بيروت - لبنان

اخر الأخبار

21 آب 2023 03:07م الغموض يكتنف مهمة لودريان والنقمة المسيحية على الحزب تثير القلق

حجم الخط
يثار الكثير من التساؤلات عن مهمة المبعوث الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان في أيلول المقبل، بعد الاعتراضات النيابية الواسعة على رسالته، الأمر الذي من شأنه ألا يساعد كثيراً على نجاح الحوار الذي سيدعو إليه المكونات السياسية للخروج من المأزق الرئاسي . وهذا ما يدفع  صورة المشهد السياسي الداخلي إلى الكثير من الغموض، توازياً مع ارتفاع منسوب القلق الأمني عند المواطنين، جراء ما حصل من جرائم في الفترة الأخيرة، وما أثارته من مخاوف لدى الناس . وبطبيعة الحال فإن فشل لودريان في مسعاه الجديد، من شأنه إطالة أمد الشغور الرئاسي، وهذا سيضاعف بالتأكيد هذه المخاوف لدى اللبنانيين من خروج الأمور عن السيطرة، في ظل الأجواء المشحونة القائمة، وعلى وقع التحريض الكلامي الذي فاق كل المستويات .

وقد بدا واضحاً اتساع النقمة داخل البيئة المسيحية بشكل كبير، رداً على "حزب الله"، خاصة بعد جريمتي الكحالة وقبلها مقتل الياس الحصروني في بلدة عين ابل الجنوبية، حيث اتهم رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع الحزب بالوقوف صراحة وراء الجريمة، وهو أمر يتوقع أن تكون له تداعيات في الأوساط المسيحية، في ظل حالة الغليان التي تعيشها وعلى نحو غير مسبوق، رفضاً لهذه الممارسات على حساب سيادة الدولة وأمن أبنائها، وتوازياً مع تحركات مسيحية ضمن ما تنوي المعارضة القيام به من خطوات، لتوحيد صفوفها في مواجهة ما تقوله من محاولات للحزب للإمساك أكثر فأكثر بالقرار السياسي والأمني في البلد . 

ويسود الاعتقاد أوساط المعارضة، أن "حزب الله"، ومن أجل الاستمرار في معركة إيصال مرشحه سليمان فرنجية إلى قصر بعبدا، قد يستجيب لبعض ما يطالب به رئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل، وهو أمر غير مستبعد على الإطلاق، سعياً لكسب أصوات نوابه في أي جلسة انتخابية، قد يدعو إليها رئيس مجلس النواب نبيه بري في المستقبل . وتشير الأوساط، إلى أن تلبية الحزب لمطلب رئيس "العوني" وتحديداً في موضوع التعيينات والحصص التي هي الأهم عند هذا الأخير، ربما تدفع به إلى تغيير رأيه والسير بفرنجية، وتالياً التخلي عن دعم المرشح جهاد أزعور، وهو أمر لا يبدو مستغرباً عن باسيل ومن يدور في فلكه .

وبانتظار عودة لودريان إلى بيروت، إذا لم يحدث طارىء يؤجلها، فإن المعارضة ترى أن الصورة قاتمة، بعد كل الذي جرى . وبالتالي ليس هناك ما يؤشر إلى أن المبعوث الرئاسي الفرنسي، قد ينجح في مهمته، بعدما بدا أن فريق الموالاة ليس مستعداً لتقديم تنازلات من أجل إنجاز الاستحقاق الرئاسي في وقت قريب، بدليل استمرار تمسكه بمرشحه فرنجية . وهذا الأمر لا يشجع على التفاؤل، ما سيبقي الوضع في دائرة المراوحة القاتلة، إلا إذا قام النظام الإيراني بضغوطات على حليفه الحزب لتسهيل الموضوع الرئاسي، وفتح حوار مع المعارضة، من أجل انتخاب رئيس جديد للجمهورية، وهذا قد يبدو مستبعداً، بالرغم من إعادة الروح لاتفاق بكين بعد زيارة وزير الخارجية الإيرانية حسين أمير عبداللهيان إلى المملكة العربية السعودية .

وعلى الرغم من أن لا توجه لدى رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي للاعتكاف، فقد كان تحذيره خطوة لا بد منها برأي أوساط وزارية، "بعدما بلغ الوضع حداً لا يمكن السكوت عنه"، مشيرة إلى أنه "لا بد  من هز العصا للقوى السياسية بوجوب تسهيل الطريق أمام عمل الحكومة لإخراج البلد من أزماته، بعد اشتداد حملات "التيار الوطني الحر" وحلفائه على عمل الحكومة، وتعمد عدد من الكتل النيابية، في الموالاة والمعارضة على تطيير جلسات مجلس النواب التشريعية" . وكشفت أن "لدى الرئيس ميقاتي مخاوف على مستقبل الأوضاع في لبنان، إذا بقيت الأمور دون معالجة، وهذا ما يفرض على الجميع التعاون من أجل إمرار هذه المرحلة بأقل الخسائر الممكنة"، مؤكدة، أن "هناك من لا يدرك مدى المخاطر التي تتهدد لبنان، ولازال يعتمد أسلوب التعنت ورفض تقديم التنازلات، لإخراج البلد من هذا المأزق الذي ينذر بهدم الهيكل على رؤوس الجميع" . وحذرت من " الاستمرار في سياسة تصفية الحسابات ووضع الحكومة أمام سياسة الأمر الواقع والابتزاز السياسي والمالي"