بيروت - لبنان

اخر الأخبار

16 تشرين الثاني 2017 07:04ص «المستقبل» لـ «اللواء»: مواقف عون وباسيل تزيد الأزمة تأزماً ولا تصب في مصلحة عودة الحريري ولا قضية الإستقالة

حجم الخط
لا يزال موضوع استقالة الرئيس سعد الحريري يشكل الحدث الابرز محليا واقليميا ودوليا، ورغم «تغريدات» الرئيس المستقيل التي تؤكد انه بخير وبأنه سيعود قريبا الى بيروت والتي اتت قبل وخلال وبعد لقائه مع البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، فإن الشكوك عن وضعه وعن ظروف استقالته وعدم عودته الى بيروت تبقى من اولويات بعض الافرقاء السياسيين واولهم رئيس الجمهورية العماد ميشال عون.
فبعد الاستقالة التي شكلت صدمة لرئيس الجمهورية كما للكثير من السياسيين والمواطنين، كانت تصرفات حكيمة وعقلانية للرئيس عون كما وصفها عدد من المراجع السياسية حينها من خلال تريثه بقبول الاستقالة وعقده لاجتماعات مكثفة واجرائه مشاورات واتصالات محلية وديبلوماسية ودولية قام بها على اثر اعلان الحريري استقالته، ولكن الواضح فإن تصرفات الرئيس عون ومن خلال مواقفه تشير بأن الامور قد  تغيرت، وتأكد ذلك من خلال جولة وزير الخارجية جبران باسيل الاوروبية والمواقف التي اطلقها وهي اتت للبحث في تداعيات واسباب الاستقالة .
ولكن كان اللافت الكلام الذي اطلقه رئيس الجمهورية امس وبشكل واضح وصريح وعلني امام رئيس واعضاء المجلس الوطني للاعلام المرئي والمسموع واصحاب المؤسسات الاعلامية المرئية والمسموعة والذي وصف بأنه تصعيدي، فهو ولاول مرة ومنذ استقالة الرئيس الحريري يعتبر بأن غياب الرئيس المستقيل يعني انه محتجز وموقوف وحريته محددة في مقر اقامته متهماً المملكة العربية السعودية بشكل مباشر بالاحتجاز، معتبراً ذلك عملاً عدائياً ضد لبنان.
هذا الكلام التصعيدي من قبل الرئيس عون توقف عنده مصدر نيابي في كتلة «المستقبل» خصوصا انه قابله ايضا كلام مماثل اطلقه الرئيس الايراني حسن روحاني الذي اعتبر ان التدخل الصارخ في شؤون دولة مستقلة كلبنان وفرض الاستقالة على شخص ما وتقديم شخص اخر بدلا عنه، حدث نادر جدا في التاريخ، كذلك فإن تصاريح باسيل التي اطلقها من اوروبا لم تكن اقل تصعيدا من كلام عون وروحاني بحسب المصدر.
من هنا ورغم ان الوزير السابق الياس بو صعب حاول في تصريحه من بعبدا بعد لقائه بعد ظهر امس رئيس الجمهورية التخفيف مما صدر عن عون صباحا تجاه المملكة العربية السعودية وعلاقاتها مع لبنان فإن المصدر  أبدى «للواء» اسفه واستياءه لكل التصاريح التي تتناول المملكة، معتبرا ان ما يعلنه رئيس الجمهورية والوزير باسيل لا يصب ابدا في مصلحة الرئيس الحريري وعودته بل يؤكد على تماشي هذه المواقف مع المواقف الايرانية.
ويشير المصدر الى ان الامور لا يمكن ان تعالج بهذه الطريقة فالذي يجمع لبنان بالمملكة العربية السعودية لا يمكن ان يأتي أيٌّ كان للعمل على الاساءة لهذه العلاقة الاخوية التاريخية، خصوصا انه ليس بإستطاعة اي لبناني انكار ما قدمته وتقدمه المملكة للبنان من محبة ودعم ومساعدة، ويلفت المصدر الى ان كل هذه التصريحات المسيئة للمملكة ستزيد الازمة تازماً ولا تخدم بطبيعة الحال لا الرئيس الحريري ولا القضية التي استقال لسببها.
ويرى المصدر بهذه التصاريح خدمة لايران و«حزب الله» الذي من الواضح عدم استعداده للبحث في موضوع الاستراتيجية الدفاعية، وبالتالي في موضوع سلاحه وعدم تدخله في الشؤون العربية، وتفسر هذه المصادر بأن الواقع الحقيقي هو ان الجانب الايراني والحزب وحتى من يهاجم المملكة ويعتبر نفسه مدافعاً عن الرئيس الحريري وعائلته لا يريد فعلا وواقعا ان يعود الرئيس الحريري، ويستغرب المصدر دعوة الدول الاوروبية للتدخل في حل الازمة اللبنانية وادخالها في الزواريب الداخلية الضيقة بدلاً من البحث جدياً بكيفية العمل على التخلص من سلاح «حزب الله» واقتصار دور الحزب على الدور السياسي وليس العسكري.
ويتساءل المصدر لماذا لم نسمع اي تعليق على المواقف الايرانية الداعية الى محاربة الدول العربية واعلانها العداء لها، وآخرها موقف روحاني الذي اعلن فيه صراحة تدخل بلاده في شؤون دول عربية .
المصدر تمنى البحث في اساس المشكلة ومعالجة اسباب الاستقالة بدل اضاعة البوصلة ومعاداة الدول الشقيقة والصديقة.