بيروت - لبنان

اخر الأخبار

9 تموز 2020 07:15ص «الكتلة الوطنية» تُعلن حكومتها: ليَخرج رئيس الجمهورية بطلاً

حجم الخط
يعتلي الأمين العام لـ«الكتلة الوطنية» بيار عيسى المنبر في المقر الجديد للحزب في منطقة الجميزة، واثقاً ومصمماً، ليتلوَ على الحاضرين والإعلاميين أسماء الحكومة السيادية والمستقلة التي يجب أن تقود البلاد.

هي المرة الأولى التي يعلن فيها أحد أركان الانتفاضة الشعبية شيئا من هذا النوع، من شخصيات بعضها معروف ويعمل في الشأن العام، وبعضها الآخر يتلمس خطواته في الشأن العام الشائك، لكن جميع تلك الشخصيات يتفق على الانعتاق من الطائفية والمذهبية ولا صبغة حزبية دامغة عليه.

يشرع الأمين العام طويلاً في شرح برنامج الحزب العريق، لكن الفتيّ، مع تشكيلته الجديدة من قياديين وكوادر وعناصر شبابية تذرع المكان حركة وحداثة.

تبنت «الكتلة» بحماسة شعارات 17 تشرين منذ انطلاقها حتى أن بعض مبادئها كان الحزب قد نادى به منذ سنوات طويلة. وكان عيسى من المنظّرين للانتفاضة في ساحاتها، ووسط دهشة كثير من الحاضرين، تلا أسماء الحكومة المصغّرة من 14 عضواً، على أساس معايير استقلاليّة وخبرة وكفاءة ونزاهة: رئيس الحكومة عامر بساط، والوزراء مروان شربل، غسان عويدات، عليا مبيّض، سليم إده، نجاة عون صليبا، توفيق دلال، كريستين بابيكيان، هبة عثمان، فاطمة قاسم، لمياء بساط، سامية عطالله، نزار صاغيّة ونادين هارون.

كرّر عيسى بأن «الكتلة» لم تتصل بأي من الأسماء المستقلّة المقترحة: «اليوم على كل من الرؤساء ميشال عون ونبيه بري وحسان دياب وكل المنظومة أن ينصتوا إلينا «لأنّو ما عم تشتّي الدني يا جماعة.. وليس صحيحاً أن هذا الأمر سيؤدي إلى الفراغ؛ فإذا كان ثمة قناعة وحسّ وطني والقليل من الضمير، فلا يمكن أن يكون هناك فراغاً».

هو كرر أن الحكومة الحالية غير قادرة على تنفيذ الإصلاحات، لأنّها حكومة غير مستقلة ولأن الأحزاب التي تدعمها لا تريد الاصلاحات. وأوضح أن الحكومة المنشودة «لا تستثني فقط حزب الله كما تريد الولايات المتحدة، إنّما هي حكومة مستقلة عن كل الأحزاب حتى تكون قراراتها مستقلة. حكومة سياديّة إنقاذية إنتقالية بصلاحيات موسّعة محدودة بالزمن. حكومة تستعيد ثقة اللبنانيّين والمجتمع الدولي، ونردد ما قلناه بأن الحلّ الوحيد يبقى الثقة ثم الثقة ثم الثقة».

لجبهة معارضة قريبة

كما أراد «الكتلويون» من جديد مواجهة القائلين باختلافات الانتفاضة وانقساماتها، فأعلن عيسى من جديد ضرورة توحيد قواها ودعا الى تشكيل جبهة معارضة تحاكي مطالب «الثورة» «فيكون عندها طرح في وجه طرح منظومة السلطة لأنّ هذا الشرخ الذي أوهموننا به أي «8 و14 آذار»، وسنّي وشيعي ومسلم ومسيحي، ليس صحيحاً فقد تأكد لنا في محطات كثيرة أنّهم جميعاً مع بعضهم بعضاً يشكّلون فريقاً واحداً».

 وأضاف: يجب أن تتشكّل جبهة معارضة في وجه هذه المنظومة الواحدة يكون لديها طرحاً خاصاً بها، وأن نترك للثورة الخيار بين طرح المعارضة وطرح منظومة السلطة.

وكان عيسى شدد سابقاً على تقديم الطرح السياسي الموحِد للمجموعات («اللواء» 9 حزيران 2020)، وتمنى أول من أمس «أن نعلن قريبًا عن جبهة معارضة لديها طرحاً بديلاً».

ومن ناحية ثالثة، وجّهت «الكتلة» انتقادا الى رئيس الجمهورية «بطل المهل الطويلة بتشكيل الحكومات وبالمواعيد الدستورية»، ودعاه عيسى الى الخروج بطلا في نهاية عهده «ولكن بطل أقصر مهلة لتعيين رئيس من أجل تشكيل حكومة وإصدار بيان وزاري لأخذ الثقة، وهذه الثقة ليست في حاجة إلى برنامج طويل، لأنّ الأولويات اليوم واضحة».

وحدّد الأولويات بثلاث:

أولاً، شبكة الأمان الاجتماعي بعدما أصبح نصف الشعب اللبناني في عداد الفقراء.

ثانياً، إطلاق العجلة الاقتصادية بعدما قاربت نسبة البطالة الـ50 في المئة.

ثالثاً، استقلالية القضاء لأنّ من دونها لا مكافحة للفساد ولا استرداد للأموال المنهوبة ولا انتخابات نزيهة.

وذكّر في إشارة ذات دلالة اليوم، بمواقف «الكتلة» منذ العام 1944 ضد مشروع إنشاء «دولة إسرائيل» و«ظلّت داعمة للقضيّة الفلسطينية. لكن العام 1969 كان اتفاق القاهرة، وكانت «الكتلة» الوحيدة التي لم توقّع عليه لأنه يتنافى مع سيادة لبنان بمفهومها الصحيح». وأشار الى أن «ريمون إده هو أوّل رجل سياسي طالب بوجود القوّة الدولية على حدودنا مع فلسطين المحتلّة. وكذلك رفض رئاسة الجمهورية لأنّه يرفض الوصاية السوريّة». 

وأضاف: يدّعون بأنّ هناك ما يُعرف بـ«صفقة القرن» ويخوّنوننا، في حين أن الحل الوحيد لمقاومة «صفقة القرن» هي حكومة لبنانية مستقلّة كليًا ويكون الشعب كلّه موحّد معها». 

وشدّد على أنّه «إذا أراد الواحد منّا حكومة من دون «حزب الله» وبقية الأحزاب لا يعني أنّه مع صفقة القرن، فهذا الكلام غير صحيح».

 وأضاف:الأميركيون مع «صفقة القرن»، إنّما الغالبية الساحقة للبنانيّين ضد صفقة القرن، ولكنّنا بالتجاذبات الموجودة اليوم نحن نُضعِف موقف لبنان، فإذا أردنا تحصينه نريد حكومة لبنانية سيادية مستقلة. 

وتابع: كلّهم يتحدّثون بالسيادة، وكلّهم يقولون إنّ لديهم شهداء سقطوا في سبيل السيادة اللبنانية، في حين أنّهم يمرّغون السيادة بالأرض من جرّاء تبعيّتهم للخارج ومن جرّاء عرّابيهم الخارجيّين سواء إقليمياً أو دولياً.