بيروت - لبنان

اخر الأخبار

5 تموز 2018 05:13ص الموت يُغيّب الوزير «الآدمي» علي قانصو بعد صراع مع المرض

الحريري ينعيه: كان قدوة في الطيبة ومارس مهامه بجدارة ومسؤولية

الوزير الراحل علي قانصو الوزير الراحل علي قانصو
حجم الخط
غيّب الموت فجر امس الرئيس السابق للحزب «السوري القومي الإجتماعي» وزير الدولة لشؤون مجلس النواب علي قانصو بعد صراع مع المرض، عن عمر (70) سنة أمضى خمسة عقود منها في العمل الحزبي والنضال القومي.
وقد واجه «ابو واجب» المرض بعشقه للحياة والعمل في الشأن العام، حيث لم يغب عن جلسات مجلس الوزراء، وحضر ايضا الجلسة الاخيرة لمجلس النواب التي اعيد فيها انتخاب الرئيس نبيه بري رئيساً للمجلس. ولم يقف المرض حائلا بين الوزير «الادمي» والاعلام الذي تحدث قبل اربعة ايام الى احد المواقع الالكترونية عن الاوضاع المحلية واعطى رأيه بتأليف الحكومة وعلى اي اساس تحتسب الحصص، كما تناول الوضعين الاقليمي والدولي، مدافعاً بشراسة عن المقاومة.
كان الوزير قانصو يُعرف بتواضعه وعصاميته وحبه لتلبية حاجات الناس حيث كانت ابواب منزله ان في بيروت (رأس النبع) او في الجنوب (الدوير) مفتوحة امام القريب والبعيد ولم يكن يرد اي سائل.
الوزير قانصو الذي جاء الى العمل السياسي والحزبي والنضالي من موقعه التعليمي حيث كان يلقن الشباب العلم والمعرفة بعطاء غير محدود جراء عقليته الاجتماعية التي تعتبر ان لشباب لبنان الحق في الحصول على العلم والمعرفة كونها المدخل الاساسي لبناء الاوطان وتقدمها.
علي قانصو جار الرضا في قريته الدوير التي لا تجد فيها احدا يحمل له ولو نذرا قليلا من البغضاء فهو صديق الجميع، كما انه في عمله الحزبي كان نقطة الوصل بين الجميع وحلال العقد الحزبية من دون ان يحيد عن عقيدته القومية الاجتماعية الراسخة في عقله وذهنه ومسيرته.
ينطلق موكب التشييع في العاشرة من صباح اليوم، من أمام مستشفى بلفيو، الى بلدته الدوير، حيث يقام له مأتم حزبي وشعبي في الرابعة بعد الظهر، وتقبل التعازي قبل الدفن وبعده طوال النهار، ويومي الجمعة والسبت 6 و 7 تموز من العاشرة صباحاً حتى الواحدة من بعد الظهر ومن الرابعة عصرا حتى السابعة مساء في حسينية بلدته الدوير.
ويوم الثلاثاء 10 الجاري من الواحدة والنصف من بعد الظهر حتى السابعة والنصف مساءً في مركز الجمعية الاسلامية للتخصص العلمي في  بئر حسن.
وتقام ذكرى اسبوع وحفل تأبين في الحادية عشرة من قبل ظهر الأحد 8 الجاري في حسينية الدوير.
ونعى رئيس حكومة تصريف الاعمال سعد الحريري الراحل في بيان وزعه مكتبه الاعلامي وجاء فيه: فقدنا زميلاً عزيزاً وشخصية مميزة تقلدت مواقع العمل الوزاري والسياسي والحزبي على مدى عدة عقود، هو الصديق والأخ المغفور له بإذن الله الوزير علي قانصو.
لقد تعرفت إلى الفقيد العزيز من خلال مشاركته في الحكومة، وهو كان عن حق قدوة في الطيبة والتعاون، ومارس مهامه بكل جدارة ومسؤولية، وعرف على الدوام كيف يوازن بين ولائه السياسي وموقعه في خدمة المصلحة العامة. باسمي الشخصي وباسم رئاسة مجلس الوزراء، أنعى الوزير علي قانصو الى اللبنانيين، وأتقدم من أهله ورفاقه وأصدقائه بأحر التعازي، سائلاً الله سبحانه أن يتغمده برحمته ويسكنه فسيح الجنة.
كما نعى رئيس الحزب حنا الناشف ورئيس المجلس الأعلى النائب أسعد حردان وأعضاء المجلس وقيادة الحزب «إلى الأمة وعموم السوريين القوميين الاجتماعيين في الوطن وعبر الحدود»، الراحل في بيان وزعه أعلن فيه انه قاد الحزب في مراحل صعبة مرّت على لبنان والأمة، لا سيما ابان حرب تموز 2006، وكان على مدى ثلاثة عقود ركناً من اركان القيادة المركزية وفي صلب حركة الحزب السياسية وعلى الصعد كافة.
 ووزع الحزب نبذة عن حياة الراحل جاء فيها:
«الأمين والوزير الراحل علي خليل قانصو من مواليد الدوير - النبطية 1948، زوجته الرفيقة صباح قانصو التي شاركته مسيرة النضال، وأسّسا معاً عائلة مؤلفة من: د. واجب، د. فادي، د. ميسلون.
تخرج من كلية التربية، وعمل استاذاً لمادة الأدب العربي.
انتمى الى الحزب السوري القومي الاجتماعي عام 1969 في نطاق منفذية النبطية وتولى العديد من المسؤوليات المحلية منفذاً عاماً للنبطية ومندوباً مركزياً للجنوب.
تولى العديد من المسؤوليات الحزبية المركزية، عميداً للداخلية، عميداً للتربية والشباب، ناموساً لمجلس العمد ورئيساً للمكتب السياسي المركزي.
انتخب عضواً في المجلس الأعلى لأكثر من دورة منذ العام 1992 وحتى تاريخه.
انتخب رئيساً للحزب عام 1996، وعام 2005، وعام 2016.
منح رتبة الأمانة في العام 1981. وحاز العديد من الأوسمة الحزبية.
مثّل الحزب في الحكومة اللبنانية، وزيراً للعمل والشؤون الاجتماعية في حكومة الرئيس الراحل رفيق الحريري، عام  2001 ، وزير دولة في حكومة الرئيس نجيب ميقاتي عام 2001، وزير دولة لشؤون مجلس النواب في الحكومة الحالية.
وأبرق رئيس «حزب الاتحاد» النائب عبد الرحيم مراد الى رئيس «الحزب السوري القومي الاجتماعي» معزيا، وقال: «إن غياب فقيدكم وفقيدنا علي قانصو هو خسارة للخط الوطني لما مثله هذا القائد من نهج وشخصية فذة تركت اثرا في العلاقات بين قيادات العمل الوطني».