بيروت - لبنان

اخر الأخبار

31 آذار 2023 07:39م الفرنسيون أكثر اقتناعاً بتبني الرئيس "الوسطي" بعد تقارير مقلقة عما يتهدد لبنان

حجم الخط
في حين يتواصل الحراك الخارجي بشأن الاستحقاق الرئاسي، حيث كان البارز على هذا الصعيد، تلبية رئيس "تيار المردة" سليمان فرنجية دعوة فرنسية، للقاء مستشار الرئيس إيمانويل ماكرون، المسؤول عن الملف اللبناني، باتريك دوريل. إذ سيكون موضوع الانتخابات الرئاسية بنداً أوحد على طاولة المحادثات بين الرجلين، في ظل المشاورات التي تقوم بها باريس لتسهيل الطريق أمام إجراء الانتخابات الرئاسية في وقت قريب، تفادياً للأسوأ الذي يهدد لبنان بعواقب وخيمة . واستناداً إلى المعلومات التي توافرت ل"موقع اللواء"، فإن زيارة فرنجية "الباريسية"، تأتي في سياق الجهود الرامية إلى إزالة العقبات من أمام إنجاز الاستحقاق الرئاسي في الأشهر القليلة المقبلة . وإن كانت حظوظ فرنجية قد تراجعت بعد الفيتو السعودي عليه، وهو ما ظهر من خلال النتائج التي أفضى إليها الاجتماع السعودي الفرنسي الأخير .

وتشير المعلومات أن الفرنسيين قد يبلغون رئيس "المردة" بأن الأمور أصبحت أكثر تعقيداً، وأن حظوظه الرئاسية تراجعت أكثر من أي وقت مضى، بعد الموقف السعودي الرافض لتغطية ترشيحه، باعتبار أنه مدعوم من "حزب الله" الذي لا يمكن للرياض أن توافق على دعم أي مرشح يتبناه . وقد وجد الفرنسيون صعوبة في إقناع السعوديين بخيار فرنجية الذي يتباهى بعلاقاته مع الحزب، بالرغم من تأكيده التمسك باتفاق الطائف وانفتاحه على العالم العربي . لكن كل ذلك لن يغفر له، وفقاً لهذه المعلومات، كونه مدعوم بشكل أساسي من جانب "حزب الله" وحلفائه الذين لم يوفروا مناسبة، إلا وصوبوا سهامهم ضد السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي . وهذا سبب كاف لعدم تبني الرياض والعواصم الخليجية فرنجية .

وفي حين يتوقع استناداً إلى هذه المعلومات، أن تقوم شخصيات سياسية أخرى، بعد فرنجية ورئيس "الحزب التقدمي الاشتراكي" وليد جنبلاط، بزيارات إلى العاصمة الفرنسية، للقاء المسؤولين عن الملف اللبناني، والبحث في الانتخابات الرئاسية، إلا أن التركيز الفرنسي، بعد التشدد السعودي حيال مرشحي الحزب، بات منصباً باتجاه البحث عن خيار وسطي، يشكل نقطة تلاق بين الجميع. وبالتأكيد لا يلقى معارضة سعودية. وثمة أسماء عديدة بدأ يجري التداول بها، باعتبار أن الجانب الفرنسي لن يقبل باستمرار الشغور الرئاسي أشهراً إضافية، بعدما بات الوضع في لبنان قابلاً للانفجار أكثر من أي وقت مضى، بعدما تبلغت باريس تقارير دولية تفيد بأن لبنان لم يعد قادراً على الصمود، وبات عرضة للانهيار الواسع على مختلف الأصعدة في وقت لم يعد بعيداً .

ومن هنا، يعمل الفرنسيون على إقناع السعوديين والدول الخليجية، بتنبني دعم اسم وسطي، محل توافق معظم الأطراف، وإن كان قائد الجيش العماد جوزف عون لا يزال يشكل نقطة استقطاب، رغم تراجع أسهمه بعد موقف رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي استبعد انتخابه، في حين أن النائب السابق جنبلاط، يرى بالوزير السابق جهاد أزعور، شخصية مناسبة للمرحلة المقبلة، بما يتمتع به من خبرة اقتصادية ومالية، يمكن توظيفها في حال انتخابه، لمساعدة لبنان للخروج من أزماته . عدا عن أن العماد عون أو أزعور، ربما يحظيان بغطاء خليجي وفرنسي، قد يسهل انتخاب الرئيس العتيد في وقت قريب، خاصة بعد توقيع الاتفاق السعودي الإيراني، وما سيتركه من انعكاسات إيجابية على مستوى دول الإقليم .

والسؤال الذي يطرح، هل أن التفاهم السعودي الإيراني، سيسهل انتخاب الرئيس اللبناني؟ تجيب مصادر سياسية، بالقول، إن "حزب الله الذي رفع من وتيرة اعتراضه على أي دور للخارج في تسمية الرئيس الجديد، لن يتخلى بسهولة عن المرشح الذي يدعمه للرئاسة، سواء كان فرنجية أو غيره. وبالتالي فإنه لن يتوضح مسار الاستحقاق الرئاسي، قبل معرفة مآلات ما ستذهب إليه الأمور على صعيد الملف اليمني، وماذا يمكن لإيران أن تقوم به مع حليفها "حزب الله"، لتسهيل الانتخابات الرئاسية، بما يمكن أن يساعد على انتخاب رئيس، يشكل محور تفاهم داخلي وخارجي، لن تكون السعودية وإيران بعيدتين عنه حكماً .