بيروت - لبنان

اخر الأخبار

27 آب 2019 12:17ص الضوء الأخضر

حجم الخط
العملية الإسرائيلية التي استهدفت الضاحية الجنوبية بواسطة طائرات مسيرة، استنفرت جميع المسؤولين اللبنانيين وعلى جميع المستويات بحثاً عن الأهداف التي يريد العدو الاسرائيلي تحقيقها من وراء هذه العملية، وما إذا كان الهدف منها هو رغبة رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو تعويم نفسه عشية الانتخابات الاسرائيلية ولو أدى به الأمر إلى نشوب حرب جديدة في المنطقة على حدّ ما صرّح به الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصرالله في أول ردّ فعل له على هذا الإعتداء الذي أجمع كل اللبنانيين على ادانته واستنكاره، وأدى إلى استنفار جميع المسؤولين لقراءة الأهداف الكامنة وراء هذا الاعتداء، والذي سيتوج باجتماع لمجلس الدفاع الأعلى يعقد مطلع الأسبوع المقبل برئاسة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في بعبدا، وقد سبق دعوة مجلس الدفاع مشاورات مكثفة بين كبار المسؤولين، ترافقت مع سلسلة اتصالات مع دول القرار تولاها رئيس مجلس الوزراء.

والسؤال الكبير الذي يطرحه المسؤولون اللبنانيون على أنفسهم، في معرض البحث عن أهداف العملية الإسرائيلية ضد حزب الله في هذا التوقيت بالذات هو أن هذه العملية هدفها فقط مجرّد تعويم نتنياهو عشية الانتخابات الإسرائيلية أم انها تندرج في سياق خطة إقليمية موسعة وضعت في تل أبيب منذ بضعة أشهر خلال الاجتماع الذي عقد بين الأميركيين والروس والإسرائيليين عنوانها منع تثبيت إيران أرجلها في المنطقة، أكان في سوريا أو في العراق أو في لبنان، وقد آن الأوان اليوم لتنفيذ هذا القرار بعدما تأخر تنفيذه في لبنان بفعل المظلة الدولية الواسعة التي كان ينعم بها هذا البلد، والتي تحرص كل الحرص على استقراره وهدوئه، لأن المسؤولين اللبنانيين لم يتمكنوا من إقناع حزب الله بالعودة إلى كنف الدولة عبر حوار وطني اعترف رئيس الجمهورية قبل بضعة أيام من العدوان الإسرائيلي على حزب الله ان لا لزوم لانعقاده لأن الظروف التي أملت في السابق انعقاده قد تغيرت، ما جعل المجتمع الدولي يفقد كل أمل بالدولة اللبنانية، ويعطي العدو الإسرائيلي الضوء الأخضر لاستفزاز حزب الله الذي يمسك هو بالقرار اللبناني وجره الى مواجهة عسكرية مع العدو الإسرائيلي، تُلبّي الأهداف التي رسمت في الإجتماع الثلاثي الذي عقد قبل بضعة أشهر في تل أبيب.

يبدو استناداً إلى كل هذه القرارات والتحليلات التي ستتصدر جدول أعمال مجلس الدفاع الأعلى الذي سيعقد اليوم في بيت الدين أن دول القرار قررت وضع حدّ لفترة السماح التي أعطتها للمسؤولين اللبنانيين لمعالجة معضلة إعادة حزب الله إلى كنف الدولة عبر حوار وطني يفضي إلى إقرار استراتيجية دفاعية واضحة تتلاءم وتعهدات الحكومة اللبنانية بالنأي بالنفس وتنفيذ كل القرارات الدولية وعلى رأسها الـ1701 والـ1559، فعدلت في قواعد الاشتباك التي ارسيت بعد حرب تموز وتركت لإسرائيل خيار العسكر من جديد ودخل لبنان في هذه الدائرة؟