بيروت - لبنان

اخر الأخبار

17 أيار 2018 12:00ص الزميل السابق والصديق الدائم الشيخ بطرس حرب

حجم الخط
تعرّفت على الشيخ بطرس حرب في العام 1972 حين دخلنا الندوة البرلمانية لأول مرّة. ومنذ ذلك الحين تعاونا كزملاء في درس مشاريع القوانين المحالة إلى المجلس من الحكومة.
لم نختلف أبداً على رأي قانوني، فإذا صادف أن إختلفنا في الرأي في مادة من مواد مشروع قانون ما، كنا نلتقي لنتباحث بالأمر توصلاً إلى الرأي الصائب، بعقل منفتح لا يرى أمامه سوى المصلحة العامة ومصلحة البلاد العليا.
في المجلس النيابي، برع الشيخ بطرس في مناقشة سياسة الحكومة ولا سيما حين تكون الجلسة مخصصة لذلك.
نزاهته الأخلاقية والفكرية جعلته يحمل باستمرار على الفساد المستشري في أوساط الإدارة وبعض المسؤولين دون ذكر أسماء. وكانت البلاد كلما اقتربت من انتخاب رئيس جديد للجمهورية، رأيناه بين المتقدمين بنظر النّاس لهذا المنصب. أقول ذلك للدلالة على ان الشيخ بطرس كان أكبر من وظيفته النيابية.
قبل يومين، قرأت له في الصحف تصريحا تعليقا على نتائج الانتخابات النيابية قال فيه: «كل ما اتمناه ان يصب ما جرى في مصلحة لبنان وشعبه، لا ان يتحوّل لبنان إلى مزارع تتقاسمها القوى السياسية لمصالحها الفئوية او المذهبية أو التربوية أو العائلية». وفي مكان آخر يقول «إني اعترف ان امكانياتي لم تسمح لي بمواجهة الثروات الضخمة التي صرفها منافسيَّ في حملاتهم الانتخابية وتفريغ كادرات متخصصة لإدارة المعركة وتمويل حملاتهم الانتخابية والإعلامية ولشراء ضمائر بعض الناخبين لإسقاطي، كما أود أو أؤكد انه لو توافرت لي هذه الإمكانيات المادية لما كنت سمحت لنفسي بشراء الضمائر للإستيلاء على مقعد نيابي لأني أعتبر أن أسوأ ممارسات الفساد هو شراء الضمائر».
ويختم بالقول:«سأبقى جندياً في خدمة لبنان ومن إنهيار الدولة ومكافحة الفساد وتكديس الثروات غير المشروعة لدى المسؤولين وسأبقى ملتزماً مسار بناء دولة الحق والعدالة والمؤسسات لكي تعيش الأجيال حياة كريمة مستقلة مزدهرة».
أليست هذه الكلمات تبين جوهر الشيخ بطرس حرب المرتفع في أخلاقه والمستمر في مكافحة الفساد إنقاذاً للدولة وأبنائها.
أنت يا شيخ بطرس مثالٌ لرجل الدولة فعلاً وواقعاً.
ثق يا صديقي ان السلاح الشرعي وغير الشرعي سيرتد على أصحابه لأن النّاس جميعاً يعلمون جيداً أنك فوق الشبهات ولذلك يقدرونك ويحترمونك.
وثق ان من ينال منك إنما ينال من نفسه وحده.
تابع المسير فلبنان لا زال يحتاج إليك.

* نائب ووزير سابق