بيروت - لبنان

اخر الأخبار

20 آب 2020 12:00ص الرئيس الشهيد رفيق الحريري بين المحكمة الدولية والمحكمة الإلهية

حجم الخط
هل ضاع حق ودم الرئيس الشهيد رفيق الحريري؟

أيّ قرار هذا قرار المحكمة الدولية في 18 آب عام 2020؟

أين قرار المحكمة الدولية المتعلق بالمخططين والمحرضين وأصحاب القرار الأساسيين في عملية الاغتيال؟

أي قرار هذا قرار المحكمة الدولية بعد انتظار 15 سنة على استشهاد الرئيس الشهيد رفيق الحريري؟

لقد نطق الحُكم الدولي بإدانة سليم عيّاش ومصطفى بدر الدين بإعتبارهما من «حزب الله». فأين سليم عيّاش، بينما أعلن من قبل عن وفاة مصطفى بدر الدين، ويقال إنه لا يزال على قيد الحياة؟ وهل الحُكم الصادر هو إدانة لمنظومة حزبية ولسلطة دولة عربية؟

وهل باستطاعة السلطات اللبنانية اعتقال المتهم سليم عيّاش لمحاكمته محلياً أو دولياً؟ وهل «حزب الله» سيسلّم عيّاش بعدما طالب الرئيس سعد الحريري «حزب الله» بتسليمه؟

لا بُدّ من الإشارة إلى أنّه صحيح أنّ المحكمة الدولية لا تُدين أحزاباً ولا دولاً، ولكن باستطاعتها إدانة أشخاص في هذه الأحزاب والدول، خاصة أن الجريمة لها أبعاد لبنانية وعربية وإقليمية ودولية، ولا يعقل أن يكون المرتكب لجريمة بهذا الحجم هو شخص واحد أو ثلاثة أشخاص! خاصة أن المحكمة الدولية أوضحت في قرارها أن أسباب الاغتيال سياسية بعد المواقف التي أعلنها الرئيس الشهيد رفيق الحريري بمعارضة بقاء القوّات السورية في لبنان، لاسيما أيضاً بعد مشاركة نوّاب تيار المستقبل في اجتماع أوتيل البريستول المُعارِض لبقاء القّوات السورية في لبنان، كما جاء في قرار المحكمة الدولية بعد إطلاعها على تقارير سرية غاية بالأهمية تابعها الشهيد الضابط وسام عيد من شعبة المعلومات، وقد تم من خلال هذه التقارير كشف اتصالات القتلة في ما بينهم.

إنّ غالبية اللبنانيين رفضوا بل صُدِموا من قرار المحكمة الدولية في حين أنّ «حزب الله» أوّل المرحّبين بهذا القرار، حيث شهدت الضاحية الجنوبية إطلاق المفرقعات والأسهم النارية تعبيراً عن تأييد الحزب وجمهوره للقرار الدولي، لذلك طالب الرئيس سعد  الحريري «حزب الله» بتسليم القيادي سليم عيّاش لمحاكمته، وتنفيذ القصاص وقال: «على حزب الله أن يعلم أن جريمة الحريري تقع عليه، وأردنا الحقيقة والعدالة، ونريد تسليم سليم عيّاش».

ومهما يكن من أمر، فإن الرئيس الشهيد رفيق الحريري لا يزال في ضمائر اللبنانيين والعرب وفي قلوبهم وعقولهم، وبأنّ المبادئ التي آمن بها في الحرية والإنماء والأعمار والوسطية والاعتدال ورفض العنف والعيش المشترك، وهو الذي آمن بالإنسان اللبناني وإيمانه بالله وبالحياة وحبه للبنان، كل هذه المبادئ لا يزال يؤمن بها جمهور الرئيس الشهيد رفيق الحريري.

ولأنّ قرار المحكمة الدولية لم يكن على مستوى الجريمة النكراء، فنحن بانتظار متابعتها لكشف الأشخاص المخططين والمحرضين وأصحاب القرار الأساسيين، وبكل الأحوال فإن العدالة الإلهية والعدالة القانونية ستبقى تلاحق مجموع القتلة وأصحاب القرار في القتل طلباً للحق والحقيقة، وطلباً للعدالة، ووقف الإرهاب، وطلباً لحق دم وشهادة الرئيس رفيق الحريري... رحمه الله، وإن أخطأت المحكمة الدولية، فإن المحكمة الإلهية لا يمكن أن تخطئ عاجلاً أم آجلاً.

الرئيس الشهيد رفيق الحريري لك ولشهادتك ولدمك الغالي من الجماهير في لبنان والعالم العربي والعالم دعوات بالرحمات الربانية لك وعليك، وعلى الشهداء الذين استشهدوا معك في 14 شباط عام 2005.