مع انتهاء مرحلة التكليف وبداية مرحلة التأليف، وكون البلد يترنّح على شفير الانهيار، لا بدّ من تكثيف وجود المنتفضين منعاً لأي محاولة تسويف ومماطلة قد تلجأ اليها السّلطة، إضافة الى لعب دور رقابي على خياراتها في حال تضاربت مع مطالب اللبنانيّين ومصلحة البلد.
اولويّة المرحلة
انطلاقاً ممّا سبق وحتّى لا يتم تمييع مطالب اللبنانيّين المُحقّة وتسويف غايات الانتفاضة بهدف فرط ما حققّته الى اليوم، أصبح من الضّروريّ والمُلحّ إعادة تركيز مطالب الانتفاضة الاساسيّة ضمن عناوين واضحة وواقعيّة من اجل تحصين ورقة الضغط على سياسة الدولة واستكمال فرض إصلاحات تنتشل البلد من براثن الانهيار الكُلّي.
إنّ أولوية المرحلة هي المُطالبة بتشكيل حكومة كفاءات مستقلّة حالاً ودون تأخير غير مبرّر، على أن يرضى عنها اللبنانيّون. وتكون في مستوى تحديات المرحلة الحاسمة مع فتح ورش عمل سياسية من أجل التحضير لإطلاق إصلاحات قانونية ومالية واقتصادية، ناهيكم عن الأولوية الدائمة والضاغطة المُتمثّلة بمطالب الشّعب الاجتماعية.
تركيز مطالب الانتفاضة
بالنسبة إلى المطالب السياسية، فأبرز عناوينها إقرار القوانين التي تمنع او تحاصر وتكافح الفساد المالي والإداري وتمهّد لاسترجاع المال العام المنهوب؛ والعمل على تعزيز دور القضاء والرابطات العدلية، وإقرار قانون استقلال السلطة القضائية؛ والعمل على الغاء النظام السياسي الطائفي المبني على المحاصصة والزبائنية والانتقال الى نظام سياسي مدني.
أمّا المطالب الاجتماعية، فيأتي في طليعتها موضوع توافر الدواء والرعاية الطبيّة بأسعار مقبولة، وإقرار برنامج لضمان الشيخوخة، وتأمين فرص العمل، وتسهيل قروض صغيرة ميسّرة، وتوفير الخدمات الاساسيّة، وغيرها.
وفي الشقّ المالي، الحكومة مُطالبة بوضع وتنفيذ سياسة تساعدها على حصر عجز الموازنة وتقليص مديونيّة الخزينة وخفض التضخم، وإطلاق الإصلاحات من أجل إيجاد الهوامش المالية الضرورية والحفاظ على التوازنات المالية والاقتصادية والاجتماعية.
تشكيل القيادة
في سياق متّصل بالأهداف الرئيسية للانتفاضة، ولكي تستطيع تحقيق مطالبها، والمشاركة في الحكومة المُقبلة والاشراف على عملها من داخلها، وايضاً متابعة عمل المؤسسات الدستوريّة الأخرى، لا بدّ من البحث في مسألة تشكيل قيادة للانتفاضة يكون لديها برنامج يرتكز على المطالب الاساسيّة، تُنسّق فعل الانتفاضة وتستنبط التكتيك والاستراتيجية في عملها النضالي، كي تستطيع أن تحوّل القوة إلى فعل مجدٍ ومنه إلى نتائج تلبي مصالح اللبنانيّين.