بيروت - لبنان

اخر الأخبار

17 أيلول 2019 12:02ص الصراع الأميركي الإيراني يحتدم فهل تصيب شظاياه لبنان؟

حجم الخط
هل باتت المواجهة العسكرية الأميركية الإيرانية أمراً لا مفر منه، بعد الاعتداء الحوثي على منشأتي النفط في المملكة العربية السعودية؟ وماهي انعكاسات التوتر المتصاعد في الخليج على لبنان، سياسياً واقتصادياً، وهل يترك الصراع الدائر في مياه الخليج تداعياته على الوضع اللبناني وكيف؟

هذه الأسئلة فرضت نفسها بقوة في الأيام الماضية، على وقع الحماوة غير المسبوقة التي تشهدها التطورات في المنطقة، باعتبار أن لبنان شكل ساحة لإمرار الرسائل وتصفية الحسابات بين المتصارعين، فكم بالحري في ظل هذه الظروف البالغة الخطورة التي تعصف بالمنطقة. 

ويقول الوزير السابق اللواء أشرف ريفي أن الإيراني ونتيجة ظروفه الضاغطة، يدفع الأمور نحو مواجهة، لكنه لا يستطيع تحمل مواجهة كبرى. ولذلك قد يسعى إلى مواجهة محدودة، من أجل دفع بقية الأطراف إلى طاولة المفاوضات، مشدداً على أن المطلوب إقامة توازن قوة وتفعيل الموقف العربي، من أجل وضع حد لأوهام القوة الإيرانية.

وقال إن لبنان يعاني أزمة اقتصادية كبيرة، إضافة إلى توترات مؤسساتية لا يمكن الاستهانة بها، وبالتالي فإن  تفاقم التوتر الإقليمي سيترك تداعياته على لبنان، ولفت إلى لبنان يعاني مرضاً مستعص يتمثل بوجود الدويلة التي هي أقوى من الدولة، ولا حل في لبنان إلا من خلال إيجاد حل لهذه الدويلة.

في المقابل تبدو الصورة، أكثر سوداوية لدى النائب السابق فارس سعيد الذي يعتبر أن استهداف أرامكو، هي خطوة تصعيدية إضافية تضع الجميع أمام مسؤولية كبيرة، باعتبار أن إيران تعمل لزعزعة الاستقرار في المنطقة، من أجل استدعاء انتباه العالم والتفاوض معها، ليس على قاعدة أزمة إيرانية، إنما على قاعدة أزمة نفط وأزمة ناقلة نفط، وبالتالي فإن ما يريده النظام العربي، هو تثبيت هوية هذه المنطقة والوقوف في وجه هذه الاعتداءات الإيرانية السافرة.

ويرى سعيد أن هناك ضرورة بالغة لاجتماع الجامعة العربية، إضافة إلى اجتماع فوري لمجلس التعاون الخليجي، إلى جانب استنفار دولي لوضح حد لهذا التمادي الإيراني في المنطقة الذي يريد زعزعة استقرار دولها، مشيراً إلى أن للتصعيد في الخليج انعكاسات كبيرة على لبنان، أقلها إخراج العرب من مستقبل المنطقة، وهذا أمر خطير جداً، وترك هذه المنطقة لقوى إقليمية غير عربية.

ودعا المملكة العربية السعودية إلى الاستمرار في نضالها لإعادة تثبيت نظام المصلحة العربية الذي يرتكز على تأمين مصالح العرب السياسية والدينية والاقتصادية والثقافية لمواجهة أي تعد عليه من الخارج. 

ويشير سعيد إلى أن إيران تتمادى لكنها خائفة، فهي لو كانت مرتاحة على علاقاتها مع الغرب، لما كانت اضطرت لأن تذهب إلى هذا التصعيد العسكري الذي قد يقود المنطقة إلى المجهول، متوقعاً الجنوح نحو التصعيد.