بيروت - لبنان

اخر الأخبار

25 تموز 2020 12:00ص الوطن والمواطن.. هما الضحية!

حجم الخط
إن الشعب اللبناني انكوى بنار الفساد والغلاء، وها هو اليوم يصمد في وجه الظلم والاستبداد ويناضل من أجل الحفاظ على وطنه و ما أصعبها من حال يعيشه المواطن في وطنه الذي يحتضر!

نعم يا سكارى المجد ويا قاطني القصور، لبنان ينزف فاقداً نبض الحياة وشعبه اليوم يعيش صراعاً بين الحياة والموت بسببكم أنتم الذين عجزتم عن تحقيق أدنى حقوقه لصموده في وجه هذه الأوضاع الحرجة والصعبة والأليمة!

نعم يا أيتها الطبقة السياسية المرتبكة والعجوز هذه هي الحال في لبنان، يوم ما بعده يوم وليلة ما بعدها ليلة والجوع يطرق الأبواب والشعب ينرف والإنتحار يزيد ولبنان ينهار.

نعم وطننا وشعبه يصارعان على فراش الموت وكأنه مكتوب لهما في سطور كتبكم بأن لا يتذوّقا طعم الفرح والفرج وأن تمتلئ صفحات تاريخهما بالمآسي والأحزان والقهر والفقر ودوس للكرامات. أين صونكم لسيادة هذا الوطن وعدالة شعبه والحفاظ على كرامته؟

لقد بنيتم القصور وكرّستم قوتكم لجمع الثروات على حساب الوطن ومصالح المواطنين وهدّمتم أحلام شعبكم وقضيتم على إقتصاد وطننا ووضعتموه في العناية الفائقة حتى أصبح المرء يعيش فيه جسداً بلا روح وعلم الموت عنده يلوح في الأفق.

نعم غدونا أمواتاً على قيد الحياة، أصبحنا شعباً يصارع على لقمة العيش، شعباً مهزوماً سلبتم منه أحلامه وطموحاته، سلبتم منه لبنانه الذي أحب ويحب، حتى سلبتم منه الحب وحرقتم آماله ووضعتموه أمام تحدٍّ صعب كأنكم تريدون منه أن يجوع ويتألم وأن يموت بصمت. أوقفوا رمي المسؤوليات على بعضكم البعض لأن الوقت يداهمكم فالمصيبة وقعت والشعب لبس ثوب البؤس والجوع ووقع في القعر والوطن على حافة الهاوية.

نعم جعلتم من شعبكم ضحية بات لا يهاب الموت وهو فضّل التضحية على الإستسلام.

لقد أفقدتمونا الحجر والبشر والأمل بالغد.. وبعد كل ذلك تتساءلون لماذا يثور شعبكم مفترشاً الأرض وملتحفاً السماء و قارعاً طبول الموت؟

يا ليتكم تجدون الأجوبة على تساؤلاتكم في صفحات حكمكم!

آه وألف آه على ما نحن عليه، آه وألف آه على الوطن الذي يئنّ تحت ثقل أزمته الخطيرة.

وماذا بعد؟ سؤال برسم أفعالكم وإصلاحاتكم. وما بعد الموت فما هي إلا قيامة للبنان وشعبه.

نعم القيامة آتية بجهود الثوار الأحرار الذين سيستعيدون بناء الوطن حجراً وبشراً بسواعدهم وسيسجل التاريخ هذا النضال لأبطالنا الأحرار، فالثورة لن تمضي بلا ثمرة والمحاسبة آتية... ولن تفلت الجريمة بلا عقاب... وبهمّة هذه الأجيال الصاعدة سيبدأ عصر جديد لجمهوريتنا اللبنانية. وأمانة منا ومن الوطن أن تضعوا أياديكم على القرآن وعلى الإنجيل وأن تسمعوا إلى ما قاله الراحل الكبير ملحم بركات:

«يا منموت كلنا وبينتهي الوطن يا منكون رجال أبطال أحرار وبيبقى الوطن».