بيروت - لبنان

اخر الأخبار

10 آذار 2018 12:06ص الدينامية الفرنسية في المنطقة حتّمت إرجاء ماكرون زيارته إلى بيروت

باريس حرصت على عدم ربط التأجيل بمؤتمرات الدعم.. و3 مطالب إلى طهران

حجم الخط

باريس مقتنعة ان فكرة الحوار  وإراحة المنطقة استوت  في العقل الايراني

فيما علا قرع الانتخابات النيابية على ما عداه من شجون محلية في ضوء إشتداد التنافس والغموض الخلاق الذي دفع به قانون الإنتخاب، يأتي من خارج السياق إرجاء الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون زيارة الدولة الى لبنان (والعراق) والتي كانت مقررة منتصف نيسان، على بعد أيام قليلة من موعد الإنتخابات النيابية. وكانت الزيارة قد تقررت في إجتماع القمة الذي عقده ماكرون في باريس مع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في 25 أيلول 2017. 
ولئن أوضح سفير ​فرنسا​ برونو فوشيه الى الرئيس عون أن «إرتباطات سابقة» للرئيس الفرنسي حالت دون إجرائها في الموعد المحدد، مؤكدا في الوقت عنيه أن الزيارة لا تزال قائمة وسيحدد زمنها في وقت لاحق، تبيّن للدوائر اللبنانية المعنية أن الإدارة الرئاسية الفرنسية فضّلت إرجاء الزيارة بفعل قرب موعدها والإنتخابات النيابية، وهو أمر تفضّل باريس ألا يفسر إرتباطا بهذه الإنتخابات أو بنتائجها، الى جانب إدراكها أن المناخ السياسي والإعلامي المتوقع أن يكون في أوجه في نيسان، على بعد اسابيع قليلة من الإستحقاق التشريعي، قد لا يكون مناسبا او موائما وغايات الزيارة ومراميها.
وتزامن إعلان إرجاء الزيارة الرئاسية، مع حرص باريس على تثبيت موعد مؤتمر Cèdre في 6 نيسان المقبل في باريس، على أن يسبقه اجتماع تحضيري في العاصمة الفرنسية في 26 آذار، الى جانب تأكيدها دعم مؤتمري روما (15 آذار) لدعم القوات المسلحة اللبنانية، وبروكسيل المخصص للنازحين في سوريا ودول الجوار.
وترجّح مصادر ديبلوماسية في بيروت أن تكون الدينامية التي تشهدها المنطقة، وخصوصا مع الحراك الفرنسي الرئاسي – الديبلوماسي في الملف الإيراني في ضوء الزيارة المرتقبة للرئيس الفرنسي الى العاصمة طهران، عاملا إضافيا لإرجاء زيارته الى كل من بيروت وبغداد، لإرتباط العاصمتين إرتباطا وثيقا بهذا الحراك ونتائجه. 
وكشفت المصادر أن باريس سبق لها أن زودت طهران عبر القنوات والأطر الديبلوماسية التي تحكم علاقتهما، برسالة تضمنت 3 مطالب من شأنها أن تسهّل المهمة الفرنسية الرامية الى تخفيف الضغط الأميركي - الدولي عن طهران في ملفها النووي، وهي تتعلّق بقبول المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي للمفاوضات، وموافقة إيران على التفاوض في مسألة الصواريخ الباليستية، ووقف تدخلات إيران وحروبها في المنطقة ودعمها الجماعات الواقعة في مسارها وتأثيرها في عدد من العواصم العربية مما يزيد في الإنقسامات في الإقليم ويتهدد الإستقرار في هذه العواصم. 
وربطت هذه المصادر المطالب الثلاثة، بما اعلنه أمس‏ رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشوري الإيراني علاء الدين بروجردي، من ان الاختلاف بين ايران والسعودية، ليس اختلافا شيعيا - سنيا، لافتا الى «اننا أعلنا وفي العديد من المناسبات ونعلن حاليا استعدادنا للحوار مع السعودية لتسوية مشاكل المنطقة». ويؤشر الإعلان الإيراني الى تلقف طهران مطالب باريس. 
ورأت المصادر ان مواقف القيادة الإيرانية لم تخرج عن إطار ابداء الرغبة في الحوار، رغم أنها ظلت كلاما إنشائيا، لكن باريس مقتنعة راهنا أن فكرة الحوار وإراحة المنطقة إستوت في العقل الإيراني، وأنها قد تقدم على خطوات فعلية في هذا السياق في ضوء زيارة الرئيس الفرنسي.
ولفتت الى أن هذا الحراك الفرنسي تحديدا، معطوفا على الاجتماعات المرتقبة لولي العهد السعودي في باريس في نيسان المقبل، أسهم في ترجيح فكرة إرجاء زيارة ماكرون الى لبنان والعراق، كنتاج رغبة الإليزيه في أن تكون هاتان الزيارتان منصة إطلاق حلول للتعقيدات التي تعانيها المنطقة جراء السياسة الإيرانية، لكن مع حرص اكيد على عدم ربط هذا الشان بالرغبة الفرنسية الجامحة للحفاظ على إستقرار لبنان ومده بما توافر من سبل الدعم الإقتصادي والسياسي، بدليل الجهد الذي يبذله مبعوث الرئاسة المنتدب لشؤون الشرق الأوسط السفير بيار دوكان في بيروت وفي كل من الرياض والكويت وأبو ظبي (الدول الداعمة تقليديا لمؤتمرات باريس الثلاثة) ومع المؤسسات الدولية المعنية.