بيروت - لبنان

اخر الأخبار

5 تشرين الأول 2018 12:00ص اللبنانيون لا يعيشون عصرهم

حجم الخط
لبنان، عطاء من الله سبحانه وتعالى، فهو بلد معتدل في مناخه، معتدل بطبائع أهله، معتدل بطيب إنسانه. يكاد يكون نموذجاً بين الدول تستنير منه هذه، وتسعى أن  يكون إنسانها كإنسانه، ولكن ذلك صعب الى درجة الاستحالة. 
حباه الله بكل ما يتمناه الانسان. موقع مميز في وسط العالم، صلة وصل بين الشرق والغرب والشمال والجنوب. لا ينقصه شيء من جمال الطبيعة. ففيه السهول والجبال، تعلو قممه الثلوج، وفيه الأنهر تمر فيه أو تنبع، تجري في مجراها بين السهول والجبال تمد أهله بالمياه، أي بالحياة. إنّه مصدر وحي للشعراء وإلهام للادباء، لم يرتووا من خيراته، يغنونه بعشق. إنسانه الفرد طاقة ومجموعه فوضى يعيش الاختلاف. أرضه مصدر إبداع. فمن هو خليل خليل جبران أو ميخائيل نعيمة سوى الإبداع بعينه ينبع من لبنان ويقدم على سائر الدول العربية، فقد عرف لبنان الديمقراطية منذ النصف الثاني من القرن التاسع عشر وشهد العالم الانتخابات الشعبية التي جرت في بلدة دير القمر من قضاء الشوف. سمي ارزه بأرز الرب، جل جلاله. إنّه مثال العيش المشترك حيث يعيش أبناؤه المنتمون الى ثماني عشرة طائفة ومذهباً بسلام ووئام في ما بينهم. حكّامه مصابون مع الاسف بمرض الأنا المنتشر بين ابنائه ولاسيما بين مَنْ يحكمونهم، انه فعلاً مرض خبيث، قليلون من الناس هم من عندهم مناعة تحول دون الامساك بهم.
ودائما الى الله نعود، نرجو منه ان يعمل على إبعاده عنا، وأنْ نتحلّى دائماً بالغيرية، أساس لغة الحوار المنفتح على الغير بقلب صافٍ تغلب عليه لغة المحبة والمودة والاحترام. 
ولو شاء ربنا ان يجعله كذلك لفعله، ولكن هناك سراً في هذا الشأن، لا يعلمه الا الله عز وجل. 
من هنا الدعوة الى اللبنانيين ان يعيشوا عصرهم، مسلّحين بقيم الديانات السماوية ومبادئها، فيتمتّعون بما انعم الله عليهم من قدرات لاستجلاب الخير والنعم لهم جميعاً والله على كل شيء قدير.

* نائب ووزير سابق.