بيروت - لبنان

اخر الأخبار

12 كانون الأول 2020 12:01ص الواحد بالمئة... والدعم

حجم الخط
شكّلت الطبقة المتوسطة في مجتمعنا بعض التوازن ومحور ونواة الدورة الإقتصادية في البلاد، حتى مجيء هذا العهد «القوي»، فبدأت تتلاشى شيئاً فشيئاً، وأصبح أكثر من سبعين بالمئة من اللبنانيين المقيمين على الأراضي اللبنانية تحت خط الفقر والفقر الأدنى، ولم يبقَ من هذه الطبقة المتوسطة سوى نسبة قليلة، بالكاد تجني لقمة عيشها اليومي...

يجري التداول اليوم برفع الدعم عن المواد الغذائية والأدوية والمحروقات، مما سيؤدّي إلى رفع أسعارها بنسبة أربعة إلى خمسة أضعاف وزوال هذه الطبقة المتوسطة، لنصل إلى معادلة الواحد بالمئة من الأثرياء والباقي فقراء، وبالتالي إلى إنفجار إجتماعي كبير وربما إلى وضع أمني خطير... ولا تغرّنك تصريحات بعض القوى السياسية وإستنكارها لرفع الدعم، وما يتداولونه تحت الطاولة وفي الغرف المغلقة، هو أمر آخر...

يا أصحاب الضمائر الميتة، ويا فقهاء الفساد في السياسة والإقتصاد والمال، ويا أيها الرماديون، وشياطين السكوت، ويا أمراء الفساد في كهوف لبنان المتحضٌر، ويا أثرياء الباطل المصنوع من آهات الفقراء ولقمة عيشهم... ألا تكفي هيروشيما بيروت المتمثلة بإنفجار المرفأ الكارثية على كل البلاد...؟؟

ألا تكفي حياة الذل التي يعيشها الشعب اللبناني...؟؟

تريدون رفع الدعم؟ حسناً...

كونوا بشراً لمرة واحدة... وارفعوا أولاً، دعمكم لمافيات تهريب السلع والأدوية والمحروقات والمخدرات والسيارات المسروقة، وللمتلاعبين بسعر صرف العملة الوطنية مقابل الدولار الأميركي، هبوطاً وصعوداً، وللصوص التجار وجشعهم، وللمجرمين الذين يستبيحون أمن الوطن والمواطنين...

إرفعوا دعمكم لناهبي المال العام والخاص، واستعيدوا الأموال المهرّبة إلى الخارج، من قبل وما بعد 17 تشرين...

ادعموا السلطات العسكرية والأمنية والرقابية والقضائية، وكفّوا عن التضييق عليها ومصادرة قرارها ودورها الوطني، واطلقوا يدها لمحاربة الفساد ومحاسبة الفاسدين... كل الفاسدين، بعيداً عن الكيدية والإستنسابية... فهي الضمانة والأمل والملاذ الأول والأخير لإنقاذ الوطن والمواطنين...

لعل ما يٌذهل في الوضع اللبناني، أن بعض القوى السياسية تتصرّف وكأن شيئاً لم يكن، وتعطّل كل شيء، مرتهنة ومرهونة إلى أسيادها في الخارج، بعيداً عن آلام وجراح اللبنانيين...

قال روبرت فرس: «إن أحد الأسباب الرئيسية لإنتصار الأشرار أن الأخيار لا يفعلون شيئاً»...