لطالما سمعنا الرئيس ميشال عون يتناول موضوع الفساد في تصاريحه وخطبه، ويقول بأنّه ينبغي أن نحاربه. وفي كلمته الى اللبنانيين بمناسبة مرور ثلاث سنوات على رئاسته، قال: «تمكنتم من إيصال صوتكم الذي صدح مطالباً بحكومة تثقون بها، وبمكافحة الفساد الذي نخر الدولة ومؤسساتها لعقود وعقود، وبدولة مدنية حديثة تنتفي فيها الطائفية والمحاصصة»..
أمام كلامه هذا لا أحد في اعتقادي يمكن له أن يزايد على الرئيس في دقة كلامه عن الفساد، فقد سبق الجميع بقوله إنّ الفساد ينخر الدولة ومؤسّساتها. كلام مسؤول لا بد من سماعه والعمل بمقتضاه، فتحية له وليثق أنّ الشعب كله وراءه يؤيّد توجّهاته وينتظر منه أن يبدأ عملياً في عملية المكافحة كي يطمئن الشعب بأنها حاصلة لا ريب فيها.
لقد سبق لي أن وصفت الفساد، وقلت عنه إنّه كالسرطان، إذا دخل جسماً ما انتشر في أحشائه وأرداه قتيلاً.
إنّ تعهد الرئيس بمتابعة الحرب على الفساد في النصف الثاني من ولايته، طمأن الناس إلى أنّ الغد سيكون أفضل من الحاضر وأسلم. فالفساد أصبح خطراً لا على الانسان والمجتمع، وإنما على الدولة بعينها بإداراتها ومؤسّساتها.
يعتقد البعض بأنّ في هذا الكلام مبالغة. لا يا سيدي. عُدْ الى التاريخ واقرأ ما حل بالعديد من الدول وكيف سارت الى ان انهارت.
وبعد، الأمل والرجاء أنْ يعي كل إنسان في لبنان مفاسد الفساد، وأنْ يعمل على مكافحته ليسلم المجتمع ويسلم هو معه. مهمة ليست صعبة بل دائمة لا تتوقف.
وزير سابق