بيروت - لبنان

اخر الأخبار

4 تشرين الأول 2017 12:02ص الركود؟!

حجم الخط
تشهد البلاد منذ تولي رئيس الجمهورية قيادة الدولة، ركوداً اقتصادياً لم تشهد مثله حتى في غمرة الحروب الأهلية التي عاشها اللبنانيون في الفترة الواقعة بين السبعينات والتسعينات، ويعزو الخبراء هذا الركود إلى عوامل عدّة منها الحرب في سوريا والحروب الأخرى الدائرة في الإقليم والسياسة المعتمدة في لبنان والتي أدت إلى وضعه في شبه عزلة عربية، مما رفع من منسوب هذا الركود إلى درجة حملت الهيئات الاقتصادية إلى دق ناقوس الخطر.
وبدلاً من أن يتصدى العهد وحكومته إلى هذا الوضع الخطير ويحسّنوا علاقاتهم مع الدول العربية عدنا نشهد هذه الأيام، تصعيداً من حزب الله ضد المملكة العربية، من دون أن يولي هذا الأمر الذي يُعاني منه البلد أي اعتبار، مما يؤكد ما ذهب إليه بعض العارفين بخبايا وخفايا الأمور أن الحزب غير معني بما يمكن ان تنتهي إليه الأمور في لبنان بقدر ما يعنيه الحفاظ على الدور الإيراني في سوريا والمنطقة. وبعد التفاهمات الأميركية - الروسية على اقتسام النفوذ في ما بينهم وبعد تصويت مجلس الشيوخ الأميركي على توسيع العقوبات عليه.
كان المنتظر من العهد في حال وجد أنه غير قادر ولا مسموح له أن يدخل في لعبة الأمم الجارية في منطقة الشرق الأوسط، ومن هذا الباب لا يجد مفراً من الالتزام بسياسة النأي بالنفس التي نقضها حزب الله بصورة فاضحة من خلال مواصلة تدخله في الحرب الدائرة في سوريا، كان يتوجّب على حكومته أن تتصدى لظاهرة الركود الاقتصادي بإجراءات داخلية سريعة وبإعادة النظر في سياستها العربية والتي خرجت على المألوف نتيجة إصرار السلطة مجتمعة على الأخذ بالسياسة العدائية التي يعتمدها حزب الله تجاه هذه الدول والتي عبر عنها وزير خارجية السعودية لشؤون الخليج السبهان أفضل تعبير ومن دون استعمال أية رتوش دبلوماسية.
بات اللبنانيون بعد التحذيرات التي اطلقها كبار الخبراء الاقتصاديون من النتائج الخطيرة التي تترتب على استمرار الحكومة في تجاهل الركود الحاصل وعدم المبادرة إلى اتخاذ كل الإجراءات اللازمة للتخفيف منه حتى يتمكن لبنان من تجاوز هذه الظروف الصعبة يرونها تلهو بأمور أخرى لا علاقة لها من قريب أو من بعيد بالأمر الأساسي، مما يفتح علامة استفهام عمّا إذا كان العهد متورطاً مع حزب الله في استهداف الوضع الداخلي اللبناني وعما إذا كانت الحكومة التي يُشارك فيها فرقاء يدركون خطورة هذا الوضع، ترى أن هناك أموراً أكبر من الركود الحاصل أو ان الوضع لا يزال ممسوكاً، ولا يُشكّل بعد خطراً داهماً على البلد.