بيروت - لبنان

اخر الأخبار

22 كانون الثاني 2019 06:02ص اللجنة المنظّمة لـ «اللواء»: القمة نجحت شكلاً ومضموناً ولو غاب عنها القادة

«للمرة الأولى تتبنّى قمّة عربية ملفّ النازحين من زاوية مساعدتهم حتى بعد العودة»

حجم الخط
قيل الكثير عن قمّة بيروت الاقتصادية سواء في المرحلة الأخيرة من تحضيراتها، أو قبيل أيام من انعقادها، وحتى عند انطلاقتها وصولاً إلى موعد اجتماعها. تكررت التوصيفات حولها واختلفت القراءات بشأن شكلها ومقاطعة القادة والملوك العرب لها. وعلى الرغم من كل ذلك ذيّلت قراراتها بعبارة «نحن قادة الدول العربية المجتمعين»، وهذا يعني انه التزام دول وليس افراداً يمثلون أنفسهم في ما تمّ التوافق عليه في هذه القمة.
هكذا توضح مصادر اللجنة المنظمة للقمة لـ«اللواء» مؤكدة ان كل الخلافات العربية السياسية وضعت جانباً وكانت القرارات ملزمة للجميع.
صحيح ان هذه المصادر تقر بظروف رافقت موضوع القمة وأدت إلى ما أدت إليه لجهة غياب هؤلاء القادة، لكنها تُشير إلى ان القمم الاقتصادية في العادة لا تستقطب حضوراً كثيفاً لأنها تتخذ الطابع الاقتصادي المعروف.
وتفيد المصادر نفسها ان تولي رئيس الجمهورية العماد ميشال عون رئاسة القمة لمدة 4 سنوات يتيح امامه متابعة تنفيذ قراراتها بشكل دوري، والمقربون منه الذين يعرفون جيداً كيف يعمل، ينقلون اطمئناناً لحسن سير تطبيق ما أقُر سريعاً.
وتلاحظ المصادر ان التوصيفات التي أطلقت عن القمة والقول بالتالي انها «هزيلة» أو «قمة بمن حضر» لا تتعلق الا بمطلقها، لا سيما ان هناك ارتياحاً سجلته هذه المصادر لنتائجها بعدما نجحت شكلاً ومضموناً. فمن حيث الشكل قامت القمة رغم كل الظروف والدعوات التي صدرت ووصلت إلى حدّ المطالبة بتأجيلها، مشيرة إلى ان إصرار الرئيس عون على عقدها ترجم من خلال المضي بالاجراءات والتحضيرات المتصلة بها حتى النهاية.
وتضيف: «نجحت القمة من حيث التنظيم بشهادة الخصوم قبل الأصدقاء، وكانت الإشادة بإجراءاتها الأمنية واللوجستية والإعلامية، ونفذت التحضيرات ولم تحصل أي هفوة، جميع الدول حضرت القمة باستثناء ليبيا للأسباب المعروفة وسوريا بفعل وضعها في جامعة الدول العربية».
مضمون القمة
اما من حيث المضمون، فإن المصادر تتحدث عن قرار جماعي للقمة يتصل بكل الدول العربية وشعوبها ولبنان سواء في الموضوع الزراعي أو الغذائي أو الصحي، لافتة إلى ان لبنان يستفيد مما أقرّ من خلال التنسيق العربي المتكامل خصوصاً في الشق السياسي (قضية القدس والاحتلال ولبنان رائد في الدفاع عن الأولى ومواجهة الثانية).
كذلك يُبدي لبنان، وفق المصادر، اهتماماً بالتفاصيل المتعلقة بالتعاون الجمركي والسوق العربية المشتركة والكهرباء.
وبالنسبة إلى الشق اللبناني من القمة، فإن المصادر تتوقف عند الموقف الذي تتبناه قمّة عربية للمرة الأولى بشأن ملف النازحين، مع العلم انه لم يرد قبلاً، وهذا إنجاز يسجل إذ نجح لبنان بتبني الموقف من هذا الملف في بيان خاص ومن ثم اورده ضمن القرارات الرسمية التي بلغ عددها 30 قراراً.
وتقول انه للمرة الأولى تتم الإشارة إلى عبارة لم تذكر في أي من القرارات السابقة، وهي: «مناشدة الدول المانحة الاضطلاع بدورها في تحمل أعباء النزوح والتحديات الإنمائية والعمل على تقديم التمويل المنشود للدول المضيفة لتلبية حاجات النازحين واللاجئين ودعم البنى التحتية». وهذه الفقرة تمّ لحظها في البيان الختامي بعد إصرار لبنان عليها وعلى فقرة «تقديم المساعدات للنازحين واللاجئين في اوطانهم تحضيراً لهم للعودة».
وتُشير المصادر ذاتها إلى انه أريد من هذه الفقرة حض اللاجئ على العودة إلى أرضه وممتلكاته والعيش بين أهله مع تمكنه من الحصول على المساعدة، دون ان يكون هناك أي ذريعة بالبقاء دون العودة مع الاستمرار بالحصول على هذه المساعدة من الدول والمنظمات المعنية.
وتؤكد المصادر ان لبنان نجح في تمريرها، وأضحت قضية النازحين والصيغة التي اجمع عليها المشاركون في القمة في هذا المجال من أدبيات القمم العربية مع توقع بتطويرها على ان تتكرر في كل محفل وقمة وتصبح جاهزة كموضوع من المواضيع الثابتة.
وتفيد انه لا يُمكن بعد اليوم ألا تتعاطى الجهات المعنية مع هذه القضية إلا كما يجب، ولن تستطيع ان تتجاهلها بعدما أصبحت «قرار قمّة»، ولا سيما موضوع الدعوة إلى اجتماع يضم الجهات الدولية المانحة والمنظمات المتخصصة والصناديق العربية بمشاركة الدول العربية التي تستضيف النازحين للاتفاق على آلية واضحة.
وتُشير المصادر إلى أهمية مبادرة رئيس الجمهورية في ما خص المصرف العربي الذي سيقترح لبنان ان يكون مركزه في بيروت، مؤكدة انه سيؤمن العمل بشكل متواصل وليس لفترة، كاشفة انه سيكون هناك فريق عمل من الوزارات المعينة ورئاسة الجمهورية للتحضير لهذا الموضوع بالتنسيق مع الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، لافتة إلى إنجاز بند الاقتصاد الرقمي الذي كان لبنان وراء ادراجه بعد دراسات وتقارير قدمت.
إذاً، انتهت القمة وأسدلت الستارة وانصرف المعنيون إلى التقييم ودراسة الخطوات المستقبلية، وبدا ان قمّة في بيروت تولى إنجاز مهامها المدير العام لرئاسة الجمهورية الدكتور انطوان شقير، ومدير المراسم في القصر الجمهوري الدكتور نبيل شديد، ومدير مكتب الإعلام في القصر الناطق الرسمي باسم القمة رفيق شلالا، وقائد لواء الحرس الجمهوري العميد سليم فغالي، تستأهل التوقف عندها ايجابياً بعد مرحلة شدّ أعصاب وأخبار وتكهنات وروايات حولها.