بيروت - لبنان

اخر الأخبار

9 أيار 2023 06:19م الخيار الرئاسي بات مصوباً باتجاه "التوافقي" بعد النأي السعودي وتراجع الفرنسيين عن فرنجية

حجم الخط
فيما تسود حالة من الترقب لمرحلة ما بعد عودة سورية إلى الجامعة العربية، وما هي طبيعة الانعكاسات المحتملة على صعيد الأوضاع في لبنان، فإن الأجواء المحيطة ب"الثنائي" بدت أكثر ارتياحاً لنتائج هذه العودة، وتحديداً على صعيد الاستحقاق الرئاسي، ما يجعل "أمل" و"حزب الله" أكثر إصراراً على التمسك بحليفهما المرشح سليمان فرنجية رئيس "تيار المردة" ، توازياً مع حديث عن أن هذا الفريق غير مستعد لتبني أي اسم غير فرنجية، بعدما باتت الأجواء برأيه مهيأة لإيصال الأخير إلى قصر بعبدا، وأنه ملتزم به حتى النهاية، وإن طال المدى الزمني للشغور الرئاسي القائم. أي أن الحزب يتعامل مع الانتخابات الرئاسية بنفس طويل، ويرى أن الأمور ستصب في مصلحته بنهاية الأمر، وبالتالي فهو مستعد لتكرار سيناريو مرحلة ما قبل انتخاب الرئيس ميشال عون .

وانطلاقاً مما تقدم، فهل أن عودة سورية للجامعة العربية، قد تدفع "حزب الله" إلى التشدد أكثر فأكثر بما يتصل بورقة فرنجية الذي يرتبط بعلاقات وثيقة بالرئيس بشار الأسد؟، تجيب أوساط معارضة ل"موقع اللواء"، بالقول، إن " حزب الله ماض إلى آخر الطريق في دعم فرنجية، بصرف النظر عن نتائج عودة سورية إلى الجامعة العربية، لكن لا تأكيدات على أنه سيحقق هدفه في تأمين فوز زعيم "المردة" بالرئاسة، سيما وأن المعطيات المتوافرة في هذا الشأن، تشير إلى أن الخيار بات مصوباً باتجاه الرئيس التوافقي، وأن المعارضة لا يمكن أن تقبل بتكرار تجربة العهد السابق، في ظل مخاوف بدأ البعض بطرحها من عودة سورية عبر حلفائها إلى الإمساك بالملف اللبناني، ما قد يزيد من الانقسامات بين اللبنانيين . وإن كانت قوى المعارضة تشكك في أن تساهم عودة سورية إلى الجامعة العربية، في عودة النازحين إلى بلدهم، باعتبار أن نظام دمشق لا يريد إعادتهم، عدا عن أن لا حماسة دولية لتشجيع النازحين على هذه العودة" .

وفيما جدد السفير السعودي وليد بخاري، حياد بلاده في ما يتعلق بالانتخابات الرئاسية، واضعاً الكرة في ملعب اللبنانيين، فإن المملكة العربية السعودية ترى وفق معلومات "موقع اللواء"، أنه من الضروري أن تتم تهيئة المناخات لتوفير الأجواء التي تسمح بقرب تحديد موعد لجلسة انتخاب رئاسية حاسمة، بالنظر إلى مخاطر استمرار الشغور الرئاسي الذي ما برح السفير بخاري يحذر من تداعياته على كافة مرافق البلد . ولذلك لا يمكن الحد من سلسلة الانهيارات المتواصلة، إلا من خلال طي صفحة هذا الشغور القاتل، بالإسراع في انتخاب رئيس جديد للجمهورية، في ظل أوسع دعم من كافة المكونات السياسية، ليصار بعدها إلى تشكيل حكومة تلبي طموحات الشعب اللبناني، وتخرجه من مأزقه .

وقد بدا لافتاً أن وتيرة الحراك الداخلي تتصاعد بشكل جلي، بعد النأي السعودي عن الملف الرئاسي، وتراجع المبادرة الفرنسية، بعد "الفيتو" الماروني على انتخاب فرنجية. وهذا ما ظهر من خلال المشاورات التي يقوم بها نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب الذي التقى رئيس مجلس النواب نبيه برّي، مؤكداً أنه لمس الأجواء نفسها وتمسّك الرئيس بري بموقفه، أي عدم التنازل عن دعم فرنجية، في حين يواصل النائب غسان سكاف جهوده، من أجل توحيد قوى المعارضة على مرشح، قادر على تأمين أصوات تقارب ما يمكن أن يحصل عليه رئيس "المردة" .

ووفق مصادر معارضة، فإن الأسابيع القليلة المقبلة، ستشهد توحد المعارضين والتغييريين، حول مرشح قوي للرئاسة الأولى، في مواجهة مرشح "الثنائي"، دون أن يعني ذلك استبعاد العوامل الإقليمية التي قد تفرض انعكاساتها على الملف الرئاسي في لحظة حاسمة، باعتبار أنه لا يمكن تجاهل المتغيرات في الإقليم، وما يمكن أن تتركه من تداعيات على الساحة اللبنانية التي تتأثر بكل ما يجري حولها .