بيروت - لبنان

اخر الأخبار

19 آذار 2024 07:08م المعارضة تشكك .. وبكركي : الانتخاب فالحوار

"الخماسية" : لا يمكن مواجهة الاستحقاقات دون رئيس للجمهورية

حجم الخط
 إذا كان سفراء المجموعة الخماسية لدى لبنان، قد انطلقوا في حراكهم المتجدد باتجاه المسؤولين والقيادات السياسية، وفق خطة عمل، على ما أكده السفير المصري علاء موسى، فإنه في المقابل، لا بد وأن يكون لدى المكونات السياسية الاستعداد لتقديم تنازلات تساعد السفراء على النجاح في المساعي التي يقومون بها لطي صفحة الشغور الرئاسي ، في إطار المساعي المبذولة من أجل تقريب وجهات النظر بشأن الانتخابات الرئاسية، حيث تابعوا جولاتهم على القيادات السياسة، فالتقوا، اليوم، رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، إضافة إلى الرئيس ميشال عون، على أن يستكمل الوفد الدبلوماسي جولاته مطلع الشهر المقبل، سعياً لردم الهوة التي تسمح بإزالة المعوقات من أمام إجراء الانتخابات الرئاسية . وإذا كان رئيس "القوات" قد أكد أن الكرة في ملعب "الممانعة"، إذا كانت فعلاً تريد إنجاح مهمة "الخماسية"، فإن مصادر معارضة بارزة أكدت ل" اللواء"، أن "بكركي وعلى لسان البطريرك بشارة الراعي كانت حاسمة، في رفضها استمرار الفراغ، من خلال محاولات إفشال المساعي الجارية لإجراء الاستحقاق الرئاسي. باختلاق المزيد من العقبات، بعيداً من النصوص الدستورية لانتخاب الرئيس العتيد، في إشارة واضحة إلى رفض البطريركية المارونية، دعوة رئيس مجلس النواب نبيه بري، لحوار بشأن  الملف الرئاسي . وأن موقف بكركي أضحى معروفاً، وهو الانتخاب أولاً، ومن ثم يتولى الرئيس الجدي لحوار بين الأطراف، لحل القضايا العالقة" .





وتشدد المصادر، على أن سفراء "الخماسية" أبلغوا الشخصيات التي التقوها، بأن "الوقت بات عاملاً ضاغطاً على لبنان، في ظل ما يجري من حوله. ولا يجوز ملاقاة الاستحقاقات المنتظرة في المنطقة، دون وجود رئيس للجمهورية يعيد الاعتبار للمؤسسات، من خلال تشكيل حكومة موثوقة وقادرة . وهذا يتطلب  من جميع المكونات السياسية أن تعي خطورة ما يجري، وأن تبدي استعداداً جدياً، وليس كلامياً، لإخراج لبنان من النفق، بمد اليد للجهود التي تبذلها المجموعة، للتوافق على شخصية الرئيس الجديد"، كاشفة أن "السفراء وضعوا من التقوهم، في أجواء صريحة بأن الخيار الثالث بات مسلماً به، في التوافق على رئيس الجمهورية المقبل، بعدما بدا واضحاً للمجموعة، استحالة القبول بمرشح أي من الطرفين، سواء جهاد أزعور أو سليمان فرنجية . وهو أمر بات الخارج على قناعة به، ما يحتم أن تنصب الجهود في المرحلة المقبلة، على الدخول في الأسماء التوافقية، بعد تحديد المواصفات، لاختيار الاسم الذي يحظى بأكبر قدر من التأييد" . وقد أكد السفراء أن ليس لديهم أي مرشح للرئاسة، باعتبار أنها مهمة الأطراف اللبنانية المدعوة إلى طي خلافاتها، ووضع مصلحة لبنان أولوية، لأن انتخاب رئيس للجمهورية يساعد على حل الكثير من القضايا العالقة" . 




وكشفت المصادر، أن "المعارضة التي تؤيد حراك السفراء، تعتريها شكوك في أن تكلل مهمتهم بالنجاح، سيما في تعاملهم مع فريق يتقن فن المراوغة والتملص من الالتزامات، ما يستوجب تجاوز كل الحواجز المصطنعة من جانب المعرقلين، وأن يبادر المجلس النيابي إلى الالتئام فوراً، للقيام  بواجبه في الاجتماع لانتخاب رئيس الجمهورية من بين الأسماء المرشحة، وفق الآلية الدستورية، وعلى دورات متعددة حتى يصار إلى انتخاب الرئيس . لكن أن يتم اللجوء إلى خطوات لا ينص عليها الدستور في سياق العملية الانتخابية، فهذا ما ترفضه المعارضة ومعها بكركي، ولا يمكن أن تقبل به" . وقد عبر عدد من  السفراء عن ارتياحهم لأجواء اللقاءات مع القيادات السياسية والروحية، لجهة أن المناخات الحالية أضحت أفضل من سابقاتها، ما قد يوفر أرضية مناسبة لتوافق داخلي على انتخاب الرئيس،. وهو ما أشار إليه النائب غسان سكاف، بأن "الخماسية تعمل هذه المرة على خارطة طريق وتريد أن تبحث مع الفرقاء السياسيين مبدأ الالتزام بها، وانها تأخذ الأمر بجدية هذه المرة، وعلى هذا الأساس قرّرت ان تلتقي كل القوى السياسية"، معتبراً أن "هذا التحرك يعكس الدفع باتجاه الخيار الثالث الذي يحظى بغالبية الكتل النيابية وأصبح مسلّماً به من اللجنة الخماسية " .






وفي الوقت  الذي تتجه الأنظار إلى ما ستؤول إليه الأمور على صعيد إمكانية التوصل إلى اتفاق هدنة موقتة بين حركة "حماس" وإسرائيل، توازياً مع استمرار محادثات الدوحة، سعياً من أجل إيقاف العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة، فإن التصعيد المتواصل في الجنوب يثير المزيد من القلق، بعد اتساع رقعته على نحو غير مسبوق، في وقت لفت تعمد جيش الاحتلال، تدمير المباني السكنية في العديد من القرى المواجهة للخط الأزرق، في إطار خطة ممنهجة لتهجير سكان هذه القرى ، وبعدما كشف النقاب عن تدمير أكثر من خمسة آلاف منزل، بشكل كلي أو جزئي، دون أن تنجح الاتصالات التي يقوم بها لبنان، في وقف العدوان الإسرائيلي المتمادي على جنوبه، أو التخفيف من حدته . وتشير في هذا الإطار مصادر وزارية في حكومة تصريف الأعمال ل"اللواء"، أن لبنان لا زال على قلقه من نوايا إسرائيل العدوانية في استهداف أراضيه على نطاق واسع، في ظل عجز المجتمع الدولي عن وقف الجرائم الإسرائيلية المتمادية بحق اللبنانيين والفلسطينيين"، مشددة على أن " أي هدنة قد يتم التوصل إليها في غزة، قد تسحب نفسها على لبنان، استناداً إلى الأجواء الأميركية والأوروبية التي سادت في بيروت في الأيام الماضية" .



وغير بعيد من ذلك، فقد حذرت مصادر المعارضة، من "خطورة إصرار الأذرع الإيرانية على الاستمرار في  استباحة الأراضي اللبنانية خدمة لما يسمى "وحدة الساحات"، على غرار الاجتماع التنسيقي الذي استضافه "حزب الله"، بين جماعة "الحوثي" اليمنية وحركة "حماس"، إضافة إلى قيادات فلسطينية تدور في الفلك الإيراني، في إطار التنسيق ووضع خطط لمواجهة إسرائيل في المرحلة المقبلة"، مشيرة إن "هذا الأمر هو لعب بالنار، بكل معنى الكلمة، بالاصرار على استخدام لبنان ساحة مواجهة مع إسرائيل، من خلال التواصل والتنسيق مع الفصائل الفلسطينية واليمنية الموالية لإيران، ما سيعرض البلد لمخاطر جسيمة، في ظل إصرار إسرائيل على استهدافه" .