بيروت - لبنان

اخر الأخبار

6 تموز 2018 06:01ص القوات لـ "اللواء": لماذا يُظهر باسيل موقع رئيس الجمهورية بأنه ضعيف؟

الهدنة الإعلامية تسقط بالضربة القاضية من رئيس «التيار» و«القوات» ترد بعدم السكوت عن حملاته

حجم الخط
كل المعطيات السائدة سياسياً تشير الى ان لا ولادة حكومية قريبة، لا سيما ان الاوضاع تسير نحو السلبية، ويبدو ان الرئيس المكلف سعد الحريري سيواجه مجددا مرحلة صعبة، من خلال تمسك كل فريق سياسي بمواقفه ومطالبه الحكومية مع عودة الامور الى المربع الاول في عملية التأليف، بعد ان كانت المشاورات والاتصالات والمبادرات التي قادها تؤشر الى الايجابيات في هذا الملف.
فالمواقف الحادة التي يطلقها رئيس «التيار الوطني الحر»  الوزير جبران باسيل في كل الاتجاهات، والتي تطال معظم الافرقاء السياسيين الاساسيين لا تساهم بتسهيل ولادة الحكومة، خصوصا انه يسعى لاختزال ادوار الرؤساء والقادة السياسيين في موضوع التأليف . 
مصادر حزب «القوات اللبنانية» ابدت استياءها الشديد لـ«اللواء» مما اعلنه الوزير باسيل في حديثه المتلفز مساء الاربعاء الماضي، لا سيما انه اصاب بسهامه بشكل مباشر كل مبادرات التهدئة والحوار، وقالت، كنا تأملنا وتوسمنا خيرا من الاجتماع الذي جمع بداية الاسبوع رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس الحزب الدكتور سمير جعجع انطلاقا من مبادرة الرئيس الحريري الذي طلب من الاخير التواصل مع رئيس الجمهورية، كذلك طلب من رئيس الجمهورية التواصل مع كل من جعجع ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، واعتقدنا بذلك اننا دخلنا في مسار التأليف وبالامكان كسر عقدة المراوحة القائمة، وفعلا كان اللقاء بين عون وجعجع لقاءً جيدا، حيث طلب رئيس الجمهورية الدخول في التهدئة السياسية ، من خلال حوار سياسي عميق من اجل تجاوز العقدة الحكومية، وتمنى على الدكتور جعجع الذهاب في هذا الاتجاه، وبالفعل اتصل فور خروجه من قصر بعبدا بالوزير باسيل، واوفد اليه الوزير ملحم رياشي وتم الاتفاق على هدنة سياسية، ولكن للاسف تفاجأنا ليل الاربعاء بحملة غير مسبوقة من قبل الوزير باسيل خرق فيها اولا التهدئة المتفق عليها، ثانيا اصابة رئيس الجمهورية بشكل مباشر، لان الرئيس هو من بادر وطلب التهدئة وهو من اجتمع مع جعجع. وعلى الرغم من ذلك لم يأخذ باسيل في الاعتبار كل دور لرئيس الجمهورية، وبالتالي بدل من ان يكون التصعيد من معراب جاء من قبل الوزير باسيل الذي شنى حملة سياسية على «القوات اللبنانية» ،وعلى وزرائها، فيها الكثير من المغالطات التضليلية للرأي العام اللبناني، وتزامنت هذه الحملة بحملة مماثلة على جنبلاط، الذي ايضا كان التقى رئيس الجمهورية.
وتساءلت المصادر عن سبب اظهار الوزير باسيل موقع رئيس الجمهورية بأنه ضعيف، ولماذا يريد استهداف دور رئيس الجمهورية ولم يلتزم بالهدنة التي اعلنها الرئيس عون وبأن الرئيس لا يمون سياسيا على احد، بينما اظهر باسيل نفسه انه صاحب القرار وانه من يقرر الهدنة والحملة. واعتبرت المصادر ان كل ما قام به الوزير باسيل هو اعادة الامور الى نقطة صفر،ولفتت الى ان القوات لا يمكنها بعد كل المغالطات التي طالتها من خلال الحملة التضليلية التي شنها الوزير باسيل السكوت بعد الان.
واشارت المصادر الى ان لدى الوزير باسيل مخططاً لا احد يعرفه، ولكن يبدو ان لديه اجندة خاصة رئاسية بامتياز، وهذه الاجندة تتعارض مع اجندة العهد اولا ووطنيا ثانيا، وتتعارض مع الاستقرار السياسي والاقتصادي والامني ثالثا، كذلك مع التحديات المطلوبة من الحكومة العتيدة والتي يجب تشكيلها في اسرع وقت ممكن، واشارت الى ان باسيل غير آبه بتشكيل الحكومة فهو يريد اما ان تتشكل وفقا لشروطه واهوائه البعيدة عن المنطق والحق، او لا يريد ان تتألف الحكومة، لذلك لا يمكن ان تسير الامور في هذا الشكل.
ورأت المصادر القواتية ان الرئيس الكلف بذل كل جهده من اجل ادخال الامور في مسار التهدئة السياسية، وهو الذي عمل على هذا الاتجاه، كذلك رئيس الجمهورية، مشيرة الى ان كل ما فعله الوزير باسيل هو ضد الرئيس المكلف ورئيس الجمهورية، قبل ان يكون ضد الدكتور جعجع وجنبلاط.
واعتبرت المصادر ان كل ما قاله باسيل بالنسبة للقوات هو مواقف مكررة لا قيمة لها لديها، خصوصا ان الرأي العام يعرف تماما حقيقة صفقة بواخر الكهرباء، وانه لا يمكن الدفاع عنها وهو يريد ان تؤيدها «القوات اللبنانية» وهي لا يمكن ان تؤيد صفقة من هذا النوع.
واشارت الى ان الجديد في الامر هو ان الوزير باسيل يواجه رئيس الجمهورية، من خلال مواقفه المضادة للتهدئة التي يسعى اليها رئيس الجمهورية، وهو التطور الذي استجد في المشهد السياسي في الساعات الماضية.
واكدت المصادر ان رئيس الجمهورية والرئيس المكلف اتخذ كل منهما مبادرة من اجل وضع مسار التأليف على السكة، ولكن جاء الوزير باسيل ليقطع الطريق عليهما، واضعا نفسه في موقع مرشد الجمهورية الذي يريد ان يشكل عن رئيس الجمهورية وعن الرئيس المكلف، وانه هو من يقرر اوزان واحجام القوى السياسية وغير عابئ اطلاقا بموقع رئيس الجمهورية والرئيس المكلف.
وشددت على ضرورة اتخاذ الخطوات اللازمة من قبل رئيس الجمهورية والرئيس المكلف لوضع الوزير باسيل عند حده، لان ما يقوم به لا يؤسس لا للاستقرار ولا يفتح الباب امام حوار، خصوصا انه لا يمكن التحاور مع شخص يقود حملات تضليلية بهذا الشكل وبالتالي ما قام به يجب وضع حد له في طبيعة الحال.
وكررت المصادر بأن المتضرر الاكبر من الذي يحصل هو رئيس الجمهورية ،لانه ظهر بانه لا يستطيع ان يمون على التهدئة والاستقرار ومواقف باسيل تضرب العهد.
ودعت المصادر رئيس الجمهورية لاتخاذ موقف حاسم وان يضع والرئيس المكلف ايديهما على ملف التأليف، لان وضع الامور بيد الوزير باسيل توصل البلاد الى عدم الاستقرار والى المزيد من المواجهات والحملات السياسية.
ومن ناحيته كشف مصدر في «الحزب التقدمي الاشتراكي» لـ«اللواء» بأن الامور لا زالت على حالها في الملف الحكومي، وان لا تطورات جديدة طرأت على الموضوع مؤكدة على موقف الحزب الواضح في الموضوع الحكومي و ان لا تراجع عن المطالبة بتوزير ثلاثة وزراء من قبل الحزب مهما كانت الظروف.
ووضعت المصادر اللقاءات التي يعقدها رئيس الجمهورية ضمن الاطار العادي واشارت الى ان الاجتماع بين جنبلاط والرئيس عون اقتصر على «الدردشة» ولم يدخل في تفاصيل الامور لا سيما منها المسألة الحكومية.
واشارت المصادر الى ان الجميع بانتظار عودة رئيس مجلس النواب نبيه بري من الخارج كذلك الرئيس المكلف لتعود عجلة التأليف، مشيرة الى ان العرقلة التي يقوم بها الوزير باسيل والسياسة التي يتبعها تجعل العهد يخسر من رصيده.