بيروت - لبنان

اخر الأخبار

3 تشرين الأول 2023 06:00م الملف الرئاسي في متاهات الوساطات وتخوف من مرحلة تصعيد ..الترسيم البري إلى الواجهة بعدما أعطى الحزب الضوء الأخضر

حجم الخط
مع تزايد الحديث عن عودة مرتقبة لمستشار الرئيس الأميركي لشؤون الطاقة أموس هوكشتاين إلى بيروت، للبحث في ملف الترسيم البري بين لبنان وإسرائيل، توازياً مع التعثر الذي يواجه الوساطات الخارجية لحل أزمة الانتخابات الرئاسية المستعصية، لفتت المواقف التي أطلقها الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله بشأن هذا الملف ، بتأكيده، أن الترسيم البري، "هو ‏مسؤولية الدولة اللبنانية، وهي التي تَقبل الوساطات، وهي من تُفاوض، ونحن لسنا ‏معنيين لا قبولاً ولا رداً، أي أننا لسنا معنيين أن نقول: نحن نَقبل هذه الوساطة أو نَرفض هذه ‏الوساطة" . وهو ما رأت فيه أوساط متابعة، بأنه بمثابة ضوء أخضر من جانب الحزب للدولة اللبنانية، للبدء بمشوار الترسيم البري برعاية أميركية، على غرار ما حصل في ملف الترسيم البحري.

وإذ شدد نصرالله على أن "لا رابط بين الوساطات حول الحدود البرية والملف الرئاسي"، وإشارته، إلى أن الحدود البرية شيء والملف الرئاسي شيء آخر"، كاشفاً أن "كل ‏المؤشرات إيجابية في البلوك 9"، فإن الأوساط تعتبر أن كلام نصرالله يعكس موافقة إيرانية واضحة للدولة اللبنانية للسير بملف الترسيم البري، بعدما سبق لطهران أن أعطت الموافقة على دخول لبنان في مفاوضات مع إسرائيل حتى تم الانتهاء من ملف الترسيم البحري. وتشير الأوساط إلى أن موافقة الحزب، ستعطي دفعاً لهذا الملف، باعتبار أن الأميركيين أبدوا استعدادهم للمضي بهذا المشروع، في حال الحصول على موافقة الطرفين اللبناني والإسرائيلي، على أن تترك التفاصيل إلى حين عودة هوكشتاين في وقت قريب. 

وفي حين دخل الملف الرئاسي في متاهات الوساطات غير المجدية، بفعل تمسك "الثنائي الشيعي" بشروطه، وفي مقدمها رفض التنازل عن دعم ترشيح سليمان فرنجية، فإن المعطيات المتوافرة ل"موقع اللواء" تشير إلى أن الأجواء مهيأة للدخول في مرحلة جديدة من التصعيد المتبادل بين الموالاة والمعارضة. وهو ما ظهر من خلال رد رئيس حزب "الكتائب" النائب سامي الجميّل، على كلام نصرالله، باتهامه "حزب الله بخطف الاستحقاق الرئاسي وأنه ينتظر أن يقبض الثمن ليفرج عنه"، متوجهاً إلى نصرالله بالقول،"لا نخاف منك ولا نخاف من أحد"، في وقت تواصلت ردود قوى المعارضة على تهديدات القيادي في الحزب الشيخ نبيل قاووق. وهذا التصعيد الكلامي لا يساعد الوسطاء على استكمال جهودهم لحل المأزق الرئاسي، بعدما أكد الجميل أن "الحزب مُصِرّ على مرشحه ونحن أمام خيارين، إمّا الصمود أو الخضوع، إمّا نرفض منطق الإملاء والسيطرة والفرض أو نخضع للمرشح الذي يفرضه الحزب" . وهذا يؤشر إلى أن أي تقدم جدي على صعيد محاولات حل هذه الأزمة لم يحصل، الأمر الذي يفتح الأبواب أمام مرحلة جديدة غير واضحة المعالم كلياً، يخشى أن يدفع البلد معها، مزيداً من الانهيارات على مختلف المستويات .

وإذ أشارت معلومات، إلى أن المجموعة الخماسية ستجتمع في الرياض في الأيام المقبلة، لتحديد الخطوات اللاحقة بالنسبة لبرنامج تحركاتها باتجاه حل الأزمة الرئاسية في لبنان، فإن لا موعد محدداً بعد لعودة المبعوث الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان الى بيروت، ما فسره مصدر معارض ل"موقع اللواء"، على أنه "تعبير عن إخفاق الدبلوماسية الفرنسية في التعامل بواقعية مع ملف حساس ودقيق، نتيجة رهاناتها الخاطئة التي أطالت أمد الشغور، بتبنيها لمرشح "حزب الله" الذي ترفضه الغالبية المسيحية، وهو أمر كان يمكن تجنبه لو وضعت باريس مصالح اللبنانيين أولاً، كما يفترض، قبل تأمين مصالحها في لبنان والمنطقة" .

وفي الوقت الذي يتوقع أن يستأثر ملف النازحين بمزيد من الاهتمامات، مع ما يشكله من مادة تجاذب سياسي بين المكونات اللبنانية، كانت لافتة رسالة وزير المهجرين في حكومة تصريف الاعمال عصام شرف الدين، الى وزير الداخلية والبلديات بسام مولوي، حيث تمنّى فيها منه، وفي ضوء التطوّرات في موضوع النزوح السوري في لبنان، "دعوة مجلس الأمن الداخلي المركزي الى اجتماعٍ طارئ لاتخاذ التدابير القانونيّة والإدارية العاجلة والفورية الكفيلة بالتصدّي لأزمة النزوح السوري من جميع جوانبها الإشكاليّة"، ما اعتبرته مصادر مراقبة، أنه بمثابة دعوة للتنبه من مخاطر هذا الملف التي بدأت تهدد السلم الأهلي في البلد، وبالتالي ضرورة اتخاذ الإجراءات التي تكفل التصدي لمحاولات زعزعة الاستقرار في لبنان، سيما وأن وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الاعمال بسام مولوي، حذر من التداعيات الخطيرة للنزوح، في وقت تشدد قوى المعارضة على أن المداهمات الدورية التي يقوم بها الجيش اللبناني لمخيمات النازحين، تؤكد بوضوح أن هذه المخيمات صارت تشكل خطراً على أمن اللبنانيين .