بيروت - لبنان

اخر الأخبار

4 نيسان 2023 08:00م الرئيس التوافقي عنوان الجهود القطرية .. فهل تتبنى الدوحة والرياض دعم قائد الجيش؟

حجم الخط
على مدى يومين، كان للوفد القطري برئاسة الوزير محمد الخليفي، سلسلة لقاءات مع عدد كبير من القيادات السياسية والروحية، ركزت على سبل تقريب وجهات النظر بين المسؤولين، لإيجاد حل للمأزق الرئاسي، وبما يضمن التوصل إلى توافق بشأن انتخاب رئيس جديد للجمهورية، يحظى بقبول القوى السياسية، ولا يشكل مصدر استفزاز لأحد. وقد بدا من خلال المشاورات التي أجراها الموفد القطري، أن المساعي التي تبذلها الدوحة، منسقة مع المملكة العربية السعودية، على وجه التحديد، في ما يخص برؤية البلدين للمواصفات التي يجب أن يتمتع بها الرئيس اللبناني العتيد . وفي مقدمها أن يكون غير محسوب على أي طرف، وأن يكون قادراً على اكتساب ثقة غالبية اللبنانيين، وأن يحظى بدعم الأشقاء والأصدقاء، لكي يعيد بناء المؤسسات، ويفتح الأبواب مجدداً لأفضل العلاقات مع الدول العربية والأجنبية .

وإذا كان الوفد القطري لم يغص بالأسماء، بحيث أنه لم يتحدث خلال كل اللقاءات التي عقدها عن أي اسم للرئاسة، إلا أنه واستناداً إلى الأفكار التي طرحها في هذه اللقاءات، فإنه كان يركز على صفات الرئيس التوافقي الذي يحتاجه لبنان في هذه الظروف الدقيقة التي يمر بها البلد . وقد تبين للوفد أن هناك صعوبة كبيرة في وصول مرشح تحد إلى رئاسة الجمهورية، في إشارة إلى مرشح "الثنائي" رئيس "تيار المردة" سليمان فرنجية، أو من يقابله في صفوف المعارضة. ولهذا فإن الخيار القطري، مدعوماً من السعودية والدول الخليجية، ينحو باتجاه ضرورة انتخاب رئيس وسطي، يتمتع بمواصفات النزاهة بالدرجة الأولى، ويكون لديه القدرة على السير بمشروع إصلاحي يخرج لبنان من مأزقه .

وقد بدت لافتة، إشادة الموفد القطري في أثناء زيارته قائد الجيش العماد جوزف عون، بالدور الوطني الذي تقوم به المؤسسة العسكرية في ظل الظروف الصعبة التي يمر بها لبنان، على صعيد الحفاظ على الأمن والاستقرار . وهي إشادة رأت فيها أوساط سياسية، كما قالت ل"موقع اللواء"، بأنها "موجهة بالدرجة الأولى إلى العماد عون، بالنظر إلى الثقة القطرية بحكمته وحسن أدائه، خلال توليه قيادة الجيش . وهذا ما دفع الجانب القطري إلى الاستجابة السريعة لتقديم الدعم المالي للجيش، في ظل الظروف الصعبة التي يمر بها ضباطه وعناصره . عدا عن أن الموقف الإيجابي من الجيش وقيادته، يعكس موقفاً متقدماً من وجود حماسة لدى القطريين لدعم انتخاب العماد عون رئيساً للجمهورية، في حال لاقى ذلك قبولاً من الأطراف اللبنانية" .

وأشارت المعلومات المتوافرة ل"موقع اللواء"، أن حصيلة النتائج التي سيعود بها الوفد القطري إلى بلاده، وإطلاع كبار المسؤولين عليها، سيصار بعدها إلى وضع المسؤولين السعوديين عن الملف اللبناني في أجوائها، ومن ثم سيتم بحثها في الاجتماع الخماسي المقرر عقده في الرياض بعد عطلة عيد الفطر . على أن الجهود الفرنسية في المقابل، ستستمر من أجل ضمان انتخاب رئيس للجمهورية في أسرع وقت، وإن كانت باريس وصلت إلى قناعة، بأن الفيتو السعودي على أي مرشح ل"حزب الله" لا يمكن تخطيه، بدليل سقوط ورقة فرنجية .

وإذ تستبعد المعلومات، حصول أي تطورات متصلة بالملف الرئاسي، قبل القمة العربية المقررة في النصف الثاني من الشهر المقبل، بالعاصمة السعودية الرياض . لكنها ترى أن هذه القمة بوجود الرئيس السوري بشار الأسد، ستعطي دفعاً قوياً لعملية انتخاب رئيس للجمهورية، بعدما تكون الاتصالات الداخلية والمشاورات الإقليمية والدولية، قد ساعدت على تظهير "بروفايل" الرئيس العتيد الذي سيشكل نقطة استقطاب داخلية وخارجية، يحمل معه مشروعاً واضحاً لإخراج لبنان من النفق .