بيروت - لبنان

اخر الأخبار

15 تشرين الأول 2020 07:56ص باسيل تحت الطاولة المقلوبة

حجم الخط
قبل عام بالتمام والكمال ظهر رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل بمناسبة ١٣تشرين المذلة للتيار بكل المقاييس، مستقوياً بلقاء مطول مع الامين العام لحزب الله حسن نصرالله ومعبرا عن امام كوادر التيار عن استيائه الظاهري أمامهم عن تجهم الأجواء السياسية الملبدة، مهددا ومتوعدا بقلب الطاولة على الجميع،، ملقيا مسؤولية تردي الأوضاع وبداية مؤشرات التدهور الاخذ بالظهور، على شركائه بالسلطة من كل الاطراف حلفاء وخصوما على حد سواء.

كعادته في اللعب على مشاعر الناس وتحريك غرائز جمهوره التعصبية الدفينة، حاول التملص من نتائج لادارته المطلقة لمنتصف ولاية عهد عمه في ممارسة السلطة بكل مقاييس التعطيل والفشل والعجز، نافضا يداه منها وملقيا مسؤوليتها على الاخرين. بعد ايام من هذا التهديد، اتت النتائج سريعة، استبق الناس بالانتفاضة قلب الطاولة على باسيل والجميع، على العهد الذي فقد كل هيبته ومكانته حتى الحضيض، وكانت حصة رئيس التيار العوني الاكبر في مقاييس الاذلال والسقوط اللامتناهي بسرعة لم يبلغها اي طرف او تيار من قبل. بعد عام، من هذا السقوط المذل للعهد والتيار ومعهما الدولة ككل، يظهر باسيل في المناسبة ذاتها وكأنه في عالم منفصم عن الواقع بكل المقاييس، يتلمس تاجيج العصبيات والخلافات وتحريك الخلافات السياسية والطائفية ومكامن الخلافات البغيضة لشد عصب جمهوره المتآكل واعادة تلميع صورته القاتمة من جديد، بدلا من تقديم بدائل وطروحات سياسية مسؤولة وواعدة للبنانيين تساعد في حل الأزمة ووقف الانهيار الحاصل بالبلاد. لم يفاجئ الناس باطلالة باسيل المنفرة بكل المقاييس، يسعى باستمرار لتجاهل نتائج ممارسات فريقه الفاشلة وتحميلها للاخرين. مسكون بعقدة نجاح خصومه بمرافق ومنجزات ماثلة في كل مرافق الحياة، فيما يبقى فشله الذريع بادارة قطاع الطاقة والكهرباء وهدر أمواله الطائلة لاكثر من عشر سنوات متتالية لحسابات التيار ومنافعه ومؤيديه من الاخفاقات والتركات الثقيلة التي لا تمحوها خطابات طائفية ولا أكاذيب ملفقة من هنا وهناك. لم يتمعن باسيل بدروس وخلاصات العام المنصرم وتاثيراتها الكارثية على الوطن ككل. يهرب باستمرار الى الامام، يحكمه هاجس اختصار المراحل والاستئثار بالسلطة والسطوة واختزال الاخرين لزمن ولى دون رجعة ولو تتطلب الامر للدفع بالوطن نحو الانفراط والتحلل. خطاب باسيل المتجدد، يختزن خطاب باسيل مجموعة امراض طائفية وتعصبية مستعصية لمرحلة ولت إلى غير رجعة، امراض ميؤوس من علاجها، حتى في احدث المصحات بالعالم.