطلاقاً من الجهود التي تبذلها "الخماسية"  لإنجاح المساعي العربية والدولية، ليكون للبنان رئيس قبل نهاية الجاري .
وفي هذا السياق، التقى البطريرك بشارة الراعي، في الصرح البطريركي في بكركي، السفير الفرنسي الجديد في لبنان هيرفيه ماغرو في زيارة بروتوكولية ، اثر توليه مهامه الديبلوماسية الجديدة، وكانت مناسبة تم في خلالها عرض للعلاقات الثنائية بين لبنان وفرنسا ولآخر التطورات على الساحة المحلية، فيما التقى وزير الدفاع في حكومة تصريف الاعمال موريس سليم في اليرزة، سفيرة الولايات المتحدة الاميركية دوروثي شيا على رأس وفد من السفارة، وجرى عرض لشؤون المؤسسة العسكرية والدعم المشكور الذي تلقاه من الولايات المتحدة الأميركية، بعدما كان البطريرك التقى السفير السعودي وليد بخاري، حيث كشفت المعلومات، أنه "كان هناك توافق في الآراء بين البطريرك والسفير السعودي بشأن سبل الخروج من الأزمة، وتحديداً ما يتصل بالانتخابات الرئاسية"، مشددة على أن "السفير البخاري جدد دعم بلاده لاستقرار وسيادة لبنان، وأنها ملتزمة بالوقوف إلى جانبه من أجل تجاوز مشكلاته، وفي مقدمها انتخاب رئيس جديد للجمهورية في وقت قريب" .
ولا تخفي أوساط متابعة، القول ل"موقع اللواء"، إن "إسراع قطر في إرسال سفيرها الجديد الشيخ سعود بن عبد الرحمن آل ثاني إلى بيروت، يؤشر إلى دور أساسي ستقوم به الدوحة في إطار الخماسية، سعياً لإنضاج الحل الرئاسي في غضون أسابيع قليلة، بعدما بدا للجانب العربي المعني بالملف الرئاسي، أن لبنان ما عاد قادراً على تحمل المزيد من تداعيات الشغور الرئاسي، وفي ظل وضع اقتصادي ومالي بالغ الخطورة"، مشيرة إلى أن "جهوداً عربية ستبذل مع الأطراف الداخلية، من أجل دفعها لإبداء تجاوب أكبر مع مساعي الحلول الجارية، لتجنب وضع الجميع أمر الأمر الواقع في مرحلة لاحقة، وكي لا يتم فرض الحل من الخارج، كما كان يجري في المنعطفات الدقيقة التي واجهت لبنان في السنوات الماضية" .
وإذا كانت المعارضة، تؤكد ضرورة انتخاب رئيس للجمهورية، اليوم، قبل الغد، إلا أنها لا ترى وفق ما تقول مصادرها ل"موقع اللواء"، أن "الفريق الآخر غير صادق في نواياه، بحيث أن كل هدفه من الحوار أن يأتي بسليمان فرنجية رئيساً . وهو أمر تدركه المعارضة تماماً. ولذلك فإنها لن تقع في هذا الفخ"، مشيرة إلى أن " المجموعة الخماسية التي تجنبت ذكر أي دعوة لحوار بشأن الرئاسة، لا يمكن هي الأخرى، أن تتماهى مع الذين ينادون بالحوار من أجل انتخاب رئيس جديد للجمهورية، لأن الدستور واضح ولا يحتاج لأي تفسير" . 

وانطلاقاً مما تقدم، فإن حزب "القوات اللبنانية" ليس في وارد أن يقبل بتلبية أي دعوة لحوار، وهو ما أكدت عليه
كتلة "الجمهورية القوية" التي اعتبرت أن "الإصرار على الحوار فهو لتغطية معادلة "مرشحي او الشغور" ومحاولة تجميلها، لأن هذه المعادلة في ظل عدم القدرة على ترجمتها وتبريرها تضعه في الموقع الذي يجاهر فيه بفرض رئيس بشروطه وإلا الفراغ، فقرّر استبدالها بالحوار من دون ان يتنازل عن معادلته، ظنا منه انه بهذه الطريقة يحشر خصومه ويبرِّر تعطيله" . لأن التجربة مع الفريق "الممانع" كما تقول أوساط "قواتية"، "لا تعطي أي أمل بإمكانية أن يكون هذا الفريق صادقاً في حواره، أو أنه يسعى لأن يضع مصلحة لبنان واللبنانيين، فوق مصالحه الخاصة . ولذلك فهو سيستمر في هذا الأسلوب الممجوج، من أجل فرض مرشحه، إذا أمكنه ذلك . لكن المعارضة مصممة على عدم الرضوخ، ولن تتهاون في استخدام كل الوسائل الديمقراطية، لمنع وصول مرشح الحزب وحلفائه إلى قصر بعبدا، ولو استمر الشغور سنوات وسنوات، تفادياً لتكرار تجربة عهد جهنم" .