بيروت - لبنان

اخر الأخبار

17 كانون الثاني 2018 12:01ص بصراحة

حجم الخط
الرئيس ميشال عون، اختار مناسبة استقباله رجال السلك الدبلوماسي المعتمدين في لبنان، ليخاطب دول العالم بلغة تعكس حقيقة الوضع اللبناني الذي يعيش داخل منطقة ملتهبة يتفاعل معها إلى حدّ كبير، ليصل إلى النتيجة التي يريدها المجتمع الدولي لهذا البلد وهو ان ينعم بالاستقرار الأمني ويمنع انتقال نار الفتنة إلى الداخل.
وإعتبر الرئيس عون بأن لبنان بفضل كل الارادات إنتصر على أشدّ المنظمات الإرهابية إجراماً ووحشية بعدما استطاع هو وسائر القوى الأمنية إبعاد خطرها عن الداخل ومنعها من تنفيذ مخططاتها الدموية، لافتاً في الوقت نفسه إلى الدور الأساسي والكبير الذي لعبه الاستقرار السياسي الذي كان الهدف الذي ركز عليه منذ انتخابه رئيساً للجمهورية اللبنانية، من منطلق قناعته بأنه من دون الاستقرار السياسي لا يمكن إنجاز أي تقدّم في هذا المضمار، مثنياً على الحكومة التي ساهمت في ارسائه حتى ولو علت في داخلها الأصوات المختلفة أحياناً والتي تبقى على حدّ قوله تحت سقف الاختلاف السياسي الذي يغني الحياة الديمقراطية.
الرئيس عون حرص أيضاً في كلمته امام رجال السلك الدبلوماسي على ان يذكّر بالانجازات الأخرى التي تحققت في السنة الأولى من عهده، وركز على قانون الانتخابات الذي يقوم على النسبية لأول مرّة في تاريخ لبنان والذي سيؤمن مزيداً من الاستقرار السياسي لأنه سيسمح بعدالة أكثر في التمثيل مع تأكيد حرصه على اجراء الانتخابات في موعدها.
وبصراحته المعهودة صارح رجال السلك الدبلوماسي بالصعوبات التي لا يزال يواجهها لبنان اجتماعياً واقتصادياً نتيجة غرقه منذ عقود بهدر المال العام وغياب المحاسبة، كما الديون وإن تعددت الأسباب لكنه وعد بأن جهد العهد وحكومته سيتركز بعدما أقرت الموازنة وقانون الإصلاح الضريبي على الشأن الاقتصادي تخطيطاً وتطبيقاً.
أما في الشق الخارجي، حرص رئيس الجمهورية في كلامه امام رجال السلك الدبلوماسي في إيصال موقف لبنان من القضية الفلسطينية وقرار الرئيس الأميركي بنقل سفارة  دولته إلى القدس الشريف باعتبارها عاصمة دولة إسرائيل، ودعمها في مشروعها العنصري بتهويد دولتها من شأنه ان يعمق الهوة ويزيد لهيب النار في الشرق ذلك لأن السلام، كما يراه الرئيس عون وقبل ان يكون اتفاقات على الورق أو خطوطاً على الأرض هو شعور داخلي، هو حالة يعيشها المجتمع ويمارسها والتاريخ يشهد على ان كل اتفاقيات السلام التي فرضتها الحكومات فرضاً على شعوبها من غير قناعة ومن غير قبول داخلي لم توصل ابداً إلى السلام الحقيقي. سلام الشعوب وقطعاً الشعور بالظلم والاضطهاد لا يمكن ان يمهد لأي سلام، والتعنت والإمعان في الاعتداء على الحقوق لن يحل مشكلة بل على العكس ستزداد الكراهية وسيتفاقم العنف، فهل هذا هو المطلوب، هل المطلوب شحن النفوس واشعالها بنار الظلم والحقد لتصبح فريسة سهلة للافكار المتطرفة وصيداً للتنظيمات الإرهابية، ان السلام لن يكون ما لم تبحث جدياً مشاكل هذه المنطقة من منطلق العدالة لا القوة وعبر الاعتراف بالحقوق لا الاعتداء عليها.
الرئيس عون عبر بهذا الموقف عن رأي كل اللبنانيين وكل العرب، وكل المسلمين في أبعاد القرار الذي اتخذه الرئيس دونالد ترامب وتداعياته على السلام في العالم وفي منطقة الشرق الأوسط التي تعاني من الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين العربية، بل وتداعياته على علاقة دولته مع هذه الشعوب.
الرئيس عون كان السبّاق في مخاطبته رئيس أميركا باللغة التي يجب عليه ان يفهمها وعلى الدول العربية والإسلامية الاقتداء به، حتى يُعيد ترامب النظر في قراره بكارثية القرار الذي اتخذه بإختيار القدس تحديداً بكل ما تحمل من إرث ديني لكل الأديان السماوية، وبكل ما لها من خصوصية حتى في القرارات الدولية ذات الصلة وما تشكّل من إشكالية منذ احتلال فلسطين.