بيروت - لبنان

اخر الأخبار

10 كانون الأول 2019 08:21ص تاريخيًا.. ثورة ١٧ تشرين الاقرب الى ثورة ١٩٥٢!

هل هي ثورة أم إنتفاضة أو حراك؟

حجم الخط
١٧ تشرين الاول ٢٠١٩ اندلعت الثورة في لبنان ومستمرة حتى الآن. محاولاتٌ عدة لتشبيهها بثورات اندلعت سابقًا في لبنان عبر التاريخ. الدكتور عماد مراد أستاذ التاريخ في كلية الآداب والعلوم الإنسانية في الجامعة اللبنانية وفي اتصال مع "اللواء" أجاب باسهاب على اسئلتنا.

١- ما هو الفرق بين تسمية الثورة والانتفاضة والحَراك، تاريخيًا؟
استنادًا الى المعنى التاريخي:أ- الثورة هي أعلى درجات الانتفاضة التي توصل الى انقلاب كلّي على نظام معيّن وتغيير هذا النظام،اي الذي حصل ضدّ الرئيس المصري حسني مبارك هو ثورة قلبت النظام وانتشلته من جذوره ووضعت مكانه ادارة جديدة وشخصيات جديدة لا تمتّ بصلة الى السلطة السالفة الذكر.اذًا الثورة هي تغيير كل نظام الحكم كما من الممكن ان تغيّر الدستور.

د.عماد مراد


ب-الانتفاضة هي أدنى بدرجة واحدة من الثورة وهي للاعتراض على قانون معيّن او مادة معيّنة من الدستور او على تصرفات السلطة ولكن تكتفي بالحصول على مطلب واحد او مطلبين مثل اسقاط الحكومة او تعديل وزاري.

ج-الحراك هو الدرجة الثالثة فهو لابداء رأي بموضوع والنزول الى الشارع لمدة قصيرة للحصول على مطلب معيّن ولايصال رسالة معينة للسلطة ويعود للاخيرة الخيار بتعديل تصرفها.
إذًا،يُسمّى تاريخيًا،ما يحصل منذ ١٧ تشرين الاول في لبنان هو بين الثورة والحراك أي انتفاضة، لانه لا احد يريد اسقاط النظام ولو وردت هذه المقولة فهي مقولة منسوخة عن الثورات العربية سنة ٢٠١٠ وغيرها. فالنظام في لبنان هو نظام ديموقراطي توافقي طائفي هو مثالي للنظام السياسي في اوروبا أي النظام البرلماني، ولا أحد هدفه الاول اسقاط رئيس الجمهورية، وبالتالي هو انتفاضة ضد الواقع والفساد،السرقة والمحسوبيات واسترجاع الاموال المنهوبة، مع الملاحظة انه ليس من الخطأ ، اطلاق تسمية ثوار او ثورة فهي بالمعنى المجازي.

٢-هل أنّ ثورة ١٧ تشرين ٢٠١٩ تشبه ثورة ١٩٥٢؟
هناك نقاط مشتركة بين الثورة الشعبية في لبنان سنة ١٩٥٢ وانتفاضة ١٧ تشرين، النقطة الاساسية هي الفساد المستشري في لبنان بين ١٩٤٣و١٩٥٢،على صعيد أقرباء الرئيس بشارة الخوري ومستشاريه واخيه السلطان سليم الخوري، وعلى الصعيد السياسي والتجاري والاداري للسيطرة على قدرات البلد.كما ساد الفساد السياسي عبر تزوير الانتخابات، فالرئيس بشارة الخوري ورجالات العهد زوّروا انتخابات ١٩٤٧ لكي ينال الاكثرية المطلقة في المجلس النيابي ليجدد لنفسه ٦ سنوات لغاية ١٩٥٥.هذا التزوير كان فاضحًا فنال ٤٧ نائبًا من اصل ٥٥.سنة ١٩٥١ تلاعب الرئيس بشارة الخوري السلطان سليم الخوري في الانتخابات وقسموا الدوائر بحسب اهوائهم ونالوا ٥٨ نائبًا من اصل ٧٧ بينما نالت المعارضة برئاسة كمال جنبلاط وكميل شمعون ١٩ نائبًا من اصل ٧٧.عندها بدأت حدية المعارضة، فتمّ تسكير الطرقات والمظاهرات الشعبية من حزيران لغاية ايلول، ورؤساء الوزراء السنة تعاطفوا مع الثوار لغاية ١٨ أيلول ولم يستطع الرئيس الخوري تشكيل وزارة رافضًا مواجهة الثوار كما رفض قائد الجيش حينها فؤاد شهاب النزول الى الطريق ،فوجد نفسه الرئيس بشارة الخوري امام حائط مسدود امام السنة والشيعة والدروز وجزء من الموارنة حتى اعلن استقالته في ١٨ ايلول ١٩٥٢.فالانتفاضة الحاصلة اليوم في لبنان هي الاقرب تاريخيًا الى ثورة الرئيس بشارة الخوري عام ١٩٥٢.
المصدر: "اللواء"