بيروت - لبنان

اخر الأخبار

12 تشرين الأول 2019 12:12ص الفرصة الأخيرة

حجم الخط
إرتفعت في الفترة الأخيرة، أصوات من داخل السلطة الحاكمة، تدعو إلى ذهاب الحكومة القائمة والمجيء بحكومة إختصاصيين من أصحاب الكفاءة، ويعزو الداعون إلى ذهابها، الأمر، إلى فشلها الذريع في إدارة الحكم، ومعالجة الخلل فيه، على كل المستويات ويذهب بعضهم إلى حدّ الجزم بحصول الكارثة في حال بقيت الحكومة الحالية، تدير شؤون البلاد والعباد.

هذه الأصوات، تذكر بمواقف سابقة أطلقها رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل، قبل أن يتم تأليف الحكومة، عندما حذر فيها المسؤولين كافة من خطورة الحالة الاقتصادية والمالية والاجتماعية فيش البلاد، والتي تُهدّد بالانهيار الكبير إذا لم يحسن المسؤولون التصدّي لها بالسرعة المطلوبة، ونصحهم بأن يأتوا بحكومة اختصاصيين من أصحاب الكفاءات تتولى معالجة الأزمة التي تتخبط فيها البلاد بالطرق المناسبة بعيداً عن تدخلات السياسيين ودوائر النفوذ التي تسيطر على كل مقدرات البلد، وتقع عليها وعلى تصرفاتها مسؤولية ما آلت إليه الأوضاع من اهتراء وضع البلد كلّه على حافة الهاوية التي لا قرار لها.

في حينه، لم يتوقف أحد من أرباب السلطة الحاكمة، عند تحذيرات رئيس حزب الكتائب، بل ذهب بعضهم إلى حدّ انتقاد هذه التحذيرات، وإطلاق الوعود للبنانيين بأن الحكومة التي تمثل الطبقة السياسية قادرة وحدها على التصدّي لكل المشاكل الداخلية، وإيجاد الحلول الملائمة التي تمنع الانهيار الذي يغالي البعض بالتخويف من حصوله، وها قد مضى أكثر من ثمانية أشهر على قيام الحكومة ولم يتحقق أي شيء من الوعود التي قطعتها الطبقة الحاكمة، بل ازداد الوضع سوءاً على كل المستويات الاقتصادية والمالية والاجتماعية، بدلاً من أن تضع حكومة الانقاذ حداً له، أو على الأقل ملامح الحل المرتجى. فالعجز في ميزان المدفوعات بلغ المليارات، والدين العام يكاد يصل إلى حافة المائة مليار دولار، والعائدات انخفضت إلى أدنى مستوى، وعجز الموازنة العامة يسابق الانهيار. فيما حكومة الانقاذ تتلهى بمناكفات أعضائها وخلافاتهم على تقاسم الحصص، في التعيينات، وفي الصفقات المشبوهة وفي نهب المال العام والإمعان في تفقير هذا الشعب المسكين، وفي دفع الشباب إلى الهجرة بحثاً عن العيش الكريم.

أما عن الفساد وعن الوعود التي قطعها أرباب السلطة بمحاربته حتى إجتثاثه من الجذور فحدث ولا حرج، عن الرشاوى، والسمسرات، والبيع والشراء، والنهب والاستباحات، بكل أشكالها وألوانها حتى أصبح لبنان على كل شفة ولسان، يحتل المرتبة الأولى بين الدول الفاسدة.

كل هذه الموبقات التي ترعاها حكومة السياسيين التي جاءت باسم الانقاذ، جعلت ضمير البعض من هذه الطبقة يستفيق بعد ثمانية أشهر ونيف ويطالب بالتخلص منها والمجيء بحكومة من خارج هذه الطبقة تضم ذوي الاختصاص والكفاءة والخبرات العالية المنزهين عن المصالح والغايات الشخصية والسياسية قبل أن تقع الكارثة ويسقط الهيكل على رؤوس الجميع ولا يعود ينفع الندم.. انها الفرصة الأخيرة فهل يلتقطونها؟!