طبقة سياسية مرتبكة، انقسامات وتجاذبات، انفصام وتنافس، تناحر ومكابرة في التعاطي، نكد ومناكفات بين المسؤولين وأخذ ورد حول كلمة واحدة لا غير ألا و هي «الميثاقية».
نعم الجميع يتكلم عنها وعن أحقيتها وعن ما آلت اليه الأوضاع في اعتمادها كذريعة في حكم الأكثرية .
فإن تكريسها في الرئاستين الثانية والثالثة المنبثقة من قوة التمثيل الشيعي والسني في بيئة كل منهما قد خلق امتعاض و شعور بالغبن عند المسيحيين الذين طالبوا بها قضية حق في الرئاسة الاولى وذلك بأن يتولى رئاسةالجمهورية الرئيس الأقوى والأكثر تمثيلاً بطائفته مما أدى الى انتخاب الرئيس ميشال عون الذي سمي بالرئيس القوي .
وكل ما جرى و يجري على الساحة اللبنانية حتى يومنا هذا سببه هذه الميثاقية التي انبثق منها ثلاث رؤوساء أقوياء كان حكمهم أشبه بـ«صراع الديوك» على حلبة الطائفية السياسية المتنافسة فيما بينها على المحاصصة في كل الوزارات والادارات ومراكز الدولة حتى أدى بهم المطاف الى فشل ذريع وأزمة في الحكم و ادارة البلاد.
فالى من ابتدع هذه الميثاقيةالتي تستحق لقب «الفاشل «في قاموس حكم السلطة نقول: أن لبنان لا يحكم لا بالأكثرية ولا بالغلبة ولا بالقوة ولا حتى بالمناكفات بل بالتوافق والتفاهم بين جميع القوى وان النجاح يكمن بالشكل والمضمون في اختيار الرجل المناسب في المكان المناسب .
ونقول أيضاً؛ أن هذه الميثاقية هي التي أوصلتنا الى هذا الانهيار جارفة كل نعمها التي حولتها نقمة على حكامها وليكن سقوطها درساً لمن حكم.