بيروت - لبنان

اخر الأخبار

10 آذار 2018 12:03ص السبحة

حجم الخط
كرّت سبحة التحالفات ومعها بدأت تتوضح صورة المعركة الانتخابية التي ستعيد تشكيل السلطة التي ستحكم البلاد للسنوات الأربع القادمة، وكان أول الغيث التحالف بين الثنائي الشيعي أمل وحزب الله وباقي ما يسمى بقوى الممانعة المنضوية تحت لواء تحالف الثامن من آذار الذي تشكّل بعد قيام ما يسمى بالقوى السيادية، أي تحالف قوى الرابع عشر من آذار.
وجاء الرد سريعاً على هذا التحالف من قوى الرابع عشر من آذار بالاعلان عن قيام تحالف بين تيّار المستقبل والقوات اللبنانية والحزب التقدمي الاشتراكي في معظم الدوائر الانتخابية التي تجمعهم فيها قواعد انتخابية مشتركة بدءاً من العاصمة بيروت مروراً بالجبل والشمال وصولاً إلى البقاع بدوائره الانتخابية الاربع، وبذلك يكون قد استكمل مشهد المعركة الانتخابية المقبلة ورست على القاعدة نفسها التي شهدتها الانتخابات السابقة التي حصلت في العام 2009، وحققت فيها القوى السيادية آنذاك الفوز بأغلبية نيابية تجاوزت السبعين نائباً، فهل يُعيد التاريخ نفسه في الانتخابات المقبلة وتحصد القوى السيادة الأغلبية في مجلس النواب بما يمكنها من المحافظة على التوازن الذي ساد بعد الانتخابات الماضية وحال دون امساك حزب الله وقوى الممانعة بالسلطة الشرعية وتنفيذ مشروعه السياسي الذي يختصر باستتباع لبنان إلى إيران، وعزله عن محيطه العربي، في ظل القانون الجديد الذي ستجري بموجبه الانتخابات المقبلة؟
عندما أقر هذا القانون في المجلس النيابي، بعد التسوية الرئاسية التي أدّت إلى فرط عقد تحالف قوى الرابع عشر من آذار لمصلحة تحالف 8 آذار الذي حافظ على وحدته بقيادة حزب الله، ترك ذلك انطباعاً عاماً في الداخل والخارج بحصول تحول في لبنان لمصلحة حزب الله ومشروعه الإقليمي الذي تقوده إيران على حساب المشروع السيادي والعبور إلى الدولة الذي تبناه تحالف 14 آذار قبل انفراط عقده، وتعمق هذا الانطباع بعد الموافقة على القانون الانتخابي النسبي كونه يصب انتخابياً في مصلحة حزب الله وشركائه في قوى الثامن من آذار، إضافة إلى التيار الوطني الحر الذي ما زال ملتزماً بتفاهم مار مخايل الذي أرسى بينه وبين حزب الله تفاهمات سياسية وانتخابية عميقة عبرت عن نفسها في الدور الذي لعبه حزب الله لإيصال رئيس التيار البرتقالي إلى رئاسة الجمهورية بعدما عطل الانتخابات الرئاسية أكثر من سنتين ونصف السنة على الرغم من كل التحذيرات الإقليمية والدولية من تبعات هذا الفراغ وتداعياته على لبنان دولة وشعباً.
هذه العوامل مجتمعة كانت حافزا اليوم لقوى 14 آذار لإعادة النظر في حساباتها التي أوصلتها إلى هذه الحال، وتوصلت إلى قناعة بضرورة العودة إلى ما كانت عليه في انتخابات 2009، وقد شكل خطاب الرئيس سعد الحريري في الذكرى الثالثة عشرة لاستشهاد والده الذي أكّد فيه على رفض التحالف الانتخابي مع حزب الله، المدخل المنتظر لفتح كل الأبواب لإعادة تجميع قوى الرابع عشر من آذار تحت عباءة ثورة الأرز المبنية على مبدأي السيادة والعبور إلى الدولة القويمة والعادلة والتي لا شريك لها. وما يحصل هذه الأيام، من عودة التحالف بين التيار الأزرق والقوات اللبنانية اللذين يشكلان العمود الفقري لثورة الأرز إنما يُشكّل بداية لتوسيع هذا التحالف بحيث يشمل القوى السيادية الأخرى ولتشكل تحالفاً انتخابياً في كل لبنان بصرف النظر عن بعض الاستثناءات التي يُحتمها القانون الجديد الذي ستجري على أساسه الانتخابات المقبلة والتي ستُعيد تشكيل السلطة.