بيروت - لبنان

اخر الأخبار

19 أيلول 2023 04:45م الراعي رد على بري والفرنسيين: لا حوار قبل انتخاب رئيس للجمهورية

حجم الخط
تتطلع الأوساط السياسية اللبنانية إلى أن يساهم اجتماع المجموعة الخماسية في نيويورك، في رسم معالم المرحلة المقبلة، بالنسبة إلى المسار الذي سيسلكه الاستحقاق الرئاسي ، في ظل ترجيحات بأن تشكل نتائج هذا الاجتماع، خارطة طريق لحل المأزق الرئاسي . في حين ينظر إلى زيارة الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان الرابعة إلى بيروت،في مهمته المقبلة آخر الجاري، على أنها محطة حاسمة على صعيد الجهود الفرنسية المبذولة لفك العقدة الرئاسية . وهو أمر مرتبط بشكل أساسي بمدى استجابة الأطراف اللبنانية للمساعي التي تقوم بها باريس للخروج من هذا المأزق  .

وإذ تتكثف الجهود لمساعدة اللبنانيين على إنجاز الانتخابات الرئاسية في وقت قريب، فإنه يمكن القول وفق قراءة الأوساط السياسية، أن الأجواء الداخلية والخارجية باتت أفضل من السابق، ما قد يسهل الأمور من أجل إحداث خرق في الجدار . وأشارت المعلومات إلى أن  الجهود القطرية المدعومة من "الخماسية"، ستستمر وبزخم عربي ودولي، حتى تهيئة الظروف التي تساعد على انتخاب رئيس توافقي للبنان، وهذا ما بدا واضحاً من خلال الحراك اللافت الذي يقوم به السفير القطري الجديد لدى لبنان الشيخ سعود بن عبدالرحمن آل ثاني، في سياق الجهود الدبلوماسية لسفراء "الخماسية" في بيروت، من أجل تقريب موعد الولادة الرئاسية .

وفي إطار المساعي التي تبذلها الدوحة لتسوية الملف الرئاسي، زار السفير القطري قائد الجيش العماد جوزف عون، مؤكداً استمرار دعم بلاده للبنان والجيش في ظل الظروف الاستثنائية الراهنة. وحمّل العماد عون السفيرَ القطري رسالة شكر إلى صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر الشقيقة على دعمه المتواصل للجيش. كما زار السفير القطري وزير الدفاع في حكومة تصريف الأعمال موريس سليم للغاية نفسها .

وعلى أهمية المواقف التي أطلقها العماد عون من الملف الرئاسي، ورغم تأكيده أن الانتخابات الرئاسية لا تعنيه وأن أحداً لم يفاتحه في هذا الموضوع، فإن الأوساط السياسية، تعتبر أن الرجل لا زال يتقدم غيره في السباق الرئاسي، وهو يشكل في ظل الظروف الحالية التي يمر بها لبنان، مرشح شبه إجماع عند المكونات السياسية، رغم اعتراضات البعض التي يمكن تجاوزها ليكون رجل المرحلة إذا سارت الأمور وفق ما هو مرسوم لها . وهذا الأمر يحتاج إلى جهود إضافية حتى تنضج التسوية بشكل كامل .

ووفقاً للمعلومات المتوافرة لدى هذه الأوساط، فإن  خيار رئيس تسوية بات حتمياً لا مفر منه، بعد ثبت أن هناك استحالة في الاستمرار بمعادلة (جهاد أزعور ـ سليمان فرنجية)، وهو أمر ألمح إليه الموفد لودريان . ولم يعد خافياً على أحد أن "الخماسية" تدعم وبقوة هذا الخيار الذي يشكل مخرجاً للجميع من هذا المأزق، بانتظار اتضاح صورة المشاورات الجارية، في وقت لفتت المواقف التي أطلقها من أوستراليا البطريرك بشارة الراعي، والتي تشكل رداً غير مباشر على دعوات رئيس المجلس النيابي نبيه بري المتكررة للحوار قبل الانتخابات الرئاسية، بتأكيد البطريرك، أن "الحوار هو في التصويت في المجلس النيابي. الحوار هو الانتخاب، والتوافق هو الانتخاب. وانا لم اقل انني مع الحوار، بل قلت اذا تم الحوار بعد موافقة الجميع عليه، والمجلس النيابي اليوم في حالة انتخابية، وفي الانتخاب يتحاورون". وهذا برأي مصادر مسيحية معارضة، يشكل موقفاً متقدماً لبكركي، برفضها الدعوات للحوار قبل إجراء الانتخابات الرئاسية، كما أنه موقف يتناقض مع الدعوات المستمرة من جانب الموفد الفرنسي لودريان، للسير في الحوار، على غرار دعوات الرئيس بري .

وتشدد المصادر، على أن "البطريركية المارونية، تدرك أكثر من غيرها، وفق وجهة نظر المعارضين للحوار، بأن انتخاب رئيس جديد للبنان لا يحتاج حواراً، وإنما تطبيق الدستور وعدم الانسحاب من دورات الاقتراع. وإذا كانت هناك حاجة للحوار، فهذا الأمر يمكن أن يتم التوافق عليه بعد انتخاب الرئيس العتيد، سيما وأن هناك ملفات عديدة ينبغي إيجاد الحلول لها"، مشيرة إلى أن "الحوار قبل الانتخابات الرئاسية مضيعة للوقت بكل معنى الكلمة، وعسى أن يستوعب دعاة الحوار، في الداخل والخارج، أبعاد كلام البطريرك، ويبادروا إلى الالتزام بالدستور وتطبيقه، بما يساعد على انتخاب الرئيس في الأسابيع القليلة المقبلة" .