بيروت - لبنان

اخر الأخبار

20 تشرين الثاني 2023 05:16م بكركي قالت كلمتها .. و"الثنائي" يدعم التمديد لعون

هل تتخذ إسرائيل من تصعيد "حزب الله" النوعي ذريعة للعدوان؟

حجم الخط






عمر البردان : 



أخذ  الوضع الميداني في الجنوب منحى تصعيدياً بالغ الخطورة، بعد ظهر اليوم، مع الهجوم الواسع الذي شنه "حزب الله" على عدد من المواقع الإسرائيلية ، بإطلاقه  عدة صواريخ مضادة للدروع وقذائف هاون ومسيّرات إنقضاضية لم تكتشفها رادارات الجيش الإسرائيلي، حيث أصابت أهدافها بنجاح، وألحقت أضراراً بالغة  في المواقع المستهدفة، بعدما كان تجاوز القصف المتبادل بين "الحزب" وإسرائيل مناطق بعيدة عن الخط الأزرق . وهذا يؤشر إلى أن نطاق المواجهات الدائرة بدأ يتسع، وسط خشية متزايدة من انزلاق الأمور نحو حرب واسعة النطاق، بعد كلام إسرائيلي بأن المواجهة الشاملة مع "حزب الله" باتت أمراً لا مفر منه، في وقت أكد وزير الخارجية الإيرانية حسين أمير عبد اللهيان أن الرسائل الأميركية إلى "حزب الله" لن تردعه، بل ستجعله أكثر حزماً في قراراته، معتبرًا أن الحزب دخل اليوم مرحلة من الحرب مع إسرائيل. 


وقد عبر السفير الروسي الكسندر روداكوف، بعد لقائه وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الاعمال عبدالله بوحبيب، عن مخاطر كبيرة تتهدد الوضع في الجنوب، ما يثير قلقاً حقيقياً من أن تتخذ إسرائيل من تصعيد "حزب الله" النوعي ضدها، ذريعة لشن هجوم واسع يستهدف لبنان، ما يفتح أبواب حرب طاحنة قد تأخذ كل شيء في طريقها، دون استبعاد اتساع نطاقها إلى الإقليم برمته، بعد التطور الخطير المتمثل بالدخول الحوثي على خط الصراع بين إسرائيل و"حماس"، بخطفه باخرة يملكها إسرائيلي ونقلها إلى ميناء الحديدة اليمني، رداً على الجرائم بحق الشعب الفلسطيني . وهو أمر من شأنه أن يفاقم الصراع أكثر فأكثر، بعد اتهام إسرائيل لإيران بالوقوف وراء عملية خطف الباخرة، .في وقت يحاول جنرالات الجيش الإسرائيلي الضغط على القيادة السياسية، من أجل توفير الضوء الأخضر للقيام بعمل عسكري واسع ضد "حزب الله" الذي يوجع الإسرائيليين بالعمليات التي يشنها على طول الحدود مع لبنان .

وسط هذه الأجواء، وفي حمأة الصراع المستحكم بين الداعين لتمديد ولاية قائد الجيش العماد جوزف عون، وبين المعارضين لذلك وفي مقدمهم رئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل، كان لمواقف البطريرك بشارة الراعي، الرافضة للمس بقيادة الجيش، صداها على الصعيد المسيحي والوطني، حيث كان حاسماً في رفض أي استهداف للعماد عون، حتى انتخاب رئيس للجمهورية، وتأكيده على أنه لا يجوز الاعتداد بما جرى في مؤسسات أخرى تجنباً للفراغ فيها فالأمر هنا مرتبط بحفظ الأمن على كامل الاراضي اللبنانية والحدود ولا سيما في الجنوب بموجب قرار مجلس الأمن 1701". وأن "أي تغيير في الجيش يحتاج الى حكمة ولا يجب استغلاله لمآرب شخصية". وهو كلام موجه كما قالت مصادر نيابية بارزة ل"موقع اللواء"، إلى "النائب باسيل وكل الذين يقفون في صفه، برفض التمديد لقائد الجيش"، سائلة، "كيف يحرم باسيل تعيين حاكم جديد لمصرف لبنان في ظل غياب رئيس للجمهورية، ويحلل تعيين قائد جديد للجيش في ظل استمرار الشغور الرئاسي؟"


وقد أكدت المصادر، أن "كل ما يسعى إليه باسيل ومن معه في نفس الفريق، هو الإطاحة بقائد الجيش لأنه  يشكل خطراً على كل المرشحين للرئاسة الأولى . ولذلك يقدم رئيس التيار الوطني الحر مصلحته على مصلحة البلد، ولأنه يريد إزالة كل المرشحين للرئاسة من طريقه"، مشيرة إلى أن "الثنائي سيصوت مع التمديد لقائد الجيش، ولن يقف أحد إلى جانب باسيل ومن معه، لأن هناك إصراراً على عدم حصول أي فراغ في موقع قيادة الجيش، في ظل الأوضاع الخطيرة التي يمر بها لبنان، وعلى وقع التهديدات الإسرائيلية المتصاعدة بتدمير لبنان إذا دخل الحرب" .

وقد كان ملف قيادة الجيش، محور اللقاء الذي جمع البطريرك الراعي، مع وفد من تكتل" الجمهورية القوية"، نقل ل"سيد بكركي" رسالة دعم وتقدير لمواقفه من رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع الذي أكدت مصادر الوفد تطابق وجهات نظره مع ما يقوله البطريرك بشأن قيادة الجيش، وضرورة التمديد للعماد عون على رأس المؤسسة العسكرية، حتى انتخاب رئيس جديد للجمهورية . وهذا ما أكد عليه باسم الوفد النائب بيار بو عاصي، بأنه "لا يجوز تغيير قائد الجيش في ظل هذه الظروف، ولا يجوز تعيين قائد جديد للجيش في ظل عدم إنتخاب رئيس للجمهورية".

وعلم من مصادر بكركي أن البطريرك كان مؤيداً للطروحات التي حملها الوفد والتي تتعلّق بموضوع التعينات ورئاسة الجمهورية.

وقد استمع البطريرك للوفد ولم يعترض على ما طرحوه، وشدّد على أنه لا يمكن تعريض لبنان إلى مزيد من المخاطر، وما نراه في قيادة الجيش أننا ذاهبون إلى إحتمالات تعرّض هذه المؤسسة لمخاطر، إذا لم يصر إلى الحفاظ على تماسكها في ظل الظروف الضاغطة التي يمر بها لبنان.