بيروت - لبنان

اخر الأخبار

7 نيسان 2024 04:33م الراعي يواصل التصويب على "الثنائي" .. و"الخماسية" تتحرك نحو "الثالث"

رد إيران على تدمير قنصليتها أو تكليف أذرعها عواقبه وخيمة على لبنان

حجم الخط
بانتظار الرد الإيراني على تدمير إسرائيل القنصلية في دمشق، والذي يرجح ألا يتأخر كثيراً، فإن حالة من الترقب الشديد تفرض نفسها على لبنان والمنطقة، بعدما جزم الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله بأن الرد آت لا محالة، وأن إسرائيل ستدفع ثمن حماقتها وإجرامها . وإذا كانت المعطيات تشير إلى أن الأذرع الإيرانية هي التي ستتولى الرد على جريمة المزة، في حال أرادت طهران عدم الرد بنفسها، فإنه ومن خلال الإجراءات التي يقوم بها جيش الاحتلال على الحدود الشمالية، يبدو بوضوح أنه يحضر لعمل عسكري واسع يستهدف لبنان، إذا قام "الحزب" بالانتقام، وفي حال لم تنجح الاتصالات الدبلوماسية التي تتولاها واشنطن وباريس، في إبرام تسوية بين لبنان وإسرائيل، انطلاقاً من مضمون القرار 1701. وتأتي هذه الإجراءات على وقع تصاعد موجة الغضب لدى سكان المستعمرات الشمالية الذين يشكلون عامل ضغط كبيراً على جيش الاحتلال، ما قد يسرع في خطط الهجوم البري على الجنوب اللبناني، إذا لم يكتب للمساعي السياسية أن تصل إلى نتيجة إيجابية، وبما ينزع فتيل التوتر قبل حصول انفجار واسع  النطاق. 


وفيما  أكدت إسرائيل على لسان وزير حربها يواف غالانت، أنها مستعدة لكل السيناريوهات، وأن كل الاستعدادات اكتملت للرد على أي سيناريو قد يحدث في مواجهة إيران، فإن هناك خشية كبيرة تنتاب المسؤولين اللبنانيين، من أنه في حال قرر "حزب الله"، بطلب إيراني الانتقام لجريمة المزة، انطلاقاً من جنوب لبنان، فإن إسرائيل سترد بشن حرب واسعة تستهدف لبنان على نطاق واسع، في وقت بدا واضحاً تراجع الاهتمام الأميركي بلبنان، في ظل تعمق الخلافات بين واشنطن وإسرائيل، ما قد يدفع الأخيرة إلى القيام بهجوم بري ضد الأراضي اللبنانية، لإبعاد "حزب الله" خارج منطقة جنوب الليطاني .


وهذه الخشية دفعت أوساطاً معارضة، إلى دق ناقوس الخطر، من إصرار حزب الله على ربط لبنان بوحدة الساحات، وما يمكن أن يلحقه ذلك من تداعيات بالغة السلبية على استقرار لبنان وسلامة أهله"، مؤكدة ، أن إيران التي لا تتجرأ على المواجهة مع إسرائيل أو الولايات المتحدة الأميركية، ستوكل هذه المهمة، كما في كل مرة إلى "حزب الله" على حساب مصلحة اللبنانيين وأمنهم واستقرارهم . ما قد يرتد بأفدح الخسائر على لبنان وشعبه، وتحديداً على سكان الجنوب الذين دفعوا، وما يزالون ثمناً باهظاً، جراء استمرار إسرائيل في نهجها العدواني .


إلى ذلك، ومع غياب المؤشرات بقرب إيجاد حل للمأزق الرئاسي العالق، وفي حين يتوقع أن يعاود سفراء "الخماسية" حراكهم على هذا الصعيد، بعد عطلة عيد الفطر، برزت زيارة مرشح "الثنائي الشيعي" سليمان فرنجية إلى باريس، لكن دون أن يتأتى عنها نتائج حاسمة على هذا الصعيد، في وقت توقفت أوساط بارزة في المعارضة عند المواقف اللافتة الأخيرة للبطريرك بشارة الراعي، والتي اتهم فيها بعض القوى اللبنانية بتعطيل الدستور لمآرب خاصة، كما هي الحال لعدم انتخاب رئيس للجمهوريّة المأخوذ كرهينة لحسابات شخصيّة وفئويّة. وقد أكدت الأوساط، أن "كلام البطريرك موجه بالدرجة الأولى إلى الفريق الآخر الذي يعطل الانتخابات الرئاسية، إذا لم يضمن انتخاب فرنجية رئيساً"، مشددة على أن "الثنائي الشيعي ورغم أنه يدرك تماماً، أن باب الحل للأزمة الرئاسية، لن يكون إلا بالتوجه نحو الخيار الثالث، لازال مصراً على التعطيل وتدمير مؤسسات الدولة، دون الأخذ بعين الاعتبار لمصالح البلد والناس" .



وقد اعتبرت الأوساط، أنه "لا يمكن لحزب الله في ظل وجود السياديين وقسم كبير من النواب، وتحلق شعبي كبير حول مطالب قوى المعارضة العابرة للطوائف، أن يفرض رئيساً على اللبنانيين، يكون طيعاً بيد هذا الحزب، بعدما خبر اللبنانيون هذه التجربة منذ العام 2008، وكم كانت نتائجها مدمرة على لبنان". وتكشف أن "سفراء اللجنة الخماسية يشعرون بخوف على لبنان وعلى مستقبله، في ظل الظروف الإقليمية المتفجرة . ولذلك فهم يسعون إلى اقتناص أي فرصة، من أجل تحقيق توافق لبناني على انتخاب رئيس للجمهورية في أسرع وقت. وفي كل اللقاءات التي يعقدها السفراء، فإنهم يبدون مخاوف على الوضع الداخلي، إذا ما استمر الشغور القائم، ما يفرض العمل على إنجاز الانتخابات الرئاسية في وقت قريب، تفادياً لانعكاسات ما يجري في الإقليم على لبنان . وبالتالي يمكن القول أن المجموعة الخماسية، تلعب دور الناصح والمحفز . وإن كانت المعارضة تشدد، على أن الحل هو لبناني، ولا يمكن أن يكون إلا لبنانياً، لإنهاء الأزمة وإنقاذ البلد" .


ومع استمرار التصعيد على الجبهة الجنوبية، تبدي الأوساط خشية من الدخول في حرب استنزاف طويلة مع إسرائيل، والتي تحاول أن تحقق انتصاراً ما، في ظل عدم قدرتها على خوض حرب شاملة. وكذلك الأمر في ظل وجود موانع دولية عديدة، تحول دون ذلك، وإن كان الإسرائيلي لن يقبل الانكفاء إلى ما قبل السابع من تشرين الأول . وكذلك الأمر فإن هذا الواقع يناسب الإيرانيين أيضاً الذين لا يريدون الذهاب إلى حرب واسعة . وقد تمكنت إسرائيل من خلال هذه الحرب القائمة الآن، من إنزال خسائر جسيمة في لبنان، وفي صفوف حزب الله، وكذلك الأمر في الحرب على غزة. ولهذا يمكن القول إنها تتبع سياسة تدميرية كارثية، بانتظار ما سيجري من محاولات للتفاوض .