بيروت - لبنان

اخر الأخبار

1 نيسان 2020 12:00ص بالصبر.. تُكسَب المعارك

حجم الخط
قال الله تعالى [يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ].

ثلاثون عاماً مضت من عمرنا والحال مازالت على حالها في وطننا الحبيب لبنان، هذا البلد الصغير في حجمه والكبير في قيمته، والذي يعيش وشعبه صراعاً بين الألم والأمل.

وها هو اليوم يلفظ أنفاسه الأخيرة، منهكاً ضائعاً بين فيروس ملعون غير مرئي، جعله أسيراً مُكبّلاً، وبين طبقةً سياسية حاكمة متأرجحة في إدارة الدولة، وإدارة أزمة صحية عالمية فتكت بنا، حيث أبلت هذه الحكومة حسناً في تعاملها، ونجاحاً في إدارتها لهذه الأزمة الصحية، داعية الله الاستجابة إلى صلاة شعبه الأبي الصامد في وجه هذا العدو الفتاك.

فلن يكفي شعبنا ما مرَّ به من أزمات وحروب وضائقات اقتصادية، وما كان ينقص السطل إلا نقطة ماء كي يطفح، فبمعنى آخر ما كان ينقص الشعب البناني إلا هذا الوباء ليكتمل سوء وضعه، ويبصم بصمة «التعتير». 

فما أصعبها هذه الأوقات الحرجة التي نمر بها، وما أعظم تكاتف اللبنانيين جميعم دون استثناء، تاركين وراءهم طوائفهم وضغائنهم ومراكزهم في محاربة هذا الفيروس غير المرئي بالعين المجردة.

فإلى هذا الوهمي نقول: إنّنا باتحاد وجهود أبطالنا الثوار من الطاقم الصحي والقوى الأمنية والجيش والصليب الأحمر والدفاع المدني والشعب، وخلية نحل الحكومة والمسؤولين كافة سننجح في التغلّب عليك أيها الوباء اللعين!، ولن يفرغ صبرنا منك!، فبالصبر والصلاة وتكاتف وجهود أمّتنا الثائرة عليك سنحاربك، ونحاربك ونحاربك.

ولن يطفح كيل الشعب اللبناني الذي عانى الأمرّين، ولن يقوى عليه عدو غريب يسرح ويمرح في حلقات فارغة وهمية ليغدر به. 

لكم يا أبطال نرفع القبعة. لكم جميعكم يا ثوّار الشكر والامتنان.

نعم أنتم باتحادكم، ثوّار هذه المرحلة ضد هذا الفيروس، أنتم صمّام الأمان لوطنكم، وما عليكم إلا المثابرة في المكافحة، لأنّ هذه الثورة تتطلّب تضحيات كبرى ووعياً كبيراً منكم، واتحاداً وتضامناً في ما بينكم، للقضاء على هذا العدو الشرس، ونجاحكم لا يأتي لا بليل ولا بنهار، إنما بالنضال وبالصبر، فمعركتكم ضد هذا الوباء تتطلّب منكم أن تتحلّوا بالإيمان القوي وبالصلاة وبالصبر.

كونوا الأمل للبنان وصوته الصارخ وحلمه الواعد، وانقضّوا على ألمه الذي هو ألمكم، فلا تيأسوا ولا تملّوا، وأكملوا مشواركم، وتفاءلوا وناضلوا واصبروا كي تنفرجوا، فبصبركم وثباتكم وإصراركم على إنقاذ لبنان وشعبه، ستكسبون معركتم، ويكون نجاحكم خلاص للبنانكم. فهنيئاً للبنان بثواره !

وأختم بقول إبن سينا: «الوهم نصف الداء، والإطمئنان نصف الدواء، والصبر أوّل خطوات الشفاء». وبالصبر.. تُكسب المعارك.