بيروت - لبنان

اخر الأخبار

23 تشرين الأول 2019 06:05ص الشعب اللبناني يستحق أن يعيش بكرامة

حجم الخط
منذ ولادة دولة لبنان الكبير عام 1920

ومنذ ولادة الجمهورية اللبنانية عام 1926

ومنذ استقلال لبنان عن فرنسا عام 1943

شهد لبنان الكثير من الأحداث الدامية والمِحن والفساد والسرقات، الى ان جاء عهد الاصلاح في زمن الرئيس فؤاد شهاب، الذي شهد عهده ولادة مؤسّسات الدولة الحديثة، وتطهير الادارة من الفاسدين، ما انعكس ايجاباً على الشعب اللبناني وعلى الدولة اللبنانية.

وبعد انقضاء هذا العهد عام 1964 عاد الفساد مُجدّداً، وطيلة عهود، وقد تخللت تلك العهود الحرب اللبنانية، التي انتهت باتفاق الطائف عام 1989، ورغم أهمية هذا الاتفاق الذي أسهم بالاستقرار والعدالة في صلاحيات السلطات، غير أنّه لم يستطع القضاء على أنواع الفساد في لبنان سواء في القطاع العام او القطاع الخاص أم بين بعض السياسيين وبعض رجال الادارة.

إنّ تراكم الثروات الطائلة مع بعض اللبنانيين بدون وجه حق، وإنّ تزايد البطالة والفقر والامراض والأُميّة بين اللبنانيين وانعدام العدالة وتزايد الواسطة في الوظائف، ومن ثم تزايد الديون المُتراكمة لتصل الى مائة مليار دولار، فضلا عن الرشاوى والتهريب والبرطيل وعدم قدرة المواطن على تلبية متطلبات المعيشة الكريمة له ولاولاده.

 فمن جهة تكدّس المليارات والملايين مع فئات لبنانية مع المزيد من البذخ والترف والفساد، يقابله فقر مُدقِع وأحوال صعبة للغاية وعدم توافر الحد الادنى من الحياة الكريمة، وفضلا عن هذا وذاك فرض ضرائب جديدة واقتطاع مبالغ محترمة من رواتب الموظفين عاملين ومتقاعدين.

كل ذلك أدّى الى توحيد كلمة اللبنانيين المتضرّرين من هذا الواقع الاليم، مسلمين ومسيحيين، ومن جميع المناطق اللبنانية، على غرار ما حدث من وحدة وطنية ضد سلطات الاحتلال الفرنسي عام 1943. وعلى غرار وحدة اللبنانيين من واقع الفساد زمن الرئيس بشارة الخوري عام 1952. وعلى غرار وحدة اللبنانيين يوم استشهاد الرئيس الشهيد رفيق الحريري عام 2005. لا يمكن ان ينتهي الفساد بكل انواعه الا بوحدة اللبنانيين مسلمين ومسيحيين في اي وقت من الاوقات.

مهم جدا هذه الظاهرة؛ ظاهرة الوحدة ضد الفساد، وفي هذه الظاهرة اذا حقّقت اهدافها مصلحة كبرى للوطن لأن هذا الشعب المُخلص يريد إنقاذ وطنه من السقوط، ولا يُمكن إنقاذ الوطن لمصلحة الجميع، إلا بالقضاء على الفساد بجميع أنواعه، فتحية لأبطال لبنان من الشعب اللبناني البطل، وتحية للجيش اللبناني البطل ضامن الحرية والعدالة والاستقرار، وتحية للقوى الامنية البطلة.