بيروت - لبنان

اخر الأخبار

31 آذار 2020 12:00ص العولمة والثورة والكورونا!

حجم الخط
سوف يُحدِث هذا الفيروس، الذي لا يُرى بالعين المجردة، تغييراً هائلاً على المستويين الداخلي والعالمي، وسيؤثر تأثيراً كبيراً على العولمة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وعلى التحالفات الدولية،  فالعالم ما بعد الكورونا لن يشبه العالم قبلها.

لقد أثبتت الكورونا مدى هشاشة النظام العالمي والدول الكبرى والعالم المتطور في المجالات السياسية والاقتصادية والعلمية، كما أثبتت أن تلك الدول غير قادرة مجتمعةً على مواجهة حدث بهذا الحجم! وبيّنت أن النظام الأحادي قابل للانهيار، وأن التفرّد الغربي والرأسمالية الليبرالية قابلة للكسر والاختراق..

العالم في زمن الكورونا بات يتجه نحو إعادة التموضع، والانعزالية، وإلى القومية المتطرفة التي قامت بعد وستفاليا سنة 1648، من أجل حماية نفسها بنفسها، وإعادة الدولة المركزية، حيث أصبح الاتحاد الأوروبي أقرب إلى التفكك بعد فشل تلك الدول في مواجهة الفيروس..

أما على المستوى الداخلي، ففي لبنان، وفي زمن الثورة، وبعد تراجع حركتها بشكل تدريجي لعدة أسباب، أصبح من الضروري وضع استراتيجية جديدة لمواجهة الواقع، وخصوصاً بعد تغيّر المشهد السياسي، وعودة التموضعات الحزبية والطائفية..

بعد أن تنتهي أزمة الكورونا، لبنان لن يعود إلى حياته الطبيعية بشكل سريع كما السابق، وإنما بشكل تدريجي، و سيأخذ وقتاً طويلاً،  لكن الثوّار الصادقين سيعودون، بعد أن وضعوا رؤية استراتيجية، تتمثل بوضع أسس هيكل جديد يضم كل كوادرهم النخبوية المثقفة، لمواجهة السلطة الفاسدة المتجذرة في المجتمع، والقابعة في عقول الكثير من الناس!

نحن بانتظار حزب ثوري، ذي عقيدة حركية إصلاحية متجددة، وسطية، لا يمينية و لا يسارية..

عامر جلول