خسرت بيروت أمس أحد أوجه بهائها الأصيل، بغياب النائب السابق بهاء عيتاني، إبن العائلة البيروتية العريقة، والمحب لبيروت وأهلها، والمحافظ على النسيج الوطني لمنطقة رأس بيروت، في أحلك أيام الحرب السوداء.
لم يجعل من النيابة حرفة سياسية، بقدر ما كانت وسيلة لخدمة أبناء بيروت، وتلبية حاجاتهم الضرورية، سواء عبر الدولة ومؤسساتها الصحية والإجتماعية، أو من خلال المساعدات المباشرة لأصحاب الحاجة، وللعائلات المتعففة، وذلك بالتعاون مع إخوانه، وفي مقدمتهم رجل الخير والبر ورئيس هيئة الإغاثة في دار الفتوى الأسبق الحاج رياض عيتاني رحمه الله.
كان يعمل بصمت، ويُنجز بهدوء، ويساعد بتكتّم شديد، بحيث لا تعرف يُسراه ما قدمت يمينه. وكان في كل أعماله وعلاقاته مع الأقربين والأبعدين، متصالحاً مع نفسه، لأنه كان صريحاً وواضحاً وصادقاً، إذا وعد وفى، وإذا عاهد إلتزم، وإذا إقتنع نفّذ.
تدهور أوضاع البلد عامة، وتراجع المرافق الأساسية في بيروت، تركت أثراً عميقاً في قلبه، وزرعت الإحباط في نفسه، فآثر الإنكفاء للحفاظ على الذكريات الجميلة للمدينة الأحب على قلبه، سيدة العواصم بيروت.
للفقيد الكبير الرحمة، وكل العزاء لشريكة حياته الأميرة سمر شهاب وأنجاله محمد وأحمد ومحمود.