بيروت - لبنان

اخر الأخبار

6 آذار 2024 05:35م المعارضة ترفض بشدة معادلة، إما فرنجية أو بقاء الشغور

تسارع التطورات يثير الخشية من تراجع تأثير الدبلوماسية

حجم الخط
ما شهدته الجبهة الجنوبية من تطورات متسارعة، في اليومين الماضيين، يثير الكثير من القلق من مغبة أن يكون الوضع الميداني على وشك الانفجار، رغم المساعي التي يقوم بها كبير مستشاري الرئيس الأميركي آموس هوكشتاين لنزع فتيل التوتر المتصاعد على الحدود اللبنانية الإسرائيلية. وإزاء ارتفاع منسوب القصف المدفعي والجوي بين إسرائيل و"حزب الله"، فإنه يخشى إذا استمر الوضع على ما هو عليه، أن تخرج الأمور عن السيطرة في أي وقت، بعد اتساع رقعة العدوان الإسرائيلي المتمادي، وسقوط المزيد من الضحايا اللبنانيين . باعتبار أن جيش الاحتلال يحاول التنصل من أي التزامات، تجاه الولايات المتحدة أو غيرها، بتقديمه الحلول العسكرية على ما عداها . ولذلك فهو يواصل إطلاق التهديدات ضد لبنان و"حزب الله"، في وقت يتعامل الأخير مع هذه التهديدات بكثير من الجدية، لكنه في الوقت نفسه، يؤكد للإسرائيليين أنه لا يهاب تهديداتهم، وأنه مستعد لكل الاحتمالات . 



وفي حين بدا واضحاً من خلال سير الأمور على الأرض، أن إسرائيل تحاول الضغط على لبنان، برفع منسوب استهدافاتها للمناطق الجنوبية، وإمعانها في قتل المدنيين . وهذا ما حصل في الساعات الماضية، تزامناً مع وجود هوكشتاين في المنطقة، فقد كانت لافتاً، هجوم "حزب الله" على الموفد الأميركي، في مؤشر على رفضه لما تسوقه واشنطن من حلول سياسية للملف الجنوبي المتفجر. وهذا ما ظهر برفض "الحزب"، إعطاء أي جواب، على المقترحات الأميركية التي سلمها هوكشتاين لرئيس المجلس النيابي نبيه بري، قبل وقف الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة . وإن كان هناك من يجزم بأن "الحزب" لن يدير ظهره للوسيط الأميركي بشكل كامل، وهو الذي نجح في إنجاز الترسيم البحري، والذي ما كان ليرى النور، لولا موافقة "حزب الله"، ومن خلفه إيران . ولذلك، ومع تصاعد وتيرة العنف بشكل مضطرد على الجبهة الجنوبية، فإن الخشية تزداد، من اقتراب المواجهة الواسعة التي يحذرها الطرفان، سيما وأن هذه المواجهات بدأت تأخذ أبعاداً غاية في الخطورة، مع استخدام أسلحة جديدة ونوعية في جولات العنف اليومية الدائرة .




ولم يعد سراً، القول أن هناك مخاوف تنتاب الكثير من المسؤولين، من اقتراب الوضع من الانزلاق نحو الأسوأ ، سيما وأن الخشية من تراجع تأثير الوساطات الدبلوماسية، بدأ يتزايد، بعد اشتداد حدة المواجهات بين "حزب الله" وإسرائيل، ما يبعث على القلق جدياً، من أن يكون الوضع الميداني، قاب قوسين من الانفجار . وقد أبلغ وزير الدفاع الإسرائيلي، الموفد الأميركي، باقتراب ساعة الحسم مع لبنان. ما يؤشر إلى نوايا الاحتلال العدوانية تجاه لبنان، توازياً مع استكمال جيش الاحتلال استعدادات العملانية، وفي ظل دعوات من جانب مجالس أقاليم المستوطنات الإسرائيلية على الحدود الشمالية، لإخلاء كل ما تبقى من السكان . ولا تشير المعطيات المتوافرة، أن "حزب الله" في وارد الاصغاء لمقترحات هوكشتاين، إذا أصرت إسرائيل على الاستمرار في عدوانه على غزة . وهذا من شأنه أن يبقي جبهة الجنوب مشتعلة، مع ما يمكن أن يستتبع ذلك من تطورات بالغة الخطورة في المرحلة المقبلة، لا يمكن التكهن بنتائجها .


وفيما يعول لبنان الرسمي على جهود الوسيط الأميركي، تفادياً لامتداد الصراع، وما يمكن أن يخلفه من تداعيات لا يمكن حصرها، في ظل ما يعانيه اللبنانيون من أزمات لا تعد ولا تحصى، بتأكيد، رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي أن "الجميع يعمل لتهدئة جبهة جنوب لبنان والمضي نحو إستقرار طويل الأمد"، مشيراً إلى أن، "طروحات الوسيط الأميركي آموس هوكستين قيد النقاش، وأن عنوان مرحلة الاستقرار التي نسعى للوصول إليها هو آلية لتطبيق القرار 1701"، تعرب أوساط معارضة، عن تشاؤمها حيال جهود خفض التوتر التي يقوم بها الأميركيون وغيرهم . "في ظل رفض الإسرائيليين التعامل بإيجابية مع هذه الجهود . ما قد يحبط المساعي الأميركية والغربية على هذا الصعيد، وبالتالي فإن الاهتمامات الدبلوماسية قد تتقلص كثيراً مع الوقت، لأسباب عديدة، في مقدمها دخول الولايات المتحدة ودول أخرى في مدار الانتخابات الرئاسية أو التشريعية، ما قد يعطي فرصة لإسرائيل، للاعتداء على لبنان . وهذا بالتأكيد، سيجعل الشعب اللبناني المتضرر  الأكبر من أي مواجهة قد تحصل ، في حين أن المستفيد الأكبر، هو من لا يضع لبنان أولوية، أو من يريد تفكيك البلد وتدميره بشكل ممنهج، أكان من الداخل أو الخارج" .



وإذ تشدد الأوسط، على "تنفيذالقرار1701، والالتزام بمندرجاته، لتأمين مظلة أمان، سيما وأنه لم يطبق بشكل كامل منذ صدوره في ال2006،  كامل أو مقبول منذ صدوره" . فإنها ترى أن }الدولة مطالبة ببسط سيادتها على كامل أراضيها، وتحديداً في منطقة جنوب الليطاني، بما يمنع استباحتها، التزاماً بما نص عليه هذا القرار، ولعدم إعطاء ذريعة لإسرائيل، لمهاجمة لبنان والتنكيل بسكان الجنوب، من خلال توسيع انتشار الجيش اللبناني، بالتعاون والتنسيق مع قوات "يونيفيل" . وبما ينزع كل الذرائع من الإسرائيليين الذين يتحججون، بعدم التزام لبنان ب1701 . في إطار الحرص على سيادة الدولة وتفعيل حضورها على كافة المستويات، وتحديداً على الصعيد الأمني، لتوفير الأمن والأمان لسكان المناطق الحدودية" .



ولا تستغرب الأوساط المعارضة، في سياق منفصل، ما آلت إليه مبادرة كتلة "الاعتدال الوطني" التي سقطت ب"الضربة القاضية"، بعد رفضها من قبل"الثنائي" . وهذا يؤشر برأيها، "بكثير من الوضوح، أن هذا الفريق لا يريد الاستجابة لأي مبادرة، لحل المأزق الرئاسي، إذا لم تتبن انتخاب مرشحه سليمان فرنجية للرئاسة الأولى . وبالتالي فإن أي مبادرة مماثلة سيكون مصيرها الفشل أيضاً، إذا لم تسوق لانتخاب رئيس "المردة" . وهذا بالتأكيد لا يمكن القبول به، من جانب المعارضة، ومعها السواد الأعظم من اللبنانيين الذين يرفضون سياسة الفرض، والإمعان في كسر  إرادتهم، ووضعهم أمام معادلة، إما فرنجية المرفوض من بيئته المسيحية بالدرجة الأولى، وإما بقاء الشغور الرئاسي الذي دمر كل شيء في البلد" .